مدينة سوسة في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة سوسة:

سوسة هي واحدة من المدن التي تقع في دولة ليبيا في قارة إفريقيا وبشكل خاص في الشرق من مدينة كورانة بحوالي عشرين كيلومتراً، إلى الجهة الشرقية من مدينة البيضاء بنحو ما يقارب ثلاثين كيلومتراً، وهي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في الجبل الأخضر، يمكن الوصول إلى هذه المدينة إما من الساحل عبر طريق رأس الهلال أو عبر المدينة الدرنية، ليصل عدد سكان مدينة سوسة إلى 674.971 نسمة حسب إحصائيات عام 2014 ميلادي.

كانت تسمى مدينة سوسة الليبية في السابق بلقب المدينة الأثرية، وهذا اللقب ينطبق على المدينة بسيي المحتوى العالي من الكنوز الأثرية التي تحكي قصة تاريخ المدينة وأصالتها، ولا عجب في أن الرومان أطلقوا على منطقة الجبل الأخضر تسمية المدن بلا كلل، حيث أنها تحتوي على مدينة قورينا أبولونيا، وتلميتا، ويوه برديس برنيكي، وتوكرا، التي تمثل أهم المراكز الحضرية الخمسة في ذلك العصر.

تشتهر مدينة سوسة باسم أبولونيا كناية عن إله الإله اليوناني أبوللو بجمالها وموسيقاها عند الإغريق، وهي مدينة تتميز بهوائها اللطيف والنقي، وتواجه معتدلة إلى موقعها على البحر، حيث تنشط السياحة المائية مع ممارسة الرياضات المائية كذلك.

تاريخ مدينة سوسة:

تشكلت مدينة سوسة القديمة في برقة عام 630 قبل الميلاد من قبل المستعمرين اليونانيين، حيث أصبحت بعد ذلك مركزًا تجاريًا مهمًا في جنوب البحر الأبيض المتوسط، كانت بمثابة ميناء قورينا على بعد 20 كم (12 ميل) إلى الجنوب الغربي.

أصبحت أبولونيا مستقلاً ذاتيًا عن قورينا في وقت لاحق بحلول الوقت الذي أصبحت فيه المنطقة تحت سلطة روما، عندما كانت واحدة من خمس مدن في بينتابوليس الليبية، وتزايدت قوتها حتى في القرن السادس الميلادي حيث ،أصبحت عاصمة الرومان.

تم اطلاق اسم سوزا على المدينة في الفترات السابقة وهو ما يفسر الاسم الحديث لمرسى سوسة، والتي تكونت بعد فترة طويلة من انعدام الحياة الحضرية في المدينة القديمة بعد الغزو العربي عام 643 ميلادي.

موقع مدينة سوسة:

تقع مدينة سوسة في ليبيا، على الشواطئ البيضاء للبحر الأبيض المتوسط​، في الجبل الأخضر الشعبي، وتحديداً إلى الجانب الشرقي من المدينة البيضاء التي تبعد حوالي 30 كيلومترًا، وأيضًا إلى الشرق من مدينة كورانا وتبعد عن الشحات  مسافة نحو 20 كيلومترا.

تسمية مدينة سوسة:

كانت مدينة سوسة في البداية عبارة عن ميناء بسيط بمدينة كورانا بسبب قلة عدد السكان وضعف النشاط الاقتصادي، لكنها ازدهرت وتطورت مع مرور الوقت حتى عرفت واحدة من الخمسة الأوائل في ميثاق البولتما، وقد دعت عدة مرات تغيير الفترات الزمنية على النحو التالي:

  • حصل عليها الرومان في القرن الأول قبل الميلاد وحولوا اسمها إلى أبولونيا، وفي فترة العصر الروماني ازدهر عدد السكان بشكل كبير وازدهر الاقتصاد فيها بشكل كبير حتى تم تغيير اسمها إلى ميناء أبولونيا وكانت واحدة من عشرة مدن.
  • ازدهرت المدينة بشكل تدريجي حتى أصبحت في القرن الخامس عاصمة المقاطعة وتعدل اسمها في تلك الفترة من أبولونيا إلى سوزوسا.
  • ضل اسم سوزا يطلق على المدينة حتى الفتح الإسلامي الذي جلب اسم أبولونيا إليها.
  • بعد الفتح الإسلامي تم تغيير اسم مدينة سوسة بدون حراسة حسب تصريحات العديد من المؤرخين، فإن اسم سوسة له أصول من HCA، وهذا هو الاسم الذي أطلق على العديد من المناطق في المغرب العربي، والتي حملت نفس الاسم، الاسم في ليبيا وغيرها.

آثار مدينة سوسة:

خلال الفترة الطويلة بين العصر الروماني من الفتح الإسلامي وشهدت المدينة العديد من الأحداث التاريخية، فقد مرت بالاستيطان اليوناني والروماني فالبيزنطي حتى الفتح الإسلامي، وقد تركت هذه الحضارات آثارًا في المدينة جعلت العديد من الحضارات مدينة قديمة، وآثار المدينة التي تعكس التاريخ القديم:

  • الأسوار المحيطة بالحصين بما في ذلك الجزء الذي يعرف بالوكروبوليس.
  • أبراج متعددة الأشكال.
  • تقع الكنائس الشرقية والوسطى والغربية، مع تصميمات ثلاثية أخرى للكنيسة اللحنية خارج أسوار المدينة.
  • المقابر والحمامات المتبقية من العصر الروماني والبيزنطي.
  • قصر الدوق البيزنطي الذي كان مقر الحكم في القرن السادس الميلادي.
  • وجدت بعض الآثار تحت سطح البحر؛ والسبب بحسب تحليل علماء الآثار هو التدهور المستمر لطبقات الأرض في المدينة من مستوى سطح البحر، مما أدى إلى غمر التأثيرات المائية بالكامل.

المعالم التاريخية في مدينة سوسة:

يوجد في مدينة سوسة العديد من المعالم الأثرية التي لا تزال تشهد حتى اليوم على الحضارات المتعاقبة في البلاد، وهي الأكروبوليس وتعتبر من أهم أجزاء باقي المدينة القديمة المحصنة، وكذلك الكنيسة الأثرية الموجودة خارجها، سور المدينة الذي اشتهر بتصميمه ذو الحنية الثلاثية.

الحمامات الأثرية:

يشتهر بحماماتها الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر أيام الحكم البيزنطي الذي يقع بجوار القصر، ويعد متحف سوسة من أهم المتاحف في البلاد، حيث يضم العديد من الآثار التي عثر عليها أثناء التنقيب وعمليات الحفر، ناهيك عن الاكتشافات التي تضم العديد من المنحوتات والفسيفساء، بالإضافة إلى اللوحات، وهناك العديد من النقوش، ويذكر أنها تضم ​​قاعدة لتمثال منقوش وقطع نقدية، وهذه القطعة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

المرفأ القديم:

تم العثور في البحر على العديد من آثار مدينة سوسة وبعض أطرافها غارقة في البحر، أبرزها ميناء قديم ويبلغ طوله حوالي كيلومتر وعرضه حوالي 200 متر، ويبلغ طول السفينة حوالي 20 مترًا، ويقع في الجهة الشرقية منه الكهف الذي يعود تاريخه إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد وجد على جثة إنسان جمجمتين الندرتال، ويقع الكهف على بعد 15 كيلومترًا من المدينة.

هذه مدينة سياحية بامتياز خاصة لمحبي السياحة التاريخية والمواقع الأثرية، وتقدم العديد من الخدمات خاصة للزوار مع وجود مطاعم متنوعة بين الرومانية والإيطالية بالإضافة إلى العربية.

متحف سوسة:

تمت في المدينة الكثير من أعمال التنقيب والحفر والبحث عن الآثار، مما أدى إلى إنشاء متحف خاص بعلم الدين تضمن العديد من الآثار التي تم العثور عليها، وهذه بعض المنحوتات الأثرية والفسيفساء، وهي أيضًا عبارة عن يعود تاريخ قاعدة التمثال إلى القرن الثالث قبل الميلاد وقد كتب على هذا التمثال قصيدة للشاعر كاليماخوس في الفترة حوالي 305-204 قبل الميلاد لتقديس الملك كورانايا “ماجاس”.

كما يحتوي المتحف على نقش جنائزي يعود إلى العصر الروماني، وأيضاً جزء من غطاء المقبرة الإغريقية، وتمثال للإلهة أثينا، وتماثيل اثنتين من نساء سوسة قامت بأعمال المدينة العظيمة، مقبرة صغيرة كانت فيها عظام الموتى توضع فيها بعد حرقها، وبعض تيجان الأعمدة المستخدمة في بناء المدينة.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: