ما هي جيومورفولوجية الأراضي الغرانيتية ؟

اقرأ في هذا المقال


جيومورفولوجية الأراضي الغرانيتية:

يُعَدّ الغرانيت من الصُخور النارية الباطنية، حيث يقع تحت كثير من المساحات القارية على شكل كتل باثوليثية تغطي نحو 15% من مساحة اليابس. ويتكوّن الغرانيت أساساً من معادن الكوارتز والفيلدسبار (الأرثوكليز) والمايكا (البيوتايت) ومعادن ثانوية أخرى.
ورغم خشونة قوامه الناتجة عن اكتمال تبلوره يُعتبر الغرانيت من الصخور قليلة المسامية والنفاذية؛ وذلك بسبب تداخل واندماج بلوراته؛ ممّا يمنع تسرّب الماء عبر فراغاته، باستثناء التشققات والمفاصل التي يُطوّرها.
ويرتبط بالغرانيت مجموعة من أشكال سطح الأرض التي تتباين خصائصها مع تنوع المناخ والزمن، الذي مضى على انكشافه إلى السطح بفعل تعرية التكوينات الصخرية التي كانت تعلوه أصلاً، أو بتأثير حركات الرفع التكتونية أو نوعية التشققات والمفاصل وتمركز مظاهر الضُعف الصخري فيه.
ويلاحظ أن نظام المفاصل (المُكعبة، المُتعامدة، المُقوسة أو القبابية) والبناء الصفائحي، يحددان أشكال سطح الأرض الغرانيتية المتطورة، التي تتخذ عدة أشكال هندسية مثل: المُستطيل، المُربع، شِبه المَعين أو شبه المُنحرف، حيث تتراوح ما بين التلال المنعزلة التي قد تكون برجية الشكل أو قبابية.
وقد تختلف بعض الكُتل الصخرية على شكل ألواح مقوَّسة أو مستلقية أو أبراج صغيرة أو صُخور كاتدرائية، ذلك وفقاً لاتجاه المفاصل السائدة في الصُخور التي تكون في الغالب متباعدة وقليلة الاتساع. ومن ناحية أخرى تنشأ الجلاميد في الكاشف الصخرية التي تتعامد فيها المفاصل وتجزأ الصخر، إلى كُتل مكعبة أو شبه معينية الشكل حيث تبلغ أحجامها بضعة أمتار.
وتتطوَّر هذه الجلاميد إلى أشكال بيضوية أو شبه بيضوية، لتعرّض أسطحها الزاوية أو أطرافها إلى تجوية شديدة نشأت عنها الأجزاء المتعمقة من الصخر التي تحتفظ عادة بصلابة أعلى، لتُشكّل في النهاية ما يُسمّى بالصُخور القلبية.
أمّا من حيث النشأة فقد ارتبطت قباب وتلال الأنسبلرغ والجلاميد بعملية التجوية السُفلية المُتغيرة، التي تتم على مرحلتين. ففي المرحلة الاولى يتسرَّب الماء عبر التشققات والمفاصل الصخرية، حيث يمارس نشاطاً كيميائياً يؤدي إلى تحلل الصخر وتوسع المفاصل على حساب الكتل الصخرية.
أمّا في المرحلة الثانية، يزال نتاج التجوية، بفعل التعرية المائية كاشفة الكُتل الصخرية بأحجامها وأشكالها المختلفة إلى السطح. ويمكن أن يساهم التراجع المتوازي للمُنحدرات وعملية التقشر أيضاً، في تطوّر تلال الأنسلبرغ والجلاميد التي لا يقتصر انتشارها على الأقاليم الجافة فحسب، بل يتعداه إلى أقاليم مناخية مختلفة.

المصدر: ابو العينين/ الأصول الجيومورفولوجية/1966.سلامة أبو صبيحة/تصنيف خصائص الأحواض المائية/2000.أحمد جوابرة/إنجراف التربة/1995.


شارك المقالة: