دور الإذاعة في التنشئة الاجتماعية:
تساهم الإذاعة بكافة خصائصها، وسماتها دور كبير في التأثير على مدخلات التنشئة الاجتماعية، بحيث يكون ذلك من خلال تزويد كافة المستمعين بالمعلومات التي تتعلق بنمو المجتمع والتنشئة المجتمعية، كما تسعى إلى تعزيز وتدعيم معظم الأنماط السلوكية التي يتبعها الجمهور المستمع.
وبالتالي فلقد أشار الباحثين في علم الإعلام والاتصال إلى ضرورة وجود تصنيفات تكون ذات أثر على الوسائل الإعلامية بشكل عام وعلى وسيلة الإذاعة بشكل خاص؛ وذلك من أجل تحقيق الأهداف الناجمة عن التنشئة الاجتماعية، والتي ساهمت في الارتقاء بكافة مؤسسات المجتمع.
بحيث لجأت المحطات الإذاعية في مختلف أنحاء العالم إلى وضع منظومة إعلامية إذاعية تساهم في الارتقاء بكافة الطبقات المجتمعية، بالإضافة إلى احتوائها على كافة الفئات المجتمعية ابتداءً من الطفل وانتهاءً بكبير السن، وبالتالي تتميّز الوسائل السمعية عن غيرها من الوسائل في قدرتها على تثقيف المجتمع بشتى البرامج.
كما تقوم المحطات الإذاعية بإعداد البرامج المتنوعة، والتي من شأنَّها تساهم في توسيع وتزويد العلاقات الاجتماعية ما بين الجماهير المستهدفة، والتي تسعى أيضاً إلى زيادة القدرات اللغوية والخبرات المتنوعة، وخاصة في البرامج التعليمية والتربوية، أو من خلال استخدام البرامج المتعلقة بالشخصيات والتي قد تقوم بتقديم السلوكيات السلبية والإيجابية، بحيث تؤثر على الدور الاجتماعي للأفراد.
كما تلعب وسيلة الإذاعة دور في خلق الاتجاهات والآراء للأفراد، الذين ليس لديهم اتجاهات في الأصل، كما تسعى إلى تدعيمهم بالاتجاهات الاجتماعية والتي تكون موجودة بالفعل على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنَّها تسعى إلى جعل الأفراد الذين يعتنقون اتجاهات ويؤمنون بها إلى محاولة تغييرها.
بالإضافة إلى أنَّ الإذاعة تساهم في توفير الفرص أمام الجمهور المستهدف والمجتمع ككل في تكوين علاقات اجتماعية ما بينهم على اعتبار أنَّ العلاقات الاجتماعية تساهم في دمج أفراد المجتمع بالواقع المعيشي لهم، بالإضافة إلى تحديد الحياة الحالية والمستقبلية لهم، وبالرغم من عدم توافرها للصورة، إلا أنَّها تلعب دور في الخيال المجتمعي.
كما أنه لا بُدّ من صناعة المضامين التي لا بد من توافرها في البرامج الإذاعية، بحيث تكون ذات ارتباط بالقدرات النسبية المتعلقة بفهمها ووضحها بالنسبة للمتلقي، بحيث تركز على التطورات الحاصلة في المجتمع، وذلك من خلال وجود أشخاص من أهل الخبرة والمتخصصين في الموضوعات التي تتعلق بالتنشئة والتطور المجتمعي.
