قصة قصيدة " أنا وليلى "

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر حسن المرواني:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة فهو الشاعر حسن المرواني وهو شاعر عراقي فقير مسكين درس اللغة العربية، حيث يعد حسن المرواني من الطلاب المجتهدين في كلية الآداب ذا لبس بسيط ولكن ذا لسان راقٍ يحمل ما في داخله كنز من الرّقة والإحساس المرهف الجميل .

سرد قصة ” أنا وليلى “:

تروى قصيدة (أنا وليلى) أنَّ الشاعر حسن المرواني أحبّ فتاة اسمها ليلى وهي أيضاً أحبّته واتفقا على الزواج بعد التخرج من الجامعة ولكنَّ ليلى أخلفت الوعد ففي السنة الأخيرة خطبت ابن عمها فنصدم حسن المرواني بالخبر ودخل في حالة اكئتاب وتراجع عن الدراسة ولحسن الحظ أنّه كان على أبواب التخرج، وعندما جاء يوم التخرج دخل حسن المرواني على القاعة وكان لابس الروب الأسود سلم على أصدقائه وجلس معهم فكان حسن المرواني قبل تخرجه بيومين كتب قصيدة جميلة ذات معانٍ مؤثرة ولكن لم يستطيع أنّ يقرأها مرّة أخرى لحاجة في نفسه ولكن بعد دقائق سمع صوت صديقه ينادي عليه ويقول سوف تسمعون قصيدة من حسن المرواني فاندهش حسن بذلك والجميع ينظرون إليه، فقام وقال سوف ألقي هذه القصيدة الأخيرة فكان يناظر محبوبة القديمة قائلاً:

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
واستسلمت لريـاح اليـأس راياتي

جفّت على بابك الموصود أزمنتي! ليلى
وما أثمرت شيئـاً نداءاتي

وعندما سمعت ليلى هذه الكلمات الموثرة بكت من شدة الكلمات وبعد ذلك نظر إليها قائلا:

عامان ما رفّ لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نـور سماواتي

أعتِّق الحب في قلبي وأعصره
فأرشف الهـمّ فـي مغبـرِّ كاساتي

بعد ما سمعت هذا الكلام قالت له كفاك يا حسن ضعف حسن بعد كلامها وأراد أنّ يترك المايك ولكن صديقه قال له أكمل وهنا نزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وبدأت عيناهُ تمتلىء بالدموع قائلاً:

ممزق أنـا لا جـاه ولا تـرف
يغريـك فـي فخلينـي لآهاتي

لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيـف مـن جراحاتي

وبعد ذلك قام حسن المرواني وأشار بإصبعه لها، قائلاً:

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي
لكن عسر الحال فقر الحال مأساتي

عانيت عانيت لا حزني أبوح به
ولست تدرين شيئاً عـن معاناتي

أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة
علِّي أخبي عن النـاس احتضاراتي

لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني
ولا سبيل لديهـم فـي مواساتي

يرسوا بجفني حرمان يمصُّ دمي
ويستبيـح إذا شـاء ابتساماتي

وقال أيضاً:

معذورة أنت إن أجهضت لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي

أضعت في عرض الصحراء قافلتي
وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا
كالطفل أحمل أحلامـي البريئـات

غرست كفك تجتثيـن أوردتي
وتسحقيـن بـلا رفـق مسراتي

وبعد ذلك قد بكى الجميع وخاصّةً صديقه وقال له أكمل فقال:

واغربتاه مضاع هاجرت مدني عني
وما أبحرت منهـا شراعاتي

نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كـل أشيائي الحبيبـات

هذه القصيدة وحالة الشاعر حسن المرواني قد أبكى الجميع والتفت إليها قائلاً:

خانتك عيناك في زيف وفي كذب
أم غرّك البهرج الخداع مولاتي

فقد قالت كفاك يا حسن قد اخصبوني أهلي على ذلك لأنّه ابن عمي فقال لها:


فراشة جئت ألقي كهلى أجنحتي
لديـك فاحترقـت ظلمـاً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي
والغدر حطم آمالي العريضـات
وأنت أيضا ألا تبت يـداك!
إذا آثـرت قتلي استعذبـت أنّاتي
ليلـى … مـن لـي؟؟
بحـذف اسمـك الشفـاف مـن لغـاتي
إذن ستمسي بـلا ليلـى حكايـاتـي

أحداث هذه القصة كانت سنة ” 1979 ” وقد ترك حسن المرواني بعد ذلك العراق وسافر إلى دبي بسبب ليلى وبقي أكثر من ستة عشر عاماً.

سبب شهرة قصيدة ” أنا وليلى “:

هذه القصيدة التي غناها كاظم الساهر لما فيها من إحساس صادق ومشاعر متدفقة الذي بحث عن صاحب هذه القصيدة ما يقارب الخمس سنوات، فقام كاظم الساهر بنشر إعلانٍ لكي يعرف من هو الذي كتبها وبعد ذلك وجد كاظم الساهر حسن المرواني وعرف أنّه أستاذ اللغة العربية، وبعد ذلك قام كاظم الساهر بدعوة حسن المرواني فلبّي نداءه لكي يجلب له القصيدة كاملةً فحضر حسن المرواني إلى الاستديو وقام كاظم الساهر بتلحين هذه الأبيات، وعندما سمعها حسن المرواني بدأ بالبكاء وقال هذه القصيدة تعبر عن حالتي النفسية التي مررتُ بها أيام الدراسة الجامعية ولقد أعادتني إلي الذكريات.


المصدر: كتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقيكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: