حياة البومة المحظورة وصغارها

اقرأ في هذا المقال


تشتهر البومة المحظورة (Barred Owl) بمجموعة من الأصوات التي تصنعها ومهاراتها المتميزة كصياد، كما إنّها تستخدم دقة عيونها الضخمة وآذانها غير المتناظرة لتحديد موقع حيوان صغير جدًا على أرضية الغابة، ومع ذلك تبدو هذه الطيور الجارحة فضولية تجاه البشر والبعض يجدهم شبه مروضين.

الموطن والموئل

تم العثور على البومة المحظورة هي وصغارها في الغابات في الجزء الشرقي من الولايات المتحدة وجنوب شرق كندا مع وجود سكان في شمال غرب المحيط الهادئ، وهناك أيضًا سكان على الساحل الغربي للمكسيك، وعلى الرغم من أنّه طائر كبير إلّا أنّه قد يكون من الصعب العثور عليه خاصة خلال فصل الشتاء في الغابات المتساقطة الأوراق حيث يسمح لونه بالاندماج في أغصان الأشجار.

ومع ذلك فإنّ البوم المحظور وصغارها تُرى أكثر فأكثر في الضواحي، وقد يكون هذا بسبب تعداد القوارض بما في ذلك الفئران والجرذان والسناجب والطيور الأصغر مثل العصافير المنزلية والأشجار التي نمت كبيرة وقوية بما يكفي ليعيش الطائر فيها، ولذلك لا ينبغي أن يتفاجأ صاحب منزل في الضواحي برؤية بومة محظورة خارج منزله مباشرة.

من ناحية أخرى يقال أنّ البوم المحظورة تثير فضول البشر، فعلى الرغم من أصوات رفع الشعر التي يمكن أن تصدرها، إلّا أنّها سهلة الانقياد، وعادة ما تقضي البومة المحظورة في الغابة خلال النهار ومعظم اليوم في تجاويف الأشجار.

أعشاش البومة المحظورة

كطائر كبير تحتاج البومة المحظورة هي وصغارها إلى مساحة كبيرة للعش وتفضل وضعها في تجاويف في الأشجار الكبيرة والقديمة وخاصة الدردار والزان، ومع ذلك سيستخدمون أعشاش السناجب أو الطيور الأخرى إذا لم يكن هناك تجاويف متاحة أو صندوق عش، ولا يقومون ببناء أعشاش بالطريقة التي تقوم بها بعض الطيور الأخرى ولكن قد يرتبون أرضية المنطقة قبل أن تضع الأنثى بيضها.

التكاثر والصغار

عادة ما يتزاوجون في أواخر الشتاء بعد أن يتودد الذكر إلى الأنثى بعرض، وهي أحادية الزواج حيث تتزاوج مدى الحياة، وبعد التزاوج تتقاعد الأنثى إلى العش، حيث عادة ما يتم وضع مخلب مكون من بيضتين إلى ثلاث بيضات (يتراوح النطاق من 1 إلى 5) في العش وتحتضن الأنثى البيض لمدة 28-33 يومًا، ويكون البيض أبيض وخشن الملمس وبيضاوي، والأنثى فقط هي التي تحتضنها بينما يستمر الذكر في إطعامها.

يفقس البيض في حوالي 28 يومًا، ولا تفقس جميع الصغار في نفس الوقت، حيث أنّ وضع البيض حدث على مدى أيام وبدأت الحضانة على الفور، البوم المحظور قادر على التكاثر في حوالي عامين من العمر، والفراخ أو الكتاكيت لا حول لهم ولا قوة ولكن لديهم زغب أبيض يحل محله الريش بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

بعد أن يفقس البيض تحضن الأنثى البومة الصغيرة لمدة ثلاثة أسابيع، وثم تنضم إلى رفيقها في البحث عن البوم، ويمكن أن تطير صغار البومة بشكل أو بآخر عندما يبلغ عمرها ستة أسابيع وتكون مستقلة عندما يبلغ عمرها ستة أشهر، ويصبحون ناضجين جنسيا عندما يبلغون من العمر عامين، وبشكل عام تفتح عيون فرخ بعد سبعة أيام وفي غضون أربعة إلى خمسة أسابيع يترك الصغار العش ويغامرون بالذهاب إلى الفروع المجاورة، وفي عمر ستة أسابيع سيتعلم الشاب الطيران، ويتم عرض رعاية الوالدين لمدة تصل إلى ستة أشهر في البومة المحظورة.

يقدر عدد هذه البوم بحوالي 3 ملايين طائر ويبدو أنّ السكان يتزايدون مع توسع البوم في مداها، ويعتقد بعض العلماء أنّ هذا يرجع إلى إخماد الحرائق وغرس الأشجار.

المظهر

البومة المحظورة وصغارها هي بومة غابات كبيرة مستديرة الرأس لها قرص وجه أبيض رمادي، وريشها بني-رمادي مع حواف بيضاء مصفرة وقضبان تحت الطبقة، والبوم المحظورة لها عيون بنية وتفتقر إلى خصلات الأذن، ويحتوي العنق والجزء العلوي من الثدي على تقويض عرضي ويحتوي البطن على خطوط بنية عمودية، البومة المحظورة هو ثنائي الشكل في حجم الجسم.

يبلغ طول الذكور 48 سم ويبلغ متوسط وزنها 630 جرامًا بينما يبلغ طول الإناث 51 سم ويبلغ متوسط وزنها 800 جرام، ويتراوح طول جناحي البومة المحظورة بين 107 و 111 سم، واليافع لونها بني محمر مع وجود حاجز برتقالي على الرقبة، والبومة المحظورة هو نوع صوتي للغاية مع نداء من 9 مقاطع لفظية يسهل التعرف عليها.

سلوك البومة المحظورة

تصطاد هذه البوم في الغالب في الليل على الرغم من أنّه يمكن رؤيتها وهي تصطاد خلال النهار بين الحين والآخر، كما إنّه انفرادي ويعيش فقط مع رفيقه وأطفاله حتى يصبح الطائر الفردي مستقلاً، وعلى الرغم من أنّها أحادية الزواج ورفاق مدى الحياة إلّا أنّ الزوجين يجتمعان فقط للتزاوج، وخلال الفترة المتبقية من العام يكون لكل شريك نطاق المنزل الخاص به.

البوم إقليمي ويتراوح حجم أراضي الوطن من 675 إلى 3049 فدانًا على الرغم من أنّ حجم منطقة التكاثر أصغر قليلاً، ولا تهاجر البوم المحظورة ما لم يندر الطعام والمأوى وكانت بعض المناطق تنتمي إلى نفس عائلة البوم منذ أجيال، وتطالب البومة بأراضيها عن طريق الطيران من جثم إلى آخر والتحدث بصوت عالٍ، وحجم المنطقة التي يطالب بها الذكور أكبر من تلك التي تطالب بها الإناث.

النظام الغذائي

يتكون النظام الغذائي لهذه البومة هي وصغارها من أي فريسة يمكنها إخضاعها وابتلاعها، وتنقض البومة على الفريسة الأرضية مثل الفئران ولكنها رشيقة بما يكفي لاصطياد الخفافيش في الهواء، كما أنّه سيغزو الأعشاش ويخوض في المياه الضحلة لاصطياد الأسماك وجراد البحر، كما شوهدت البومة تأكل قاتل الطريق، وفي النهاية يفرغ حبيبات تحتوي على الفراء والأسنان وأي شيء آخر لا يستطيع الجهاز الهضمي هضمه.

على الرغم من أنّ البومة تفضل ابتلاع فريستها كاملة ولكن إذا كان المخلوق كبيرًا جدًا فسوف يأكل رأسه ويحتفظ بالباقي لوقت لاحق، وعلى الرغم من أنّ صندوق العش يمكن أن يكون مفيدًا إلّا أنّه يجب على البشر ألّا يحاولوا إطعام البوم البرية لأنّ البومة ستعتاد على إطعامها مما يشكل خطورة عليهم.

التهديدات

على الرغم من كونه مفترسًا فعالًا بحد ذاته إلّا أنّ البومة المحظورة مع صغارها تواجه الافتراس من مجموعة متنوعة من المصادر، فالبومة ذات القرون العظيمة هي عدوها الرئيسي فهي تتنافس على الأرض مع البومة المحظورة، كما يقتل طائر الباز الشمالي البوم المحظور، بينما يأكل ابن عرس وحيوانات الراكون البيض والكتاكيت، والبوم المحظور تصطدم به السيارات وتقتل في الفخاخ المخصصة للحيوانات الأخرى، وفي بعض الأحيان يُقصد بالحيوانات أنّ تكون فريسة تدافع عن نفسها بنجاح وتقتل البومة.

تؤثر الأمراض أيضًا على البوم خاصةً صغار البومة المحظورة وتشمل هذه الأمراض فيروس غرب النيل وفيروس أفيبوكسيف والسرطانات وداء الرشاشيات، والطفيليات التي تسبب داء المقوسات وداء المشعرات تؤثر أيضًا على البوم المحظور.

على الرغم من ذلك غالبًا ما تعيش هذه البوم عقدًا أو أكثر في البرية، وقد عاشت أقدم بومة محظورة مسجلة 34 عامًا وشهر واحد في الأسر، والسكان يتمتعون بصحة جيدة وحالة البومة في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) هي الأقل قلقًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: