معبد الشمس (كونارك) الأثري في الهند

اقرأ في هذا المقال


“Konark Sun Temple” ويعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في أوريسا في الهند، حيث يعد ذو أهمية ثقافية كبيرة، ويتميز بهندسته المعمارية الرائعة، والذي تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو نموذجاً مذهلاً للفن القديم وسيولة الأفكار والخزينة التربوية، مكرسةً لإله الشمس “Surya”.

تاريخ معبد الشمس

يعود تاريخ معبد الشمس إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ومع ذلك تم بناء المعبد في القرن الثالث عشر، ويتكون اسم كونارك من كلمتين سنسكريتية؛ كونا وتعني الزاوية وأركا وتعني الشمس، حيث حصلت المدينة على اسمها من موقعها الجغرافي مما يجعلها تبدو وكأنها تشرق من زاوية، وكانت منطقة كالينجا التاريخية التي تضم أجزاء رئيسية من أوديشا الحديثة وأجزاء عديدة من تشاتيسجاره وأندرا براديش والبنغال الغربية، يحكمها حكام أسرة جانجا الشرقية من القرن الخامس الميلادي إلى القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كانت واحدةً من أقوى السلالات في الهند التي أعطت وجوداً للمعابد المهيبة مثل؛ معبد كونارك ومعبد بوري جاغاناث.

وتم بناء معبد كونارك من قبل الملك ناراسيمها ديفا الأول عام 1244م، لعبادة “Surya” إله الشمس، وتم اختيار كونارك كمكانٍ للبناء؛ لأنه وُصف بأنه المقر المقدس ل “Surya” في العديد من النصوص القديمة، وتذكر العديد من الكتب المقدسة الهندوسية كونارك كمكانٍ مهم لعبادة الشمس، وهناك واحداً يقول أن كونارك هو المكان الذي شيد فيه أول معبد للشمس، كما يروي سامبا بورانا.

وهو نص قديم مخصص ل “Surya”، أسطورة كيف بنى سامبا ابن اللورد كريشنا، المعبد لعبادة الشمس، ويُعتقد أن عبادة الشمس بدأها السامبا كما تقول الأسطورة، حيث بنى سامبا معبداً للشمس في القرن التاسع عشر قبل الميلاد في نهاية عبادة الشمس التي استمرت 12 عاماً في مايترييفانا، وقد شفته هذه العبادة من البرص الذي كان يعاني منه.

المعالم الأثرية في معبد الشمس

يعتبر هذا المعبد إحدى الأماكن التاريخية والسياحية المهمة في الهند، والذي يجلب العديد من الزوار، حيث تحتوي هندسته المعمارية على جميع العناصر المحددة لعمارة كالينجا، فهي تشمل شيخارا (تاج) وجاغموهانا (قاعة الجمهور)، وناتماندير (قاعة الرقص) وبرج فيمانا، كما تشير العديد من الأساطير إلى أن بنية “Konark Surya Mandir” دقيقة ومعقدة لدرجة أن ضوء اليوم الأول سقط على صورة “Surya” في حرم المعبد، المعروف باسم “Garbha Griha”.

تم بناء المعبد على شكل عربة ماموث ركبتها الآلهة “Surya”، ويقال أنه ركب عبر السماء على عربته التي تجرها 7 خيول، حيث يقول البعض أن الخيول السبعة تمثل أيام الأسبوع السبعة، بينما يقول البعض الآخر أن 7 خيول تمثل المكونات السبعة للضوء الأبيض التي نعرفها باسم “VIBGYOR”، ويُقال أن الرقم 7 هو رقم سحري لأنه موجود في كل مكانٍ حولنا؛ روحياً وتاريخياً ومادياً.

كما يمكن مشاهدة النقوش الرائعة والمنحوتة بشكلٍ معقد للراقصين والموسيقيين والحيوانات وبعض الشخصيات المثيرة على قاعدة المعبد، حيث نحتت المركبة بأكملها صوراً لرموز عبادة الآلهة، ولا يمكن رؤية التفاصيل الرائعة للمعبد إلا عند الوقوف أمامه مباشرة، كما تحتوي الجدران على نقوشٍ من الحياة اليومية لأعضاء “Natmandir”.

ويبلغ ارتفاع عربة المعبد 100 قدم، لكن ما نراه من الهيكل هو ما تبقى منه، حيث تم تدمير الكثير من مجمع المعبد على مر السنين لأسبابٍ غير معروفة وهذا ما تبقى منه، ونظراً لأن المعبد يظهر مجده حتى في أنقاض ما هو عليه الآن، فقد كان أجمل ألف مرة في ذروته، عندما بنى الملك نارسيمها ديفا المعبد في الأصل.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: