الفيل الهندي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الفيل الهندي (Indian Elephant) حيوان بدوي مستوطن في البر الرئيسي لآسيا، كما إّنه أحد الأنواع الفرعية الثلاثة للفيل الآسيوي، وهذا الحيوان أصغر بكثير من الفيلة الأفريقية، وتسافر الأفيال الهندية باستمرار وتبقى في مكان واحد لأقل من بضعة أيام، وأعلى نقطة في جسدهم على رأسهم، وإناث الفيل الهندي تفتقر إلى الأنياب، بالإضافة إلى ذلك تتميز الإناث بعملية تشبه الإصبع على طرف جذعها، وتلعب الأفيال الهندية دورًا مهمًا في نظامها البيئي، حيث تساعد في انتشار البذور وخلق موطن للحيوانات الصغيرة عن طريق هدم الأشجار، وتلعب هذه الحيوانات دورًا رئيسيًا في الثقافة والتقاليد الدينية في المنطقة التي تتوطن فيها.

مظهر الفيل الهندي

الأفيال الآسيوية هي أكبر الثدييات الأرضية في القارة، ويمكن أن يصل طولها إلى 6.4 مترًا و 3 أمتار عند الكتف ووزنها يصل إلى 5 أطنان، كما إنّها أصغر من الأفيال الأفريقية ولها آذان أصغر نسبيًا والتي تحافظ عليها في حركة مستمرة من أجل تبريد نفسها، ولديهم أيضًا إصبع واحد على الشفة العليا لجذوعهم على عكس الأفيال الأفريقية، والتي لها إصبع آخر في الطرف السفلي، وتتراوح بشرتهم من الرمادي الداكن إلى البني مع وجود بقع وردية على الجبهة والأذنين وقاعدة الجذع والصدر، وعدد كبير من الأفيال الآسيوية الذكور هي أنياب، وتتراوح النسبة المئوية للذكور ذوي العاج من 5٪ فقط في سريلانكا إلى حوالي 90٪ في جنوب الهند وربما يعكس ذلك كثافة صيد العاج في الماضي.

نظرًا لحاسة الشم المتطورة للغاية فإنّ هذه الحيوانات قادرة على شم رائحة الماء على مسافة تصل إلى 3 أميال، كما يمكن أن يستوعب جذع الفيل ما يصل إلى 2 جالون من الماء، وتمتلك الأفيال أكثر من 50000 عضلة في جذعها، ويمكن أن يصل وزن جذع الفيل الضخم إلى 400 رطل، ومع ذلك فهو بارع للغاية وقادر على الإمساك بالأشياء الصغيرة مثل حبة الأرز، ومن المعروف أنّ جميع الأفيال تحب الماء وتحارب الأمواج والغوص والسباحة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تنقطع مفاصلهم بسبب الطفو في الماء.

علاوة على ذلك تتمتع الأفيال بجلد شديد الحساسية مما يسمح لها بالشعور بأنّ ذبابة تسقط عليها، ويُعتقد أنّ الأفيال تتمتع بذاكرة جيدة على الأرجح بسبب قدرتها على تكوين خرائط معرفية مما يساعدها على تذكر المساحات الكبيرة لفترات طويلة من الزمن، وتستخدم الأفيال اللمس للتواصل مع أنواع معينة، ومن المعروف أنّها تضرب وتلف جذوعها، وفي الوقت نفسه تؤدب الأفيال الأكبر سنًا الصغار عن طريق الصفع والركل والدفع.

توزيع الفيل الهندي 

يغطي نطاق هذه الحيوانات مساحة شاسعة في البر الرئيسي لآسيا، وتحدث الأنواع في بنغلاديش وبوتان والهند ونيبال وسريلانكا في جنوب آسيا وكمبوديا والصين وإندونيسيا (كاليمانتان وسومطرة) وماليزيا وميانمار وتايلاند وفيتنام في جنوب شرق آسيا، وانقرضت الأفيال الهندية من باكستان، كما توجد في مجموعة متنوعة من الموائل مثل الأراضي العشبية والغابات الجافة النفضية والغابات النفضية الرطبة وكذلك الغابات دائمة الخضرة وشبه دائمة الخضرة.

عادات الفيل الهندي

الفيلة الهندية نهارية وليلية كما إنّها حيوانات اجتماعية للغاية وتتجمع في وحدات أمومية، وهذه مجموعات مستقرة قد تتكون من أكثر من 20 أنثى مرتبطة، وقائدة المجموعة هي أكبر أنثى، كما إنّها ترشد القطيع في بحثهم عن مصادر الغذاء والمياه، ويمكن تقسيم هذه الوحدات الأمومية أحيانًا إلى مجموعات أصغر مؤقتة، وتتواصل هذه القطعان الصغيرة مع بعضها البعض من خلال أصوات منخفضة التردد تُسمع من بعيد.

من المعروف أنّ بعض الذكور ينضمون إلى هذه المجموعات، وهذه الفيلة حيوانات غير إقليمية، واعتادت الأفيال الهندية الهجرة موسمياً، ومع ذلك لا يمكنهم في الوقت الحالي القيام بذلك بسبب التنمية الزراعية والأنشطة البشرية الأخرى، وإلى جانب العديد من الثدييات الكبيرة الأخرى تتحمل هذه الحيوانات البرد أفضل من الحرارة، وخلال الجزء الأكثر سخونة من اليوم عادة ما تأوي الأفيال وتطلق الحرارة من خلال أذنها عن طريق خفقانها بسرعات مختلفة اعتمادًا على مدى الحرارة.

الفيل الهندي والنظام الغذائي

تتغذى الأفيال الهندية كحيوانات آكلة للعشب في المقام الأول على الأعشاب، وتكمل نظامها الغذائي باللحاء والجذور والأوراق وسيقان الأشجار والكروم والشجيرات وكذلك الموز والأرز وقصب السكر والمحاصيل المزروعة الأخرى، وتقضي هذه الحيوانات الكثير من وقتها النشط (ما يصل إلى 19 ساعة في اليوم) في التغذية، وعادة ما تنام الأفيال الهندية قليلًا جدًا عند السفر بحثًا عن الطعام.

تكاثر الفيل الهندي والصغار

الأفيال الهندية لديها نظام تزاوج متعدد الزوجات، وتتكاثر هذه الحيوانات على مدار السنة، وقبل التزاوج عادة ما يخوض الذكور معارك عنيفة، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى إصابات خطيرة أو حتى الموت، وتنضم الفائزة إلى مجموعة مكونة من إناث فقط مما يؤدي إلى إبعاد الذكور الآخرين، ويبقى زوج التكاثر معًا لمدة 3 أسابيع تقريبًا، وتستمر فترة الحمل لمدة 22 شهرًا مما يؤدي إلى ولادة طفل واحد، وأثناء الولادة تحيط إناث القطيع الأم من أجل حمايتها، ويبدأ المولود الجديد في الرضاعة من حليب الأم ويمكنه الوقوف في غضون ساعتين بعد الولادة، ويحدث الفطام في غضون 2 – 4 سنوات وتكون إناث الأفيال جاهزة للتزاوج في سن العاشرة.

عندما تكون الظروف المعيشية مواتية قد تلد إناث الأفيال عجلًا كل 2.5-4 سنوات، ويزن كل عجل ما بين 50-150 كجم، وبعد عدة أشهر يبدأ العجل في أكل العشب وأوراق الشجر، ومع ذلك فإنّه يبقى تحت إشراف والدته لعدة سنوات، حيث بدأ في القيام بأول حركاته المستقلة عندما يبلغ من العمر حوالي 4 سنوات، حيث يتم رعاية عجول الفيل من قبل أمهاتها وكذلك من قبل إناث أخرى في القطيع (تسمى الخالات)، وتبقى العجول مع أمهاتها حتى يبلغوا من العمر 5 سنوات تقريبًا، وفي ذلك الوقت غالبًا ما يترك الذكور القطيع بينما تبقى الإناث.

قد ينضج كل من الذكور والإناث جنسيًا في وقت مبكر من 9، ولكن الذكور لا يبدأون عادةً النشاط الجنسي حتى يبلغوا 14 أو 15 عامًا، وتصل معظم الأفيال إلى حجمها الكامل فقط عند حوالي 17 عامًا من العمر، ووفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) يبلغ إجمالي عدد الأفيال الهندية حوالي 26390-30770 فردًا، وبشكل عام تم تصنيف أنواع الأفيال الآسيوية على أنها مهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

الفيل الهندي والتهديدات

حاليًا تعاني الأفيال الهندية وصغارها بشكل كبير من فقدان الموائل وتجزئتها بسبب التعدي غير القانوني على المناطق المحمية وكذلك إزالة الغابات لتطوير الطرق، وعلاوة على ذلك فإنّ فقدان الموائل يقلل من كمية الطعام المناسب ويترك الأفيال بدون مأوى مما يؤدي إلى تجزئة مداها، ومن ثم تتشكل التجمعات السكانية المعزولة على بقايا متناثرة من مداها السابق، ونتيجة لذلك لا يمكن لهذه الحيوانات أن تهاجر ولا تختلط مع قطعان أخرى من الأنواع الأخرى.

وهكذا تبحث الأفيال الهندية عن مصادر جديدة للغذاء وتشن غارات مدمرة على المزارع والمستوطنات والمزارع الواقعة ضمن نطاقها الأصلي، وتسبب هذه المواجهات مع البشر عددًا كبيرًا من الوفيات، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في عدد هذه الحيوانات في البرية، ومن ناحية أخرى يجذب الذكور من هذا النوع الصيادين لأنيابهم العاجية، والتي يزداد الطلب عليها حاليًا بين الطبقة الوسطى الآسيوية بغض النظر عن الحظر العالمي على تجارة العاج.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: