أيهما أكثر قوة النسور أم الصقور

اقرأ في هذا المقال


لدى الحديث عن الطيور وخاصة الجارحة منها نجد أنفسنا أمام أكثر الطيور قوّة وأكبرها حجماً من بين جميع الطيور التي يمكنها الطيران، ألا وهي النسور في الدرجة الأولى والصقور في الدرجة الثانية، فالطيور بصورة عامة هي حيوانات ضعيفة لا تساوي قوتها شيئاً مقارنة بالثدييات مثل النمور أو بالزواحف الكبيرة مثل التماسيح، ولكن يبقى للنسور والصقور سلوكيات خاصة تجعل منها حيوانات قوية استطاعت أن تضع قدماً في عالم الحيوانات المفترسة، ولكن ما هو في سلوك كلا الطائرين وأيهما أكثر قوة؟

ما الفرق ما بين سلوك الصقور والنسور

تعتبر النسور من أكبر الطيور في العالم وأكثرها قوّة وقدرة على الطيران، فهي طيور قوية للغاية تمتلك جناحين هما الأكبر على الإطلاق، يساعدانها على التحليق لارتفاعات عالية جداً والتعايش في أعالي الجبال، وهذا الأمر من شأنه أن يضع النسور في مقدمة الطيور الجارحة الأكثر قوّة في عالم الطيور.

أما الصقور فهي حيوانات قوية أيضاً تمتلك أجساداً قوية، ولكنها أصغر من أجساد النسور ولها سلوكيات خاصة في الصيد والحصول على الطعام وفي طريقة التعايش تختلف قليلاً عن سلوكيات النسور.

تمتاز الصقور والنسور على حدّ سواء بسلوكيات خاصة في عملية الصيد تتمثل في الحصول على الفريسة والتقاط حركتها من ارتفاعات شاهقة مع دقّة عالية في تحديد أماكنها ونقاط ضعفها، وهذا الأمر يجعل من كلا الطائرين قادرين على الصيد واختطاف العديد من الحيوانات صغيرة ومتوسطة الحجم مثل الثعالب وصغار الماعز والغزلان والأرانب والأفاعي.

سلوك النسور والصقور في عملية التزاوج واحد، فكلاهما يرتبط بأنثى واحدة طوال فترة حياته لا يتزاوج مع أي أنثى أخرى مهما كلّف الأمر والأنثى عادة ما تكون ملتزمة بعقد الزواج طوال حياتها أيضاً، ويقوم كلا الطائران بحضانة البيض وجلب الطعام للأنثى وللصغار في مرحلة الحضانة والتربية، علماً أن الصقور تعيش غالباً في الغابات بصورة عامة، بينما النسور تعيش في مختلف البيئات المجودة حول العالم، وتمتاز الصقور بمهارة عالية وسرعات كبيرة تفوق سرعة النسر وخاصة وقت الانقضاض على الفريسة

أيهما أكثر قوة النسور أم الصقور

إذا ما تمّ قياس قوّة كلا الطائرين من ناحية جسدية فالأفضلية للنسور بالطبع نظراً إلى حجمها الكبير، أما بالنسبة للسرعة والقدرة على المراوغة والتمويه فالأفضلية للصقور، والنسور عادةً ما تتغذى على الجِيَف بعكس الصقور التي لا تتغذى إلا على الطرائد التي تقوم بصيدها، والصقور طيور هادئة من الطبيعي أن يتم العناية بها من قبل الإنسان بعكس النسور التي تمتاز بسلوكيات عدائية يصعب على أي شخص العناية بها والتآلف معها

لم يتم رصد معركة حقيقية ما بين الصقور والنسور بصورة مباشرة ولعلّ الغلبة ستكون في تلك الحالة للنسور الأكثر قوة، فالنسور تمتلك مخالب قوية للغاية عادة ما تستخدمها في التقاط الفرائس وحمليها وتهشيم جماجمها، بينما الصقور تمتاز بمنقار صلب للغاية وفي غاية القوة يساعدها على قتل الفرائس بضربة قاضية خاطفة، ولا يمكن للعديد من الحيوانات رصد حركة الصقر عندما يقوم بمهاجمة الفريسة كونه يمتلك الضربة الأولى القوية للغاية، والتي يقوم بتوجيهها إلى نقطة ضعف لدى الفريسة تعمل على قتلها مباشرة أو تعطيلها.

يمتاز كلا الطائرين بحاسة بصر في غاية القوّة، بل إن حاسة البصر التي يمتلكها كل من الصقر والنسر تعتبر الأقوى بين جميع الحيوانات، وهذا الأمر يمنحها الأفضلية في مواجهة الحيوانات الأخرى وفي دقّة الملاحظة، مع إعطاء النسور الأفضلية في قدرتها على حمل الفرائس كبيرة الحجم واختطافها بصورة سريعة قد لا تكون متاحة في سلوك الصقور، ولكن لا ننسى أن للصقور القدرة على رصد الأسماك داخل المياه من ارتفاعات كبيرة حيث يقوم باختطاف الأسماك الصغيرة بضربة واحدة مباشرة.

ولا يوجد مقياس حقيقي لقوّة الصقور والنسور إلا من خلال الإحصائيات التي تمنح الأفضلية الجسدية للصقور، مع العلم أنّه ومن الناحية النفسية تعتبر النسور حيوانات جبانة تخشى الحيوانات الأخرى حتى ولو كانت ضعيفة، لذا فهي تحاول أن تأكل جِيَف الحيوانات الميتة.

أما بالنسبة للصقور فهي قادرة على الصيد والمراوغة والتمويه وتعتبر الصقور طيور شجاعة مقارنة بأي طيور أخرى، وهي على الرغم من صغر حجمها إلا أنها لا تخشى الحيوانات الأخرى، وعادةً ما تكون قادرة على افتراس الأفاعي وحتى القوية منها، مما يمنح الأفضلية النفسية للصقور على حساب النسور ذات الشخصية الضعيفة التي تخشى الصيد إلا في حالة الجوع.

ويختلف سلوك النسور عن سلوك الصقور من حيث الأكل، حيث يمكن للنسور أن تأكل كميات طعام كبيرة مقارنةً بالصقور، فهي تخشى ألا تحصل على طعامها في الأوقات المُقبلة فتقوم بأكل كميات كبيرة من الطعام، مما يضعف قدرتها على الطيران بصورة طبيعية، فتضطر أن تبقى على الأرض لحين اكتمال عملية الهضم بصورة طبيعية.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.


شارك المقالة: