العصفور الدوري المغرِد وصغاره

اقرأ في هذا المقال


العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد (song sparrow) هو أحد أكثر الطيور شيوعًا في أمريكا الشمالية، وكما يقول اسمه يُعرف هذا الطائر بدعوته الجميلة، وإنّه طائر جميل ذو خطوط بنية كستنائية ورمادية ناعمة، ومن المحتمل أن يُرى هذا الطائر في المناطق المشجرة وحدائق الضواحي، ويغير هذا الطائر مظهره حسب المكان الذي يعيش فيه، ويضخ ذيله أثناء طيرانه، وتحصل عصافير العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد، وإنّه ماسك حشرات ممتاز واسمه العلمي هو (Melospiza melodia).

مظهر العصفور الدوري المغرد

هذا الطائر عصفور متوسط ​​الحجم ممتلئ الجسم قليلاً، ويبلغ ارتفاعه من 5 إلى 7 بوصات ويزن أقل من 2 أونصة، ويتراوح طول جناحيها من 7 إلى 9.4 بوصة، ولها شكل عصفور كلاسيكي مع منقار صغير مدبب وريش ذيل طويل، وذكور وإناث عصافير الغناء لها نفس الحجم، وتحديد الهوية سهل بسبب الخطوط المميزة لهذا الطائر، وتحتوي معظم عصافير الدُّوري المُغَرِّد على خطوط مشرقة وواضحة من البني الكستنائي والرمادي الناعم والأبيض، ومع ذلك فإنّ مظهر هذا الطائر يختلف اختلافًا كبيرًا حسب المكان الذي يعيش فيه، فالطيور في المناطق الساحلية والشمالية الأليوتية على سبيل المثال أكبر حجما وأكثر قتامة في اللون، بينما الطيور في المناطق الجنوبية شاحبة وتلك الموجودة في المناطق الصحراوية رمادية شاحبة.

هناك 24 نوعًا من العصفور وهي تختلف قليلاً في المظهر والتوزيع الجغرافي، وفيما يلي بعض الطيور التي قد يُعتقد خطأ أنّها من عصافير الدُّوري المُغَرِّد مع نصائح لتحديد الهوية مثل العصفور الأبيض المتوج الذي يمتلك هذا الطائر خطوطًا بنية ورمادية ولكنه ليس مخططًا بشكل واضح مثل العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد، وللعصفور الأبيض المتوج غطاء مقلم أسود وأبيض يشبه شريط الظربان تقريبًا، والعصفور ذو الحلق الأبيض وهذا العصفور الكبير ممتلئ الجسم له أجنحة مخططة وغطاء أسود وبقعة صفراء مميزة بين العين والمنقار، وطبقًا لاسمه للعصفور الأبيض الحلق بقعة بيضاء ناصعة على حلقه، والعصفور الذهبي المتوج هو عصفور صغير ممتلئ الجسم قليلاً، وهذا الطائر له غطاء أسود مع شريط أصفر لامع عليه.

تواصل وإدراك العصفور الدوري المغرد

يحب هذا الطائر الاختباء في النباتات الكثيفة والمنخفضة ولكن من الممكن أن يُرى وهو يقوم برحلات قصيرة ورفرفة من فرع إلى فرع، وهي معروفة بالطريقة التي تضخ بها ذيلها إلى أسفل أثناء الطيران، وذكور العصافير مغنية بشكل استثنائي وسوف تطير لفتح الأغصان أو المجثمات للغناء، وتبدو أغنية الذكر وكأنها تغني: “حلو ، حلو ، حلو” متبوعًا بمكالمة: “تو وي” وتريل.

على عكس العديد من الطيور فهي تغني طوال العام، ويطور الشباب الذكور الأغاني الفريدة التي يتعلمونها من الطيور الأكبر سنًا في أراضيهم، ويتسبب هذا في وجود اختلافات إقليمية بين العصافير الغنائية – مثل اللهجات تقريبًا – في غنائها، ومن الممكن أن تملأ عصافير الدُّوري المُغَرِّد الغابات والحدائق بغنائها الجميل، ونظرًا لأنّهم عادة لا يهاجرون من الممكن الاستمتاع بها طوال العام.

موطن العصفور الدوري المغرد

ينتشر العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد على نطاق واسع في أمريكا الشمالية ويعيش في مجموعة متنوعة من الموائل، ويمكن العثور على هذا الطائر في الغابة والفرشاة وحواف المستنقعات الشجرية وحواف الغابات والغابات والأسيجة، وتعيش عصافير الدُّوري المُغَرِّد في المستنقعات المالحة والصحاري وجزر ألوشيان، ومعظم العصافير الغنائية لا تهاجر، وأولئك الذين يعيشون في المناطق الشمالية الباردة سوف يهاجرون جنوبًا إلى الأجزاء الأكثر دفئًا من الولايات المتحدة أو شمال المكسيك.

حمية العصفور الدوري المغرد

يتغذى العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد على الأرض وقد يخدش التربة للعثور على طعامه المفضل، ويأكل في الغالب الحشرات والبذور، ويأكل مجموعة متنوعة من الحشرات بما في ذلك الخنافس والجنادب والدبابير والعناكب والنمل، ومثل معظم الحيوانات ذات التوزيع الواسع يعتمد طعامها إلى حد كبير على موطنها المحيط، وعلى سبيل المثال تتغذى عصافير الدُّوري المُغَرِّد في المناطق الساحلية والجزرية أيضًا على القشريات الصغيرة والرخويات، والبذور هي جزء مهم آخر من النظام الغذائي لهذا الطائر.

العصفور الدوري المغرد والتهديدات

المفترسات الرئيسية لهذا الطائر هي الصقور والبوم والقطط، وإلى جانب هذه الحيوانات المفترسة تضع طيور البقر ذات الرأس البني أحيانًا بيضها في أعشاش العصافير الدُّوري المُغَرِّد، كما تهاجم الإناث أحيانًا طيور البقر الأنثوية لمطاردتها من أعشاشها، وعلى الرغم من هذا السلوك الوقائي ينتهي الأمر بالعديد من عصافير الأغنية عن غير قصد بتربية صغار الطيور جنبًا إلى جنب مع صغار العصافير، ويعتقد بعض الباحثين أنّ طيور البقر تبحث عن هذه الإناث العدوانية معتقدة أنّ عدوانيتها تعني أنّها ستكون أمهات جيدات لأطفالها الصغار.

تكاثر العصفور الدوري المغرد والصغار

يظهر عصفور ذكر اهتمامه بأنثى من خلال أداء رقصة التودد من الرفرفة مع رقبته ممدودة، وسلوك التزاوج هذا مقترنًا بغنائه هو كيف يجذب الذكر الأنثى، وبعد التزاوج مع ذكر العصفور تبني الأنثى عشًا وعادة على الأرض تحت كتلة من العشب أو الشجيرات، وقد يساعد الذكر في جمع المواد للعش ولكن الأنثى تبنيه، وتبني العش من الأعشاب والأوراق وشرائط اللحاء وشعر الحيوانات، وبعد فترة قصيرة من الحمل تضع من أربع إلى ست بيضات، والبيض شاحب أخضر ومرقط، وتجلس على البيض لاحتضانها لمدة تصل إلى 14 يومًا.

من المعروف أنّ العصافير الدُّوري المُغَرِّد أحادية الزوجة مع ملاحظة تعدد الزوجات في بعض الأحيان، ولم يتم الإبلاغ عن الذكور لإطعام رفاقهم، ويصل الذكور قبل الإناث في مناطق التكاثر ويبدأون في تحديد منطقتهم عن طريق نفخ ريشهم وتمديد أجنحتهم ورفرفتها والغناء من ثلاثة أو أربعة مجثمات رئيسية، ويعلن الذكور عن هويتهم من خلال الغناء الإقليمي والسلوك العدواني.

تعلن الإناث عن هويتهن إما بنبرة عالية أو نوع من الثرثرة الأنفية، ويحدث الترابط الزوجي على أراضي الذكر، وتختار الإناث رفقاءها وربما بناءً على جودة منطقته، ويُظهر الذكور استعدادًا للتزاوج من خلال القفز بالقرب من رفيقهم، وسوف ينقضون أيضًا بالقرب من الإناث المجاورة بينما لا يكون رفاقهم قريبين، والإناث أكثر إخلاصًا للأزواج ويرفضن تقدم الذكور الغرباء بينما يأتي رفاقهم للدفاع عنهم، والإناث سوف تنقر رفقاءهن من خلال فتح منقارها عليه وإعطائه مكاييل صغيرة.

عادة تبدأ جميع الإناث ومعظم الذكور في التكاثر في سن واحد، ويبدأ موسم التكاثر في أبريل وينتهي في أغسطس، والإناث تبني عشًا في 5 إلى 10 أيام. يتكون العش من الحشائش الميتة وسيقان الأعشاب والجذور وأجزاء اللحاء المتكونة في كوب بطبقة خارجية خشنة مبطنة بالأعشاب الدقيقة وأحيانًا الشعر، ويوضع العش عادة في قاعدة الشجيرات أو كتل العشب، وتضع الإناث ما بين 3 و 5 بيض بيضاوي الشكل ويكون لونها أزرق فاتح أو أزرق مخضر وبيض مرقط.

كلا الوالدين يطعمان الطيور وبعد حوالي 10 أيام تكون صغار الطيور جاهزة لمغادرة العش والبدء في تعلم العلف لأنفسهم، ويبقون مع والديهم لمدة 3 أسابيع تقريبًا، وتعود عصافير الدُّوري المُغَرِّد إلى نفس المكان كل عام لتعيش فيه، وهناك أكثر من 100 مليون غناء من العصافير في الولايات المتحدة وهي واحدة من أكثر الطيور اكتظاظًا بالسكان في أمريكا الشمالية، وتم إدراج عصافير الدُّوري المُغَرِّد على أنّها أقل اهتمام من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، ومع ذلك مثل العديد من الطيور المغردة فإنّها مهددة بسبب تغير المناخ وفقدان الموائل.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: