قصة قصيدة دعاني صديق لأكل القطائف

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دعاني صديق لأكل القطائف:

أمّا عن مناسبة قصيدة “دعاني صديق لأكل القطائف” فيروى بأنه كان هنالك رجل بخيل بشكل لا يوصف، وقد اشتهر هذا الرجل ببخله في مدينته، وفي يوم من الأيام أحضر هذا الرجل بعض القطائف إلى بيته، وقام بصنعها، وأكل بعضًا منها، وأبقى على البقية لكي يأكله في وقت آخر، ومرت الأيام ونسي هذا الرجل أن يأكل القطايف ففسدت، وعندما تذكرها خاف أن يأكل منها فيتسبب ذلك في إمراضه، ولكن قلبه لم يطاوعه على أن يرميها، ففكر في إهداء صحن القطايف إلى أحد ما لكي يأكله هو بدلًا من أن يرميه، وفكر في جار له يدعى جحظة.

فحمل الرجل الصحن وتوجه إلى بيت جحظة، وطرق عليه بابه، وعندما خرج إليه جحظة، رد عليه السلام، وقدم له الصحن، وما أن رأى جحظة الصحن حتى بدأ يأكل منه، ولم يكترث للطعم الحامض الذي تمتلكه، فتعجب الرجل البخيل مما يراه، وأصابه الندم على ما فعل، وحاول أن يسترجع ما تبقى من القطائف، وأخبر جحظة بأنها تالفة، وأنه يخاف عليه أن يموت بسببها، ولكن كل ما قاله ذهب هبائًا، ولم يكترث جحظة له، وبقي يأكل منها حتى أنهاها، وهو ينشد قائلًا:

دعاني صديقٌ لأكلِ القطائفِ
فأمعنتُ فيها آمناً غيرَ خائفِ

فقــالَ بحزنٍ : رويـداً ومهـلاً
فإنَّ القطائفَ إحدى المتـالفِ

فقلتُ لــهُ: مـا سمعنـا بميتٍ
يقـالُ لــه قتيــلُ القطائــفِ.

وبعد أن أنهى تناول القطائف عاد ودخل إلى منزله، وغادر الرجل البخيل وهو ندمان على ما فعل، وبعد عدة ساعات تعب جحظة تعب شديد بسبب القطائف التي تناولها، فندم هو الآخر لأنه لم يستمع لجاره البخيل.

نبذة عن الشاعر جحظة البرمكي:

أبو الحسن أحمد بن جعفر البرمكي ولد سنة ثمانمائة وتسعة وثلاثون ميلادي، يعد كاتب وشاعر وأديب ومغني وعازف في العصر العباسي.

نشأ فقيرًا على الرغم أنه كان من عائلة ذات نفوذ، فقد لقب بجحظة وأشتهر به بسبب جحوظ عينيه.

من أهم مؤلفاته : (كتاب فضائل السكباح، كتاب المشاهدات، كتاب الترنم، وكتاب ما شاهده من أمر المعتمد على الله).

المصدر: كتاب "الأعلام" تأليف خير الدين االزركليكتاب " أعلام الأدب العربي" تأليف روبت كامبلكتاب " تاريخ الأدب العربي" تأليف عمر الفروخكتاب " الشعر والشعراء " تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: