بطريق همبولت وصغاره

اقرأ في هذا المقال


بطريق همبولت (Humboldt Penguin) تمت تسمية هذا النوع على اسم ألكسندر فون همبولت العالم الألماني الذي اكتشف أمريكا الجنوبية وكوبا والمكسيك في عام 1799، وعلى الرغم من أنّ طيور البطريق حيوانات خجولة وخجولة إلّا أنّها عادة لا تخاف من البشر، وبالمقارنة مع أنواع الطيور الأخرى تتمتع طيور البطريق بريش كثيف جدًا، حيث حوالي 70 ريشًا لكل بوصة مربعة في المتوسط، وطيور البطريق هي أسرع السباحين وأعمق الغواصين بين جميع أنواع الطيور في العالم، ومع ذلك فإن أكثر أنواع الطيور المائية لا تستطيع هذه الحيوانات الطيران، ويقول العلماء إنّهم فقدوا قدرتهم على الطيران منذ ملايين السنين.

مظهر بطريق همبولت

بطريق همبولت هو بطريق متوسط ​​الحجم مع ريش أبيض وأسود ورأس أسود، وقاعدة منقار سمين وذات لون وردي، ويحتوي البطريق على بقع بيضاء اللون تمتد من خلف كل عين نزولاً إلى غطائيات الأذن السوداء والذقن وتلتقي على الحلق، والأجزاء العلوية رمادية مسودة والأجزاء السفلية بيضاء اللون، ولديهم شريط أسود اللون على صدورهم يمتد من الأجنحة إلى الفخذ، ويتم التعرف على طيور البطريق الصغيرة من خلال افتقارها إلى هذا الشريط ولها رؤوس داكنة.

توزيع بطريق همبولت

الموطن المفضل لبطريق همبولت هو التضاريس الصخرية على طول الساحل، فيعشش هذا البطريق على الجزر والسواحل الصخرية ويتغذى في المياه المحيطة، ويتأثر موائلها بشدة بتيار همبولت البارد الغني بالمغذيات المتدفق شمالًا من القارة القطبية الجنوبية وهو أمر حيوي لإنتاجية العوالق والكريل ويعزز وفرة الأسماك، ويعيش بطريق همبولت على طول سواحل تشيلي وبيرو في جنوب شرق المحيط الهادئ، وتقع المستعمرات الرئيسية في بونتا سان خوان وإيسلا سانتا روزا في بيرو وبان دي أزوكار وشانارال وتشوروس وتيلجو وجزيرة باجاروس في تشيلي، وتم تسجيل شخص متشرد في ألاسكا على الرغم من أنّه تم نقله على الأرجح بالقارب.

تشير الدلائل المستمدة من أفراد تتبعهم الأقمار الصناعية إلى أنّ جزءًا من بطريق همبولت يهاجر بين 600-1000 كيلومتر شمالًا خلال فصل الشتاء، وقد لوحظ هذا من المستعمرات في شمال تشيلي وجنوب تشيلي، واستنادًا إلى عمليات استرداد النطاق أظهر انتشار طيور البطريق من مستعمرة في وسط تشيلي حتى 600 كم إلى الجنوب و 80 كم إلى الشمال، وتشير بيانات مستشعر تحديد الموقع الجغرافي الأخيرة لبيرو إلى تحركات ما بعد الانسلاخ من أفراد تكاثر في بونتا سان جوان (15 درجة 22 درجة جنوبًا) حتى منطقة ماجلان (49 درجة 51 درجة جنوبًا) في تشيلي.

عادات بطريق همبولت

طيور البطريق همبولت وصغاه هي طيور اجتماعية وتواصلية للغاية وتتجمع في مستعمرات كبيرة وتوفر لها الحماية من الحيوانات المفترسة، وتعتبر طيور البطريق هذه سباحًا ممتازًا وترى جيدًا تحت الماء وعلى الأرض، وهم حيوانات نهارية، ولا يهاجرون بسبب درجات الحرارة الدافئة طوال العام، ومع ذلك يمكن لطيور البطريق وليس تربية الكتاكيت أن تبتعد عن مستعمراتها ويمكن أن تسافر لمسافات طويلة بحثًا عن مناطق جديدة للبحث عن العلف، ومع ذلك فإنّ تلك الكتاكيت التي تربى تميل عمومًا إلى البقاء في نفس المنطقة بحثًا عن الطعام في المياه الضحلة.

النظام الغذائي لبطريق همبولت

طيور البطريق همبولت وصغاره هي حيوانات آكلة للحوم (piscivores)، والنظام الغذائي لهذه البطاريق يتكون في المقام الأول من الأسماك، ويفضلون في الغالب سمك الأنشوجة والسردين، وتعتمد بطاريق همبولت اعتمادًا كبيرًا على الموارد الغذائية التي يمكن التنبؤ بها في المياه الساحلية بالقرب من مواقع التعشيش، وخلال فترة تربية الصيصان تتغذى الحشرات البالغة في نطاق 20-35 كيلومترًا حول المستعمرة، بينما قد تصل الطيور المحتضنة إلى 72 كيلومترًا من المستعمرة، وعادة ما تقوم الأنواع بالغطس القصير والضحل في غضون 30 مترًا من السطح، ففي جزيرة بان دي أزوكار (Isla Pan de Azúcar) في تشيلي وجد أنّ أقصى عمق للغوص كان 53 مترًا.

تكاثر بطريق همبولت والصغار

أعشاش طيور البطريق همبولت في الجزر والامتدادات الساحلية الصخرية وتستخدم مجموعة متنوعة من أنواع الأعشاش، بما في ذلك جحور ذرق الطائر والأوساخ والأعشاش السطحية والخدوش المغطاة بالصخور والنباتات والشقوق الصخرية والكهوف البحرية وتحت الصخور عند حواجز الأمواج، ومن الواضح أنّها تفضل التكاثر على المنحدرات في المواقع المرتفعة حيث تتوفر رواسب ذرق الطائر لحفر الجحور، ويشار إلى مجموعة من طيور البطريق في الماء باسم الطوافة بينما تسمى المجموعة الموجودة على الأرض التمايل.

طيور البطريق همبولت لديها نظام تزاوج أحادي، حيث يستمر موسم التكاثر من مارس إلى ديسمبر مع أعلى نشاط تكاثر في أبريل وكذلك أغسطس – سبتمبر، والسلوك الإنجابي يحدث التكاثر على مدار العام ولكن له ذروتان في الخريف والشتاء (أبريل حتى يوليو) والربيع (أغسطس حتى ديسمبر) مع تحولات في خطوط العرض في التواريخ بين بيرو وتشيلي، ويُشار إلى المكان الذي تتزاوج فيه طيور البطريق وتعشش وتنشئ النسل باسم المغدفة، وعادة ما تحفر أعشاشًا تشبه الجحور بين أكوام من ذرق الطائر في الكهوف وعلى طول المنحدرات، وقبل التزاوج تمر الحيوانات بفترة تساقط تبلغ حوالي أسبوعين حيث لا تذهب إلى البحر ويجب أن تتضور جوعًا، وبحلول نهاية الذوبان يغامرون أخيرًا بالدخول إلى البحر بحثًا عن الطعام ثم يعودون إلى مناطق تكاثرهم حيث يتزاوجون.

عادة يتم وضع 1-2 بيضة وحضانة لمدة 40 يومًا تقريبًا، ويحتضن كل من الذكر والأنثى البيض بالتناوب، ولكن غالبًا ما تموت كتكوت واحد من الجوع وعندما تفقس الكتاكيت يعتني بها كلا الوالدين حتى يبلغ الصغار سن 70-90 يومًا عندما يكتسبون ريشهم البالغ، وبحلول ذلك الوقت يكون الشباب مستقلين تمامًا ويذهبون إلى البحر، وتسمى مجموعة من صغار البطريق حضانة.

يتغذى أحد الوالدين على الكتاكيت حتى تنمو ريشًا كثيفًا ناعمًا، ويظلون في العش لمدة 12 أسبوعًا تقريبًا حتى يفرون ويتغذون على طول الساحل حتى يعودوا إلى مستعمرة التكاثر لبناء عشهم الخاص عندما يصلون إلى مرحلة النضج الجنسي بعد حوالي عامين، ومثل أنواع البطريق الأخرى غالبًا ما يعودون إلى نفس مستعمرة التكاثر التي ولدوا فيها.

بلوغ سن الإنجاب 3 سنوات، ويتراوح العدد الإجمالي لسكان البطريق همبولت من 44239 إلى 53462 طائرًا بما في ذلك 32000 فرد بالغ، وفي القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) تم تصنيف الأنواع على أنّها ضعيفة (VU).

بطريق همبولت والتهديدات

كثيرا ما تتشابك طيور البطريق همبولت وصغاره في شباك الصيد وتقتل بالمتفجرات التي يستخدمها الصيادون، كما إنّهم مهددون بسبب عمليات التعدين التي تتم في المنطقة التي ينتمون إليها، ويتم أسر الحيوانات من أجل التجارة غير المشروعة في الحيوانات الأليفة والطعام وكذلك استخدامها كطعم للأسماك، ويعد الاضطراب البشري من بين التهديدات الخطيرة الأخرى التي تهدد تجمعات هذا النوع، حيث في الجزء الشمالي من شيلي هناك موقع مهم لتكاثر طيور البطريق همبولت معرض للخطر حاليًا بسبب إنشاء محطتين للطاقة تعملان بالفحم في المنطقة.

على الأرض تفترس الكلاب البرية والثعالب والكاراكارا طيور البطريق همبولت البالغة وكذلك بيضها وفراخها، وفي البحر تفترس فقمات الفراء وأسماك القرش والحيتان المسننة الحشرات البالغة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: