رموز الخريطة الجغرافية ومصطلحاتها

اقرأ في هذا المقال


ما هي رموز الخريطة الجغرافية ومصطلحاتها؟

إن الخريطة الجغرافية تعرف بأنها محاكاة لجزء من سطح الأرض، حيث أنها تمثل ما عليه من ظاهرات طبيعية أو بشرية بشكل مصغر، وذلك على حسب الشيء الذي رسمت من أجله الخريطة، وفي طبيعة الحال فإن جميع البيانات التي توجد على الخريطة عبارة عن رموز.
ولو حاول الإنسان وضع صور حقيقية للظاهرات المختلفة، فلن يتمكن من عمل ذلك إذا كانت هذه الصور ميكروسكوبية، أي أننا لا نستطيع رؤيتها إلا بالميكروسكوب، وعلى سبيل المثال فإننا نجد أن الطرق الواسعة هي عبارة عن خطوط رفيعة جداً، كما هي الحال في خريطة طبوغرافية، حيث نلاحظ أن الطريق الذي يصل اتساعه إلى 25 قدماً يتم تمثيله على الخريطة بخط لا يتجاوز سمكه ( 1/200 أو 1: 200 ) من البوصة.
كما أن الرمز الجيد الذي يوجود في الخريطة هو الذي نستطيع أن نفهم دلالته من غير أن نقوم بالرجوع إلى مفتاح الخريطة، وكثير من الرموز التي تستخدم اليوم يرجع استعمالها إلى مئات السنين، ومن شروط الرموز الجيدة أيضاً أن تكون بسيطة، واضحة، سهلة الفهم، لا تشغل مجالاً كبيراً من الخريطة، حيث أننا نستطيع رسمها في مساحات صغيرة من الخريطة.
كما تختلف الرموز المستخدمة ما بين خريطة وأخرى؛ وذلك على حسب مقياس الرسم، فالخرائط ذات مقياس الرسم الصغير يتم رسم الطرق فيه على شكل خط رفيع منفرد، أمَّا الخرائط ذات المقياس الكبير فيتم رسم الطرق فيه على شكل خطين متوازيين، كما أن المدن تمثل على الخرائط ذات المقياس الصغير بنقطة أو دائرة، بينما تأخذ المدينة شكلاً عاماً يميز امتدادها على الخرائط ذات المقياس الكبير.

أقسام الظاهرات التي تمثلها الرموز:

  • ظاهرات بشرية: تعرف الظاهرات البشرية بأنها الظاهرات التي أوجدها الإنسان من طرق وسكك حديدية ومدن وقنوات وغيرها، حيث كانت المدينة في الخرائط القديمة يتم تمثيلها ببعض الرسوم التصويرية لبعض المنازل، كما بقي الأمر كذلك حتى بداية عصر النهضة، ثم مثلت بعد ذلك بدائرة أو نقطة، حيث إن الهدف من هذا التمثيل هو تحاشي رسم بعض المنازل حتى لا تشغل المدينة مجالاً أكبر من حجمها الحقيقي على الخريطة.
    حيث تستخدم الآن الدوائر التي يراعي في مساحتها بعض المقاييس ذات الطابع الخاص التي تعتمد على عدد السكان، حيث ترسم العواصم في العادة على شكل مربع أو دائرة مختلفة عن الدوائر الثانية؛ وذلك لتمييزها عن غيرها من المدن، وكثيراً ما ترسم خرائط ذات مقياس رسم كبير للمدن أو العواصم وتوضح عليها خطوط المواصلات والطرق الرئيسية والفرعية في داخل كل منها، كما يتم استعمال مثل هذه الخرائط من قبل بعض السياح والمسافرين ورجال التخطيط والمرور وغيرهم.
    كما يتم استعمال بعض الرموز التي تمثل المساجد أو المدارس أو المقابر أو المنارات أو المطارات، بأشكال قريبة من أشكالها الحقيقية، حيث يعد خط الساحل والأنهار المائية من أهم معالم الخرائط.
  • المجاري والمسطحات المائية: وتتمثل هذه الظاهرات في الأنهار والأودية والمستنقعات والبرك والبحيرات والبحار والمحيطات، وترسم المناطق الساحلية باللون الأزرق الذي تختلف درجة زرقته وفق عمق المياه، أما الأنهار فترسم بخطوط زرقاء متعرجة ويتناسب سمك هذه الخطوط مع اتساع الأنهار بحيث نجد المنابع العليا عبارة عن خطوط رفيعة يزداد سمكها في العادة كلما اتجهنا نحو مصب النهر، وعندما لا يكون متواصل الجريان على مدار السنة فإنه يرمز له على الخريطة بخطوط زرقاء متقطعة. وتمثل القنوات بخطوط زرقاء مستقيمة.
    أمَّا البحيرات فتتواجد بأشكالها الموجودة على الطبيعية وتصبغ باللون الأزرق، إذا كانت المياه تملؤها طول العام ولكنها توجد بخطوط زرقاء إذا كان وجود الماء بها متأخراً أو فصلياً، كما تمثل المستنقعات بشرط صغيرة ويرسم وسطها نباتات صغيرة.
  • ظاهرات السطح: ومن أهم هذه الظاهرات الجبال والهضاب والتلال والحافات الصخرية والتكوينات الرملية والحرات البركانية، كما يعتبر تمثيل مظاهر السطح من جبال ومنحدرات من المشكلات الأساسية التي واجهت رسم الخرائط منذ زمن قديم، ولقد كانت المرتفعات حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ترسم على الخريطة على شكل تلال أو جبال صغيرة، ولم يكن هناك تناسب بين ارتفاع هذه التلال والجبال على الطبيعة وما تمثله على الخريطة.
    وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي اكتشفت طريقة الهاشور (Hachuring) وهي عبارة عن رسم مثلثات صغيرة تمثل قواعدها القمم والأماكن المرتفعة بينما تشير رؤوسها باتجاه المنحدرات، وقد اكتشف طريقة التهشير هذه لهمان (Lehmahn) الضابط السكسوني المعروف.
    كما أن طريقة تمثيل المرتفعات بالتهشير تحتاج إلى مهارة كبيرة وتدريب طويل، حيث تمتاز التهشير بتوضيح الجبال توضيحاً دقيقاً لذا فإنها استخدمت كثيراً في الأغراض الحربية، وكما بقي استخدام طريقة التهشير حتى السبعينات من القرن التاسع عشر عندما بدأ استخدام الألوان.
    ومن أكثر الطرق المستخدمة حالياً في تمثيل مظاهر السطح هي خطوط الكنتور، حيث أنها عبارة عن خطوط تمر بالمناطق المتساوية في ارتفاعها، بحيث يمثل كل خط ارتفاعاً معيناً، كما يطلق على الفرق بين كل خط وآخر (الفاصل الكنتوري) أو (الفاصل الرأسي).
  • الطرق: تم استخدام الخطوط في تمثيل الطرق قديماً، حيث كانت ترسم على شكل خطوط مزدوجة، وكثيراً ما كانت ترسم أشجار على جانب هذين الخطين، أمَّا الآن فترسم الطرق في الخرائط ذات مقياس الرسم الصغير على شكل خط، وفي الخرائط ذات مقياس الرسم الكبير على شكل خطين، كما يختلف سُمك هذه الخطوط وتختلف ألوانها هلى حسب أغراض الخريطة، وغالباً ما يتم استخدام الألوان الحمراء أو السوداء للدلالة على الطرق الموضحة على الخريطة.
    كما ترسم الطرق أحياناً بسُمك يعبر عن حركة المرور التي تستخدم هذه الطرق إمَّا بالنسبة لعدد السيارات أو ما ينقل بالأطنان من السلع من خلال تلك الطرق، وتمثل السكك الحديدية الرئيسية بخطين متوازيين مقسمين بمستطيلات سوداء وبيضاء على التوالي، أمَّا السكك الحديدية الفرعية فإنها ترسم على شكل خطوط يقطع كل منها خطوط صغيرة متساوية ومتوازية.
  • الحدود السياسية والإدارية: حيث ترسم الحدود السياسية في العادة على شكل شرط صغيرة ونقط بالتناوب، وغالباً ما يكون لون الحدود السياسية بين الدول باللون الأحمر أو الأسود، أمَّا الحدود الإدارية فيتم رسمها بخطوط رفيعة حمراء أو سوداء أو بشرط صغيرة متجاورة تمثل خطاً متقطعاً.
  • ظاهرات أخرى: مثالاً على ذلك النباتات الطبيعية، أو الحدود السياسية أو البيانات الإحصائية وغيرها.
    حيث تعد الألوان التي يتم استخدامها في الخرائط لغة عالمية يفهمها الجغرافيون، فاللون الأزرق يمثل مياه البحار والمحيطات، والألوان من البني بدرجاته والأصفر والأخضر تستخدم في تمثيل مظاهر السطح.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: