حيوان الأصلوت وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الأصلوت (Ocelot) أو النمر القزم هي قطة صغيرة متوسطة الحجم موطنها غابات أمريكا الجنوبية، ويُعرف الأصلوت أيضًا باسم النمر الملون نظرًا للعلامات المميزة الجميلة على فرائه حيث يعرض وريدات داكنة جنبًا إلى جنب مع البقع والمشارب، ويشبه الأصلوت في التلوين إلى قط مارجاي الأصغر كثيرًا ولكن المرتبط ارتباطًا وثيقًا، وهو حيوان كاد أن ينقرض في القرن العشرين حيث كان يتم اصطياده عادةً من أجل فرائه، ومع ذلك فإنّ الحماية الوطنية في جميع أنحاء مداها الطبيعي اليوم تعني أنّ سكان الأصلوت تمكنوا من التعافي إلى حد ما، والأصلوت هو حيوان قوي وخفيف لا يمكنه التسلق والجري بشكل جيد فحسب بل إنّه أيضًا سباح جيد لأنّهم لا يخافون من الماء مثل العديد من أنواع القطط الأخرى.

مظهر الأصلوت

الأصلوت هو حيوان ذو فرو قصير وسميك مخملي وعادة ما يكون لونه أصفر مصفر إلى رمادي محمر ومميز بوريدات تشبه السلسلة السوداء على ظهره وجوانبه، وتوجد بقع داكنة على أرجلهم وخطوط على رأسهم ووجههم والتي تميز الفرد، ولديهم ذيل طويل يتميز بشكل عام بحلقات داكنة وكفوف كبيرة بالنسبة لحجم أجسامهم.

مثل جميع أنواع القطط (باستثناء الفهود) يستطيع الأصلوت سحب مخالبه في جيوب واقية تمنعها من أن تصبح حادة أثناء تجول الأصلوت، وتميل الذكور إلى أن تكون أكبر بكثير من الإناث، ويمكن أن يصل طولها إلى متر مع وجود نصف حجم ذيلها فوق ذلك، ولدى الأصلوت أسنان أمامية مدببة بشكل حاد تستخدم للعض على فريستها وأسنان تشبه الشفرة في كل خد تستخدم لتمزيق الطعام.

موطن الأصلوت

تم العثور على الأصلوت في جميع أنحاء المناطق الاستوائية في أمريكا الجنوبية ولكنه أكثر شيوعًا في الأدغال الكثيفة في حوض الأمازون، ومع ذلك فهي منتشرة إلى حد ما وتعيش في مجموعة متنوعة من الموائل المختلفة من جنوب تكساس إلى شمال الأرجنتين، والأصلوت هو حيوان قابل للتكيف بشكل لا يصدق ويمكن العثور عليه في مجموعة متنوعة من الموائل بما في ذلك الغابات الاستوائية والمراعي وغابات المنغروف والمستنقعات، مما يوفر الكثير من النباتات الكثيفة.

على الرغم من أنّ الأصلوت توجد عادة على ارتفاع أقل من 1200 متر فوق مستوى سطح البحر، فمن المعروف أيضًا أنّها تسكن المنحدرات العالية لجبال الأنديز وتم العثور عليها على ارتفاعات تصل إلى 3800 متر، وكسباحين أقوياء يوجدون أيضًا في بعض الأحيان في الغابات التي غمرتها الفيضانات الموسمية وتم الإبلاغ عن أنّهم يعيشون بالقرب من المستوطنات البشرية.

أسلوب حياة الأصلوت

يعتبر الأصلوت حيوانًا منفردًا يشغل نطاقًا منزليًا يمكن أن يصل إلى 30 كيلومترًا مربعًا اعتمادًا على البيئة المحيطة، ويميل الذكور إلى القيام بدوريات في المناطق التي غالبًا ما تكون ضعف حجم الإناث، وأخرى تتداخل مع نطاقات المنزل لعدد من الإناث (التي يتمتع فيها الذكر بحقوق التكاثر)، والأصلوت هو حيوان ليلي يقضي أيامه في النوم إما في نباتات كثيفة أو على فرع مرتفع ومورق.

كما أنّ لديهم قدرة ممتازة على الرؤية واللمس والسمع والتي تساعدهم جميعًا عند الصيد ليلاً، ويتواصلون فيما بينهم باستخدام مواء ناعمة تتحول إلى أصوات صاخبة عند البحث عن رفيقة، والأصلوت هو حيوان سري بشكل لا يصدق نادر جدًا في بعض أجزاء من نطاقه الطبيعي ويعتمد بشكل كبير على النباتات الكثيفة ويغامر فقط في المناطق المفتوحة أثناء الليل.

تكاثر الأصلوت والصغار

في قلب المناطق الاستوائية من المعروف أنّ الأصلوت تتكاثر على مدار السنة ولكن في أقصى الأطراف الشمالية والجنوبية من مداها الطبيعي، ويميل موسم التكاثر إلى الحدوث في نهاية الصيف، وبعد التزاوج ستجد أنثى الأصلوت شقًا في الصخور أو شجرة مجوفة أو ستعشش في غابة كثيفة وشائكة حتى تحصل على بعض الخصوصية والحماية أثناء الاستعداد للولادة.

بعد فترة حمل تصل إلى 85 يومًا ستلد أنثى الأصلوت 2 أو 3 قطط صغيرة تولد عمياء ولها طبقة رقيقة من الفراء الداكن، وفي غضون شهر يمكن لقطط الأصلوت مشاهدة محيطها وسيصبح فرائها أكثر كثافة وملونة، وعلى الرغم من نمو قطط الأصلوت بالكامل بحلول الوقت الذي تبلغ فيه من العمر عامًا وتكون قادرة على الاستقلال، فغالبًا ما يتم التسامح معها في نطاق منزل أمهاتهم لبضع سنوات قبل مغادرتهم لإنشاء منطقة خاصة بهم.

حمية الأصلوت

الأصلوت هو حيوان آكل للحوم يصطاد الطعام تحت غطاء الليل ويفعل ذلك عن طريق مطاردة فريسته على الأرض بشكل أساسي، وعلى الرغم من أنّ الثدييات الصغيرة مثل القوارض تشكل غالبية نظامها الغذائي، فمن المعروف أنّها تصطاد مجموعة متنوعة من الحيوانات الصغيرة بما في ذلك الأرانب والطيور والأسماك وسرطان البحر والسحالي والثعابين، وحتى أنّها تصطاد الغزلان الصغيرة في بعض الأحيان.

ومن المعروف أيضًا أنّ الأصلوت يأكل القرود والسلاحف والمدرعات وآكلات النمل ولكن من المعروف أنّها تسبب مشاكل عن طريق قتل الطيور الداجنة عندما لا يتوفر طعام كافٍ، ونظرًا لأنّ الأصلوت يفترس بسعادة العديد من أنواع الحيوانات المختلفة فهي جزء حيوي من النظم البيئية المحلية، كما تساعدها قائمة الطعام الواسعة على التكيف بسهولة أكبر مع الموائل المختلفة.

الأصلوت والتهديدات

لا يعتبر الأصلوت مفترسًا مهمًا في بيئته فحسب بل يتم افتراسه أيضًا من قبل عدد من الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة، وتتغذى الماكر الأخرى بما في ذلك جاكوار وبوما على الأصلوت الأصغر جنبًا إلى جنب مع الطيور الجارحة مثل العقاب المخادع وأكبر ثعبان في العالم الأناكوندا، وعلى الرغم من أنّ الفراء الفريد والمميز للأصلوت يوفر له في الواقع بعض التمويه في الغطاء النباتي الكثيف المحيط به، إلّا أنّ هذا الفراء أيضًا هو الذي أدى إلى انخفاض هائل في عدد السكان عبر معظم نطاقه التاريخي.

فقد تم اصطياد فرائها (المعروفة باسم جلود) خاصة من الستينيات إلى الثمانينيات وقد انقرضت الأصلوت تقريبًا في البرية جنبًا إلى جنب مع حقيقة أنّه تم القبض عليها أيضًا وحفظها كحيوانات أليفة غريبة، ومنذ أن أصبح الأصلوت نوعًا محميًا على الرغم من أنّه في العديد من البلدان ارتفعت أعداده لكنها مهددة الآن بإزالة الغابات من موائلها، وبطريقة مشابهة للعديد من الأنواع الأخرى من القطط البرية الصغيرة تم الاحتفاظ بال الأصلوت كحيوان أليف من قبل العديد من الناس عبر التاريخ، وأشهر هؤلاء كان الفنان التجريدي سلفادور دالي الذي كان معروفاً بالسفر بشكل متكرر مع الأصلوت المستأنس، حتى أنّه كان يعتقد أنّ السيد دالي أخذ حيوانه الأليف الأصلوت على متن سفينة بحرية.

الأصلوت وحالة حفظ

اليوم تم إدراج الأصلوت من قبل لاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) على أنّها نوع من الأنواع التي لا تهتم بالانقراض في بيئتها الطبيعية في المستقبل القريب، وعلى الرغم من أنّ بعض المجموعات صغيرة وغير مستقرة إلّا أنّ الأصلوت منتشر على نطاق واسع ولكن الاتجاه العام للسكان يتناقص الآن، ويرجع ذلك أساسًا إلى فقدان الموائل نظرًا لأنّ خصوصية المناطق الشاسعة في الأمازون تخضع لإزالة الغابات بشكل جذري ولم تعد توفر الغطاء الكثيف والإمدادات الغذائية الكافية التي يحتاجها الأصلوت للبقاء على قيد الحياة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: