الدب القطبي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الدب القطبي (Polar Bear) أو الدببة البيضاء الكبيرة رمزًا للقطب الشمالي، ويشعر الكثير من الناس بالارتباط بالدببة القطبية حتى لو لم يروا أحدًا شخصيًا، وقد أنتجت الدببة القطبية التي تمت تربيتها مع الدببة البنية أنواعًا هجينة خصبة، وفي الواقع لقد ثبت أنّ الدببة القطبية أكثر ارتباطًا وراثيًا ببعض مجموعات الدببة البنية أكثر من بعض مجموعات الدببة البنية للآخرين، ويشير هذا إلى أنّ الدببة القطبية قد تطورت مؤخرًا إلى حد ما من سلف الدب البني وأنّ التركيب الجيني للدب البني أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا.

موطن الدب القطبي

يعتبر الكثيرون الدببة القطبية من الثدييات البحرية، واسم (Ursus maritimus) يعني الدب البحري، وموطنهم المفضل هو حزمة الجليد في المحيط المتجمد الشمالي، حيث توفر حافة الجليد وحواف الضغط، حيث تحدث الكسور وإعادة التجميد أفضل مكان للصيد، وستسافر الدببة لمسافة تصل إلى 1000 كيلومتر شمالًا وجنوبًا حيث يذوب الجليد ويتجمد، وخلال فصل الصيف قد تبقى الدببة على الجزر أو السواحل ذات الجليد الثابت أو تنجرف على التدفقات الجليدية أو تقطعت بهم السبل على الأرض حيث تضطر لتحمل الطقس الدافئ.

مظهر الدب القطبي

جسم الدب القطبي كبير وممتلئ الجسم يشبه جسم الدب البني إلّا أنّه يفتقر إلى حدبة الكتف، والرأس أصغر نسبيًا من رؤوس الدببة الأخرى والرقبة ممدودة، ويمكن أن يصل ارتفاع الدب القطبي عند الكتف إلى 1.6 متر، ويزن الذكور البالغون ما بين 300-800 كجم (660-1760 رطلاً) ويمكن أن يصل طولهم إلى 2.5 متر من طرف الأنف إلى طرف الذيل، والإناث أصغر حجمًا حيث يتراوح وزنها بين 150 و 300 كجم (330 إلى 660 رطلاً) وطولها 1.8 إلى 2 متر، وتبدو القشرة بيضاء بشكل عام ولكنها يمكن أن تكون صفراء في الصيف بسبب الأكسدة أو قد تبدو بنية أو رمادية حسب الموسم وظروف الضوء.

جلد الدب القطبي أسود والفراء واضح بالفعل ويفتقر إلى الصباغ، والمظهر الأبيض هو نتيجة انكسار الضوء من خيوط الشعر الصافية، والكفوف الأمامية عريضة وتصنع مجاذيف ممتازة أثناء السباحة، ونعال كل من القدمين الخلفيتين والأمامية مُغلفان للعزل والسحب أثناء المشي على الجليد والثلج، والدببة القطبية لديها مشية نباتية، والإناث لديها أربع أمهات وظيفية.

تكاثر الدب القطبي والصغار

الدببة القطبية لديها نظام تزاوج متعدد الزوجات متسلسل، ويبقى أزواج التكاثر من الذكور والإناث معًا لفترة قصيرة بينما تكون الإناث في حالة شبق (3 أيام)، ويحدث التزاوج في أواخر الشتاء وأوائل الربيع من مارس إلى يونيو، ويمتد الغرس المتأخر من فترة الحمل إلى 195 إلى 265 يومًا، وتنشئ الإناث الحوامل وكرًا شتويًا على الأرض المحفورة في الثلج عادةً على بعد 8 كيلومترات من الساحل في أكتوبر أو نوفمبر، ويولد ما معدله 2 من الأشبال في عرين الأم بين شهري نوفمبر ويناير، ويمكن أن تتراوح أحجام القمامة من 1 إلى 4.

ولا تزال في حالة سبات وترعى صغارها حتى أبريل، ويقدر معدل وفيات الأشبال بحوالي 10-30٪، وبلغ متوسط ​​معدل التكاثر السنوي 0.274 أنثى لكل أنثى بالغة، كما يولد الأشبال وعيونهم مغلقة حيث لديهم معطف فرو جيد ويزن حوالي 600 جرام، وسوف يخرجون من العرين في الربيع بوزن 10 إلى 15 كجم، وتقدم الأمهات كل رعاية الوالدين لنسلهم، ويبقى الأشبال مع والدتهم لمدة 2 إلى 3 سنوات، ولن يصلوا إلى مرحلة النضج الجنسي حتى سن 5 إلى 6 سنوات.

يقدر أنّ الدببة القطبية البرية تعيش من 25 إلى 30 سنة، ويقدر معدل وفيات البالغين السنوية بحوالي 8 إلى 16٪. في الأسر، وكان أقدم عمر مسجل هو أنثى ماتت في حديقة حيوان ديترويت في عام 1991 عن عمر يناهز 43 عامًا و 10 أشهر.

الدببة القطبية انفرادية والاستثناءات من ذلك هي عندما تقوم الأم برعاية صغارها وعندما يتم إقران الذكور والإناث أثناء التزاوج، وقد تدخل الدببة أيضًا في منافسة مع بعضها البعض عندما يجذب قتل الفقمة الدببة الأخرى التي تبحث عن البحث، وفي الحالات التي تلتقي فيها الدببة مع بعضها البعض يميل الدب الأصغر إلى الهرب بعيدًا، ومع ذلك فإنّ الأنثى ذات الأشبال سوف تتقاضى ذكورًا أكبر بكثير لحماية صغارها أو القتل الذي يتغذون عليه.

الدببة القطبية غير نشطة معظم الوقت (66.6٪) إما نائمة أو مستلقية أو منتظرة (ما زالت تصطاد)، ويقضي باقي الوقت في السفر (المشي والسباحة 29.1٪) أو مطاردة الفريسة (1.2٪) أو التغذية (2.3٪)، ويعتبر الدب القطبي سباحًا ممتازًا، وقد تتنوع على نطاق واسع بحثًا عن الطعام وقد تم توثيق مشاهدتها في أقصى الجنوب مثل مين في الولايات المتحدة.

تواصل وإدراك الدب القطبي

مثل الأنواع الأخرى من الدببة تتمتع الدببة القطبية بحاسة شم قوية وتستخدم شفاهها الحساسة وشعيراتها لاستكشاف الأشياء، وهم البصر والسمع ليسا متطورين بشكل جيد، وتستخدم الدببة القطبية صوت مزق كشكل من أشكال التحية.

حمية الدب القطبي

الدببة القطبية من الحيوانات آكلة اللحوم، وفي الصيف قد يستهلكون بعض النباتات ولكنهم يحصلون على القليل من التغذية منه، وفرائسها الأساسية هي الفقمات الحلقية (Pusa hispida)، كما أنّهم يصطادون الفقمة الملتحية (Erignathus barbatus) وفقمة القيثارة (Pagophilus groenlandicus) والفقمة المغطاة (Cystophora cristata) والفظ (Odobenus rosmarus) والطيور البحرية وبيضها والثدييات الصغيرة والأسماك والنبش على جيف الفقمة أو الحيتان، وغالبًا ما تترك الدببة ذبحًا بعد تناول الشحم فقط، وتعتبر القيمة الحرارية العالية للدهن بالنسبة للحوم مهمة للدببة للحفاظ على طبقة دهنية عازلة وتخزين الطاقة للأوقات التي يكون فيها الطعام نادرًا.

لا تقوم الدببة القطبية بتخزين اللحوم غير المستهلكة أو تخزينها كما تفعل الدببة الأخرى، والدببة القطبية لديها استراتيجيتان للصيد، ومازال الصيد يستخدم في الغالب، ويتضمن ذلك العثور على فتحة تنفس الفقمة في الجليد وانتظار ظهور الفقمة على السطح لتقتل، وعندما يرى دب فقمة تتشمس خارج الماء سيستخدم أسلوب المطاردة للاقتراب ثم يحاول الإمساك به، وتتمثل إحدى تقنيات المطاردة في الانحناء والبقاء بعيدًا عن الأنظار أثناء الزحف على الفقمة، وأسلوب آخر هو السباحة عبر أي قنوات أو شقوق في الجليد حتى يقترب بما يكفي لالتقاط الفقمة.

باستخدام هذه التقنية قد يغوص الدب في الواقع تحت الجليد والسطح من خلال فتحة التنفس من أجل مفاجأة الفقمة والقضاء على طريق الهروب، وعادة ما تحدث التغذية على الفور بعد سحب الجثة بعيدًا عن الماء، وتستهلك الدببة القطبية الجلد والشحم أولاً وغالبًا ما يتم التخلي عن الباقي، ثم تقوم الدببة القطبية الأخرى أو الثعالب القطبية بالبحث عن بقايا الطعام، وبعد الرضاعة ستغسل الدببة القطبية نفسها بلعق فروها وشطفها.

الدب القطبي والافتراس

البشر والدببة القطبية الأخرى هم الحيوانات المفترسة الوحيدة لأورسوس ماريتيموس، وقد يفترس ذكر الدببة القطبية صغارها إذا لامست، وتميل الإناث ذوات الأشبال إلى تجنب الدببة الأخرى لهذا السبب، وتاريخيًا، وكان السكان الأصليون في القطب الشمالي يصطادون الدببة القطبية من أجل الفراء واللحوم، وزاد الصيد التجاري والرياضي للدببة القطبية في القرن العشرين حيث وصل سعر الجلود إلى 3000 دولار.

الدب القطبي وحالة الحفظ

تم اعتبار مجموعات الدب القطبي مؤخرًا مستقرة أو تنمو في بعض المناطق، وفي عام 1993 كان عدد سكان العالم المقدر بـ 21470 إلى 28370 دبًا، وفي عام 1972 حظر قانون حماية الثدييات البحرية للولايات المتحدة جميع أنواع الصيد باستثناء الكفاف للدببة القطبية في الولايات المتحدة، وفي عام 1973 توصلت الولايات المتحدة وروسيا والنرويج وكندا والدنمارك إلى اتفاقية لحماية موطن الدب القطبي والحد من الصيد، والتعاون في البحث.

كما تتعرض مجموعات الدببة القطبية حاليًا للتهديد من خلال الاتجاهات السائدة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تستمر في تقليل مدى موطنها (حزمة الجليد) وقاعدة فرائسها، وفي عام 2008 أدرجت خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية الدببة القطبية على أنها مهددة، ويسرد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الدب القطبي على أنّها ضعيفة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: