الفيل السريلانكي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الفيل السريلانكي (Sri Lankan Elephant) هو أحد أكبر وأندر الحيوانات البرية في العالم، والفيل السريلانكي هو واحد من ثلاثة أنواع فرعية من الفيل الآسيوي، ويتم التعرف على الأنواع ككل على أنّها أكبر حيوان بري في آسيا والنوع السيريلانكي هو أكبر الأنواع، ومع وجود عدد لا يتعدى بضعة آلاف من الأفراد يتم الحفاظ على هذه الأفيال بنشاط وتعتبر معرضة لخطر المزيد من التدهور السكاني، وجغرافيًا فهي مقصورة على جزيرة سري لانكا الواقعة قبالة الساحل الجنوبي للهند، وإنّ تجزئة عادتهم وتضييق النطاق الجغرافي والتفاعلات المميتة المتكررة مع البشر كلها عوامل تساهم في تدهورها.

مظهر الفيل السريلانكي

هذه السلالة لها أكبر ارتفاع ووزن بين جميع الأفيال الآسيوية، ويمكن أن تزن أكثر من 10000 رطل ويصل ارتفاعها إلى أكثر من 10 أقدام عند الكتف، ونادرًا ما يكون للفيلة السريلانكية أنياب مقارنة بأنواع الأفيال الأخرى، وفقط جزء صغير من الذكور البالغين ينمونهم، والأفيال السريلانكية هي أكبر سلالات الأفيال الآسيوية وأكبر الحيوانات البرية في القارة، ويمكن أن يصل ارتفاع البالغين إلى 11.5 قدمًا أي ضعف ارتفاع الإنسان العادي.

ويمكن أن يتراوح وزن الجسم من 4400 إلى 12000 رطل، وهناك فرق كبير في الحجم بين الذكور والإناث من الأفيال، وعادة ما يكون الذكور أطول بنسبة 20 إلى 30 في المائة، ويمكن أن يزنوا ضعف وزن الأنثى في نفس العمر، وهذه الأفيال لها جسم رمادي في الغالب مع بقع أو بقع أفتح بسبب نقص الصباغ في بعض خلايا الجلد.

لديهم جذع مستدير تدعمه أرجل أسطوانية قوية، ولديهم آذان صغيرة ذات زوايا مدسوسة بشكل عام بجوار رؤوسهم والتي لها شكل قبة مزدوجة مميزة، ومثل جميع الفيلة خُلقت هذه الحيوانات أيضًا بجذع طويل ومرن يخدم العديد من الأغراض العملية، ويتم فصلهم أيضًا عن سلالات الأفيال الآسيوية الأخرى في أنّ جزءًا صغيرًا فقط حوالي 5 إلى 10 في المائة من الذكور ينمو أنيابًا واضحة.

وأيضًا على عكس أنواع الأفيال الأفريقية فإنّ إناث الأفيال السريلانكية لا تزرع أبدًا أنيابًا وراء الأفيال القصيرة، ويبلغ طول الأنياب الأطول التي تم الإبلاغ عنها عن فيل سريلانكي 7.5 أقدام وتنتمي إلى الراجا وهو حيوان معترف به وطنياً في الهند كان يؤدي دورًا احتفاليًا في مركز ديني محلي.

موطن الفيل السريلانكي

قد تكون هذه الحيوانات كبيرة ولكن نطاقها الجغرافي الطبيعي ليس كذلك، فتوجد فقط في مناطق مختارة من جزيرة سريلانكا، وكما يوحي اسمها توجد هذه الأنواع الفرعية فقط في جزيرة سريلانكا الهندية قبالة الساحل الجنوبي للبلاد، بينما تم توزيع الأفيال في جميع أنحاء الجزيرة بأكملها من السواحل إلى الجبال إلّا أنّها توجد الآن في الغالب في مناطق الأراضي المنخفضة.

هم مهاجرون بطبيعتهم لذلك يقضون بعض وقتهم فقط في المناطق التي تم تخصيصها كمنتزهات ومحميات محمية، وبسبب الطبيعة الحارة والجافة لموائلها الأصلية تنخرط هذه الأفيال في عدة أنواع من السلوكيات المصممة لإدارة درجة حرارتها الداخلية، ويمكن رؤيتها غالبًا وهي تغرق في أجسام المياه العذبة وقد تغطي نفسها بالطين، كما أنّهم يرفرفون بآذانهم بشكل متكرر كوسيلة لإطلاق حرارة الجسم.

حمية الفيل السريلانكي

تحتاج هذه الحيوانات إلى تناول مئات الأرطال من الطعام كل يوم للحفاظ على جسدها الضخم، وتعتبر الأفيال السريلانكية من الحيوانات الضخمة نظرًا للكمية الهائلة من المواد النباتية التي تستهلكها يوميًا، فيمكن للبالغين تناول أكثر من 300 رطل من الطعام في يوم واحد أو ما يصل إلى 10 في المائة من وزن الجسم، وتتطلب شهيتهم الهائلة للطعام أكثر من 12 ساعة من البحث عن الطعام كل يوم والهجرات المتكررة للعثور على أماكن تغذية جديدة على مدار العام.

هذه الفيلة هي علف عام مما يعني أنّها مستعدة وقادرة على أكل العديد من أنواع النباتات المختلفة، وحدد الباحثون أكثر من 100 نوع نباتي مختلف تشكل جزءًا من نظامهم الغذائي بما في ذلك عشرات الأنواع المستخدمة في الزراعة البشرية، وعادة ما يكون تجديد الغابات أفضل للبحث عن الطعام من الغابات الناضجة.

الفيل السريلانكي والتهديدات

دفع عدد قليل ومتناقص من السكان دعاة الحفاظ على البيئة إلى تصنيف الفيل السيريلانكي على أنّه مهدد بالانقراض، واستمرار تجزئة الموائل بسبب توسع المستوطنات البشرية وتزايد المناطق الزراعية يمثل تهديدًا كبيرًا، وتاريخيًا كانت هذه الأفيال كثيرًا ما تستهدف للصيد والإبادة حتى القرن العشرين مما أدى إلى القضاء على السكان الطبيعيين، ويمثل الصيد الجائر من قبل البشر والهجمات من الحيوانات المفترسة الطبيعية تهديدًا ضئيلًا للأفيال السريلانكية.

ندرة الذكور الحاملة للأنياب في هذه الأنواع الفرعية تحد من جاذبيتها للصيادين العاجيين، ومع ذلك لا تزال الاشتباكات مع البشر سببًا رئيسيًا لوفاة هذه الأفيال، وأجبر فقدان موائلها وتجزئتها الهجرة عبر المناطق المأهولة بالسكان مما قد يؤدي إلى حدوث عنف ويؤدي إلى موت الحيوان، ويقوم بعض المزارعين أيضًا بإطلاق النار عمدًا أو تسميم الأفيال التي يمكن أن تلحق الضرر بمحاصيلهم.

وبصرف النظر عن الصيد البشري في الماضي فإنّ هذه الأفيال لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية بسبب حجمها الهائل، والمفترس الوحيد المعروف هو النمر البنغالي ولكن حتى هذه الحيوانات آكلة اللحوم الشرهة والقوية عادة ما تقصر أهدافها على الأفيال الصغيرة.

تكاثر الفيل السريلانكي والصغار

عادة ما تكون طقوس التزاوج تنافسية بين الذكور والإناث مما يجعل الاختيار النهائي للرفيق المرغوب فيه، ويمكن أن يحدث التكاثر على مدار العام ولكنه يتأثر إلى حد كبير بالحالة الهرمونية للأفراد المعنيين، وتتمتع الإناث بفترة شبق قصيرة من 3 إلى 7 أيام عندما تكون مخصبة ومستعدة للتزاوج، ويدخل الذكور أيضًا في مرحلة هرمونية مماثلة تسمى (musth) مما يزيد بشكل كبير من قدرتهم على التزاوج.

تتمتع الأفيال السريلانكية بفترة حمل طويلة يمكن أن تمتد حتى 680 يومًا، وتلد عادة عجلًا واحدًا يخرج من الرحم ويزن 200 إلى 300 رطل، ولا يشارك الذكور في تربية أو رعاية النسل، وبدلاً من ذلك تميل الإناث وصغارهن إلى التواجد حول الإناث البالغات المرتبطات في العشائر التي يقودها أم واحد، ويعتني جميع أعضاء وحدة التمريض هذه بالعجول ويساعدون في رفعها.

يجب أن ترضع العجول للبقاء على قيد الحياة لمدة عامين تقريبًا وينتهي الفطام الكامل بعد حوالي 4 سنوات، وتصبح العجول مستقلة في غضون عام أو عامين من الفطام، حيث يترك الذكور عشيرتهم ليعيشوا حياة فردية أو في مجموعات صغيرة مع ذكور آخرين، وتصل الفيلة من كلا الجنسين عمومًا إلى مرحلة النضج الجنسي عندما يكون عمرها حوالي 10 إلى 15 عامًا ويمكن أن تعيش جيدًا لأكثر من 60 عامًا في البرية.

تتراوح تقديرات السكان الحالية لهذه الأنواع الفرعية بين 2500 و 4000 فرد بالغ، وكان عدد السكان في اتجاه تنازلي منذ الفترة الاستعمارية ويعتقد دعاة الحفاظ على البيئة أنّه سيستمر في السنوات المقبلة، وفي الواقع يعتقد بعض الخبراء أنّ الحيوان سينقرض في البرية في غضون عقود، كما إنّ حاجتهم إلى مساحات هجرة شاسعة وإمكانية التفاعلات السلبية مع البشر تجعل جهود الحفظ صعبة للغاية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: