قصة قصيدة تعز أمير المؤمنين فإنه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تعز أمير المؤمنين فإنّه:

أما عن مناسبة قصيدة “تعز أمير المؤمنين فإنه ” فيروى بأنه كان لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ابنًا يدعى عبد الملك، ولد في العام الثاني والثمانون بعد الهجرة، وقد عرف عبد الملك بالزهد والورع وكثر العبادة، وكان كثير النصح لأبيه عمر بن عبد العزيز، فكان يقول له ناصحًا: يا أبي عليك أن تقيم الحق ولو ساعة من ساعات اليوم.

وقام الخليفة عمر بن عبد العزيز بتعيينه مستشارًا له، ليس لأنّه ابنه ولكن لأنّه يستحق ذلك، بل وكان أمير المؤمنين يقول: لو أن لم يزين لي من أمره كونه ابني لنصحت بان يكون هو الخليفة من بعدي، وفي يوم قال له أباه: والله إني لم أر في حياتي قط غلامًا أزهد منك، ولا أعبد منك، ولا اقرأ منك، وتوفي عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز في عام مئة وواحد بسبب الطاعون، وقد جاء الناس من مختلف المدن يعزون والده الخليفة بوفاته، فأخذ الخليفة يستقبلهم ويتقبل منهم التعازي، حتى دخل عليه في اليوم الثالث من أيام استقباله للمعزين، دخل إليه رجلًا من قبيلة بني كلاب، ووقف بين يديه وأخذ يعزيه بوفاة ابنه، ومن بعدها أنشده قائلًا:

تعز أمير المؤمنين فإنه
لما قد ترى يغذي الصغير ويولد

هل ابنك إلا من سلالة آدمٍ
لكل على حوض المنية مورد

وقد قيل في خبر ذلك أنه ما وقعت من أمير المؤمنين تعزية أحد ممن أتاه، كما وقعت منه تعزية ذلك الأعرابي لما كان فيها من تذكير له بأن ابنه هو كسائر أبناء المسلمين، وبأنّه بإذن الله ملاقيه على حوض الرسول محمد صل الله عليه وسلم.

حالة الشاعر عندما ألقى قصيدته:

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة النصح للخليفة عمر بن عبد العزيز، بأن ابنه عبد الملك الذي توفي هو كسائر البشر، سوف يحاسب يوم القيامة على ما قد فعل في حياته، وإن كان صالحًا فإنه سوف يرد على حوض الرسول صل الله عليه وسلم، كما والده إن شاء الله، وسوف يلتقيان هنالك.

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: