ما مدى دائمية حركة الأرض؟

اقرأ في هذا المقال


دائمية حركة الأرض:

الأرض هي عبارة عن كوكب دائم الحركة، فلو استطعنا أن نعود بليوم سنة إلى الوراء أو أكثر لوجدنا أن سطح الأرض مختلف تماماً عمّا هو عليه اليوم. ولوجدنا أنه كان للقارات أشكالاً مختلفة أو أنها تقع في مواقع مختلفة عمّا هي عليه الآن. ولكن على العكس من ذلك تماماً فإن سطح القمر لم يكن يختلف كثيراً منذ بليون سنة عمّا هو عليه اليوم. وفي الحقيقة لو نظرنا إليه بالمُقربات لوجدنا أن عدداً قليلاً من الفوهات البركانية لم يكن موجوداً عليه في ذلك الوقت.
وإذا ما قارنّا القمر بالأرض نجد أنه جسم ميت يسبح عبر الفضاء. ويمكن تقسيم العمليات التي تغير من سطح الأرض إلى صنفين هما العمليات التي تهدم سطح الأرض باستمرار وتشمل التجوية والتعرية وخلافاً لما يحدث، حيث تسير عمليات التجوية والتعرية ببطء شديد، فإن هذه العمليات تتغيّر باستمرار من المعالم السطحية من الأرض وعمليات الهدم هذه، لا بد أنها قد أدت إلى تشكل القارات نهائياً، لولا وجود عمليات أخرى بناءة مضادة لها. وهذه العمليات هي عمليات النشاط البركاني وبناء الجبال.
والتي تعمل على زيادة رفع الأراضي في اتجاه مضاد للجذية. وتعتمد هذه الظاهرة على الحرارة الداخلية للأرض كمصدر من مصادر الطاقة. وخلال العقود القليلة الماضية أمكن معرفة الكثير عن طبيعة كوكبنا الدائم الحركة في الحقيقة، يُسمّي الكثيرون هذه الفترة ثورة في المعرفة المتعلقة بالأرض ليس لها مثيل في أي زمن. وقد بدأت هذه الثورة في الجزء الأول من القرن العشرين اقتراح متطرف يقول أن القارات انجرفت في سبيلها على سطح الأرض. ولأن هذه الفكرة تتعارض مع الرأي السائد أن القارات وأحواض المحيطات هي ملامح ثابتة ودائمة على سطح الأرض.
وإن الغلاف الصخري للأرض قد تكسر إلى عدة قطع منفردة تكون الواحاً منفردة وصلبة. ومن المعتقد أيضاً أن هذه الألواح الصلبة تتحرك ببطء وباستمرار. ويعتقد أيضاً أن المسؤول عن هذه الحركة هو محرك حراري ينتج عن توزيع الحرارة بشكل غير متساوي داخل الأرض، فعندما ترتفع المواد التي تكون حرارتها مرتفعة إلى الأعلى من داخل الأرض وتتوزع بشكل جانبي عن طريق تيارات الحمل. وتبدأ الصفائح في الحركة وفي النهاية، فإن حركة هذه الألواح الصخرية تُسبب زلازل أرضية ونشاطاً بركانياً، مُشكلة كتلاً ضخمة من الصُخور لتصير جبالاً.

المصدر: عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: