مفهوم القلق الرياضي

اختلف علماء النفس الرياضي سابقاً  فيما بينهم على تعريف مفهوم القلق في المجال الرياضي، إذ تعددت تعريفاتهم واختلفت آرائهم بالنسبة للأدوات التي يتم استخدامها بهدف التخلص من القلق الرياضي، وبالرغم من عدم اتفاق علماء النفس الرياضي على هذه المفاهيم والآراء إلا أنهم أجمعوا على أن القلق الرياضي يعتبر هو البداية الرئيسية لخوض الأمراض النفسية والأمراض العقلية.

مقدمة في القلق الرياضي:

اختلف علماء النفس الرياضي سابقاً  فيما بينهم على تعريف مفهوم القلق في المجال الرياضي، إذ تعددت تعريفاتهم واختلفت آرائهم بالنسبة للأدوات التي يتم استخدامها بهدف التخلص من القلق الرياضي، وبالرغم من عدم اتفاق علماء النفس الرياضي على هذه المفاهيم والآراء، إلا أنهم أجمعوا على أن القلق الرياضي يعتبر هو البداية الرئيسية لخوض الأمراض النفسية والأمراض العقلية.

ومن غير الممكن اعتبار أن مفهوم القلـق الرياضي من المفاهيم الحديثة؛ فهو يظهر في الكتب والأبحاث القديمة، وكذلك يوجد هذا المفهوم في كتب وأبحاث تعود للعصور الوسطى، ومنها كتاب “لإبن حزم الأندلسي”، وهذا يثبت ويؤكد على شمولية مفهوم القلق الرياضي بما أنه يعتبر حالة من الحالات الأساسية لوجود الإنسان، فقد حضي مفهوم القلق الرياضي انتشاراً واهتماماً كبيراً بين أطباء وعلماء النفس الرياضي باعتباره سبب من أسباب الخوف وباعتباره أيضاً مظهر من مظاهره.

وقد شهد القرن الماضي تحديداً في الخمسينيات ظهور مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات التي درست مفهوم القلق الرياضي؛ باعتباره حالة من الحالات الرياضية وسمّة من سماته، ولقد تم اختيار القلق الرياضي على أنه حالة تعكس حالات الرياضيين ونفسياتهم، وقد بيَّنوا أن القلق الرياضي يعتبر كحالة من التوتر وعدم توفر الأستقرار النفسي الذي ينتج بسبب  حدوث ظروف تولد الإحساس بالقلق لدى الرياضيين، ولذلك من المتوقع ارتفاع مستوى القلق الرياضي قبل البدء بالمباراة.

وقد قام الكثير من الباحثين إلى الإشارة بأن القلق الرياضي يعتبر إنذار او إشارة لتحسين قوة الرياضي النفسية والجسدية؛ وذلك للقيام بمحاولات الدفاع عن النفس والمحافظة عليها، فمن الممكن أن يؤدي القلق في المجال الرياضي في حال زاد عن الحد الى حالات من عدم التوازن النفسي؛ وهذا الشيء الذي يقوم بإثارة الرياضي للقيام بمحاولات اعادة السيطرة على التوازن النفسي لديه واسترجاع قواه باستخدام مجموعة من الاساليب السلوكية المتعددة.

ويأخذ موضوع القلق الرياضي مجالاً واسعاً في مجال علم النفس العام بصورة عامة وفي مجال علم النفس الرياضي بصورة خاصة؛ وذلك لِما له من نتائج واضحة في التأثير على الحالة النفسية او الحالة الجسدية او كلاهما معاً.

تعريفات علماء النفس الرياضي لمفهوم القلق الرياضي:

• عرَّف العالم يونج (وهو عالم نفس وفيزيائي بريطاني) القلق الرياضي بأنه عبارة عن رد فعل يصدر عن الشخص الرياضي، عندما يدخل إلى تفكيره أفكار وخيالات تكون عادةً غير صحيحة ناتجة عن اللاشعور الجماعي في المجال الرياضي.

• عرَّف العالم سوليفان (وهو طبيب وعالم نفس أمريكي) القلق الرياضي بأنه عبارة عن حالة نوعية جداً، تبدأ لدى الرياضيين نتيجة لعدم وجود نوع من القبول والألفة في مجال العلاقات الاجتماعية داخل الوسط الرياضي.

• عرَّفت العالمة كارين هورني (وهي محللة وعالمة نفس أمريكية) القلق الرياضي بأنه عبارة عن مجموعة استجابات انفعالية، وعادة ما يتم توجيهها إلى مجموعة من مكونات الشخصية الرياضية الرئيسية.

• عرَّف العالم كمال دسوقي (وهو عالم نفس مصري) القلق الرياضي بأنه عبارة عن حالة تكون عادةً انفعالية ومزمنة وصعبة لدى الرياضيين، مع وجود خوف أو رهبة لديهم وهذه أهم مكوناته، ومن أهم مميزات هذا النوع من القلق أنه يتميز بوجود اضطرابات عصبية واضطرابات عقلية كثيرة. وعرَّفه الدقوسي أيضاً بأنه عبارة عن حالة انفعالية ناتجة عن التحسس النفسي، والذي يدركه الرياضي بحالة من الضعف وعدم الراحة، وأيضاً مع وجود توقعات تؤكد وجود الضرر والسوء، وغالباً ما تكون هذه الحالة أشبه بطبيعتها بالشعور والانفعال الحالات المصاحبة لشعور الخوف.

• عرف الدكتور محمد عبد الطاهر الطيب (وهو دكتور مصري في علم النفس) القلق الرياضي بأنه هو عبارة عن حالة من الراحة النفسية والجسدية للرياضيين، والتي تتميز بوجود حالات من الخوف المنتشر لديهم، وبوجود أحاسيس من عدم وجود الأمان، ووجود توقعات لحدوث حالات كارثية، ومن الممكن أن يصل القلق الرياضي إلى وجود حالات من الذعر.

• وقال الدكتور فاروق السيد عثمان (وهو دكتور مصري في علم النفس) فيما يخص موضوع القلق الرياضي، بأن فهم هذا الموضوع يجعلنا نضع تصورات شاملة من خلال وجود رؤية أكبر حتى يكون بمقدورنا أن نفهمه، فالقلق الرياضي لا يعتبر مصطلحاً بسيطاً منفرداً بنفسه، بل هو أوسع بكثير ممّا نتصور.

التعريف العام لمفهوم القلق الرياضي:

• يُعرَّف القلق الرياضي: بأنه حالة نفسية عند الرياضيين وتعتبر هذه الحالة غير سارة، وتتصف هذه الحالة بعدم وجود  الراحة لديهم ووجود توقعات بحدوث سوء، فيكون الرياضيون عادةً شديدون العصبية وكثيرون الانزعاج، وبالتالي من الممكن ان ترافقهم أعراض فسيولوجية، ومنها: زيادة في عدد ضربات القلب وسرعة في التنفس وزيادة في التعرق، وفي حال استمرارية الزيادة في مستوى القلق الرياضي فمن الممكن أن يؤثر ذلك سلباً على أداء الرياضيين، فالقلق الرياضي يتصف بوجود الخوف الشديد، ويتصف بعدم وجود المقدرة على التركيز الدائم، فالرياضيون تكون لديهم توقعات بالهزيمة بسبب عدم وجود الثقة لديهم، وتكون لديهم رغبة في الهروب من المواجهة خلال التعرض لأي موقف من مواقف المجال الرياضي.

• يعرف القلق الرياضي: بأنه حالة من حالات التوتر الانفعالي لدى الرياضيين، والتي تؤكد على وجود مخاطر داخلية أو مخاطر خارجية لديهم، سواء أكانت هذه المخاطر شعورية أو لا شعورية تعمل على تهديد الـذات واللجوء إلى التوقع وبالتالي عدم القدرة على الهروب.

• يعرف القلق الرياضي: بأنه عبارة عن إحساس عام غـامض وهو غير سار، يدفع الرياضيين إلى التوقع أو الخوف أو التوتر المصحوب بمشاعر تتكرر في نفوسهم، فهو من الانفعالات الرياضية المهمة الذي يعتبر من الظواهر النفسية المهمة التي لها تأثير كبير على الأداء الرياضي، وهذا التأثير إما أن يكون بشكل ايجابي يقوم بدفعهم إلى بذل جهد  أكبر أو بشكل سلبي يقوم على إعاقة الأداء الرياضي لديهم.

• يعرف القلق الرياضي: بأنه هو التغير أو الاضطراب الذي يحدث للرياضيين، وذلك عن طريق عدة أحاسيس تكون إما داخلية أو خارجية، فيؤثر ذلك على نفسيتهم وجسدهم معاً، وبالتالي يؤثر أيضاً تأثيراً كبيراً على مستوى الأداء الرياضي لديهم.