نهر الزمبيزي

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر الزمبيزي؟

إن نهر الزمبيزي منبعه من زامبيا، بجانب الحدود التي تفصل بين الكونغو الديمقراطية وأنجولا، ويسير في مجرى غير مستقيم طوله 2.637 كم، ويعتبر رابع أطول الأنهار الموجودة داخل أفريقيا، حيث تُعَدُّ أنهار النيل والكونغو والنيجر أطول منه، كما يفصل النهر بين زامبيا وزمبابوه، ويقَطع موزمبيق إلى قناة موزمبيق، ولنهر الزمبيزي فروع كثيرة، ويصرِّف مياهه في مساحة 1.300.000 كم².
يقع الجزء المرتفع من النهر داخل أرض مستوية، حيث يعتمد إمداد المياه على الأمطار الاستوائيَّة التي تهطل في الفترة الممتدة من شهر أكتوبر حتى شهر مارس، يهبط النهر من هذه الهضبة إلى مستوى أكثر انخفاضاً فوق شلالات فكتوريا، فهي شلالات مائية كبرى، حيث يوجد مصنع تم تزويده بالكهرباء التي تم توليدها من القوة المائية من بداية عام 1938م وفي عام 1959م تم بناء سد كاريبا، الذي يوجد في كاريبا گورج أسفل النهر بمسافة تصل إلى 320 كم، ويكوَّن بحيرة تغطي 5.200 كم².

اسكتشاف النهر:

إن الجغرافيين القدامى قاموا بمعرفة منطقة الزمبيزي من خلال التجار العرب، حيث كان ديفيد ليفنجستون هو أول من وصل إلى نهر الزمبيزي خلال الخمسينيات والستينيات من القرن 19 الميلادي، وإن كشف هذا النهر ارتبط باسم الرحالة لفنجستون (David Livingstone) الذي قام بفتح هذه المناطق أمام البعثات التنصيرية، فبلرغم من شهرته كمكتشف للقارة الأفريقية، فقد قدَّم للأوروبيين بمعلومات جغرافية واثنوجرافية وطبية، الا أنه بقيى متعصباً للتنصير حتى آخر يوم في حياته.
وإن لفنجستون من أصول اسكتلندية، حيث قام بالإنضمام الى جمعية لندن التنصيرية سنة 1838 وعمل في جامعة جلاسجو، حيث قام بالتدريب على أعمال الزراعة والصناعة والتجارة من أجل القيام بنشاطه التنصيرية، ولكنه تراجع وفضل العمل داخل أفريقيا؛ وذلك بسبب اضطراب أحوال الصين نتيجة حرب الافيون.
وترجع أهمية وخطورة اكتشافات لفنجستون على قيامه بفتح الطريق أمام التنصيريين البريطانيين، فبعد أن كان مركز التنصير الأساسي في كورومان داخل جنوب أفريقيا، فقد أصبح الكثير من المراكز داخل القارة، فقد وصل لفنجستون إلى مناطق لم يصل إليها أي أوروبي من قبل، وقد ساعده في عمله الكشفي والتنصيري المنصر البريطاني الدكتور روبرت موفات الذي عمل في جنوب أفريقيا وتزوج من ابنته وزادة العلاقات بينهما بدرجة كبيرة.
قام لفنجستون بثلاث رحلات الى أفريقيا، فقد كانت بداية الرحلة الأولى من عام 1841 إلى 1859، حيث قام باتخاذ كورومان مركز للانطلاق والدخول إلى القارة، ثم اجتاز صحراء كلهاري ونجح في الوصول الى أراضي الباروتسي في روديسيا الشمالية)، وقام بتتبع مجرى نهر الزمبيزي لغابة مصبه مكتشفاً المساقط المائية التي تعترض مجرى النهر وأطلق عليها شلالات فيكتوريا نسبة الى ملكة بريطانيا.
أمَّا الرحلة الثانية فكانت من عام 1858 إلى عام 1864 فقد أتم بها اكتشاف مجرى نهر الزمبيزي وقام بالوصول الى نهر شيريه الذي هو أحد فروعه، وبعد ذلك وصل الى بحيرة نياسا، أمَّا رحلته الثالثة فقد كانت من عام 1866 إلى عام 1873 تلك الرحلة التي كلفته بها الجمعية الجغرافية الملكية في لندن فقد كان الهدف منها فض لغز شبكة الأنهار في وسط أفريقيا والتأكد من الأنهار والبحيرات فيها وتأكيد اكتشافات غيره من المكتشفين.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: