حيوان السمور وصغاره

اقرأ في هذا المقال


لطالما اعتُز بفرو السمور (sable) بسبب قوامه ولونه ولطالما كانت السمور مع معاطفها الملساء والملونة بدقة من الأشياء المرغوبة أو على الأقل كان فروها كذلك، حيث كان فرو السمور عنصرًا فاخرًا منذ العصور الوسطى، ففي شعارات النبالة السمور هي كلمة سوداء، فقد أعلن هنري الثامن ملك تيودور الشهير في إنجلترا والذي تزوج ست مرات أنّ هذا الفراء لا يمكن ارتداؤه إلّا من قبل النبلاء ذوي الرتب من الفيسكونت أو أعلى، والسمور حيوان يعيش في الغابة يرتدي معطفًا حريريًا خصبًا ويقضي معظم وقته بمفرده، واليوم السمور عبارة عن حيوانات يتم تربيتها تجاريًا ولكن لا تزال توجد أعداد كبيرة منها في الغابات الروسية والمنغولية، ويمكن أيضًا العثور على مجتمعات أصغر في جيوب أخرى في جميع أنحاء آسيا.

مظهر السمور

يتراوح طول هذه الحيوانات بين 13 و 22 بوصة من الرأس إلى المؤخرة، وذيولهم تتجه إلى 5.1 إلى 7.1 بوصة إضافية، وعادة ما يقلبون الميزان بين 2 و 4 أرطال وعادة ما يكون الذكور أكبر من الإناث، وفرو السمور فريد من نوعه من حيث أنّه ناعم في جميع الاتجاهات، وعندما تقوم بتنظيفها ضد الحبوب ومعها فإنّها تشعر بنفس الشعور، ومع ذلك يتغير النسيج قليلاً مع المواسم، وقشرة الشتاء أطول وأكثر خصوبة من فراء الصيف، ويعتمد التلوين جغرافيًا ولكن جميع الأنواع لها بعض الظل من اللون البني أو الأسود، والعديد من المجموعات السكانية لديها أيضًا بقع أخف حول حلقهم.

أبناء العمومة الوراثي لخز الصنوبر الأوروبي هذه الحيوانات متشابهة المظهر باستثناء شعرها حريري ورؤوسها وآذانها أقصر وقصصها أقصر نسبيًا، واعتمادًا على توافر الطعام تتراوح مساحة أراضيهم بين 1.5 و 11.6 ميلًا مربعًا، ومعظم العام هم صيادون شفيقون، مما يعني أنّهم يكونون أكثر نشاطًا في الفجر والغسق، ومع ذلك خلال موسم التزاوج يخرج السمور من مكان لآخر خلال النهار أيضًا، وبالنسبة للجزء الأكبر فإنّ السمور حيوانات منفردة وتجتمع فقط للتربية وتربية الأطفال.

موطن السمور

سكان الغابات في روسيا ومنغوليا فهذه الحيوانات هي الأكثر وفرة في جبال الأورال وجبال التاي، وتوجد مجموعات أصغر أيضًا في أجزاء من الصين وشبه الجزيرة الكورية، وبصفتهم متسلقين رائعين فإنّهم يفضلون الموائل المليئة بأشجار التنوب والصنوبر والأرز والأرز والبتولا، وعادة ما تحفر بالقرب من ضفاف الأنهار وفي أعماق الغابات الكثيفة، ويبني السمور مساكن حول جذور الأشجار والتي تعمل بمثابة تعزيز هيكلي، وفي الداخل يقومون بتغطية أوكارهم بالعشب والفراء.

السمور والتهديدات

هذه الحيوانات آكلات اللحوم التي تتغير وجباتها الغذائية بشكل موسمي، ونظرًا لصغر حجمها نسبيًا فهي فريسة للحيوانات آكلة اللحوم الأكبر حجمًا، وتقع هذه الحيوانات فريسة للذئاب والثعالب ودب الظربان والنمور والنسور والوشق والبوم الكبير، وكان الغزو الروسي لسيبيريا مدفوعًا إلى حد كبير بتجارة الفراء السمور، وكان صيد السمور عملاً قام به المدانون الروس الذين تم نفيهم إلى سيبيريا، وحالة حفظ السمور التي ذكرها الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) هي الأقل قلقًا.

حمية السمور

في الصيف تتغذى السمور في المقام الأول على الأرانب البرية والبيض والثدييات الصغيرة الأخرى، وخلال فصل الشتاء يقومون بدمج التوت البري والقوارض في نظام التغذية الخاص بهم، وفي بعض الأحيان يطاردون الذئب ويحملون آثارًا بحثًا عن بقايا الطعام، وفي بعض الأحيان يأكلون الأسماك التي يتم اصطيادها بمخالبهم الأمامية، وفي الوقت الحالي يصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة السمور تحت أقل قدر من الاهتمام، ولا يزال السكان مستقرين وبعضهم ينمو، ويختلف نظام السمور الغذائي باختلاف الفصول، والسمور حيوانات آكلة اللحوم، وتشمل الأعياد الصيفية لسمور السمور الأرانب البرية والبيض والقوارض وغيرها من الثدييات الصغيرة.

في أيام الشتاء يصبح العثور على الطعام أمرًا صعبًا بعض الشيء ويتغذون على النباتات البرية والتوت البري والقوارض وحتى غزال المسك الصغير، ومن المعروف أيضًا أنّها تصطاد الطيور وأعراس البحر وابن عرس قصير الذيل، ويصبح العثور على الطعام أمرًا صعبًا في فصل الشتاء، لذا فإنّ هذه الحيوانات الصغيرة الذكية تطارد وتتبع الدببة والذئاب وتضرب بقايا الحيوانات من فرائسها، ويعيش السمور بالقرب من ضفاف الأنهار ويأكل الأسماك أيضًا عن طريق اصطيادها باستخدام الكفوف الأمامية ومن المعروف أيضًا أنّها تتغذى على الرخويات.

تكاثر السمور والصغار

من يونيو حتى منتصف أغسطس هو موسم تكاثر السمور، ولكسب رفاق يقرقع الذكور مثل القطط في كثير من الأحيان بعنف، وعندما يتشكل الأزواج يتزاوجان لمدة ثماني ساعات متتالية، ومع ذلك لا تتعرض الإناث للاحتقان على الفور، وبدلاً من ذلك يستغرق الأمر ثمانية أشهر حتى يحدث الانغراس، وعلى هذا النحو فإنّ فترات حملهم تتراوح من 245 إلى 298 يومًا ولكن التطور الجنيني يستمر فقط من 25 إلى 30 يومًا.

أطفال السمور

تبدأ السمور في التزاوج في الربيع ولكنها تؤخر نمو الجنين لمدة ثمانية أشهر تقريبًا، وبمجرد أن يبدأن في النمو يستغرق الأمر حوالي شهر للولادة مما يعني أنّ فترة الحمل الكاملة تستغرق حوالي تسعة أشهر في المجموع، وتحتوي معظم الفضلات على ثلاث مجموعات على الرغم من أنّ بعضها يحتوي على ما يصل إلى سبعة، وبعد حوالي سبعة أسابيع تبدأ الأم في إطعام صغارها طعامًا صلبًا وتتوقف عن السماح لهم بالرضاعة، ويستغرق الأمر عامين أو ثلاثة أعوام حتى تصل المجموعات إلى مرحلة النضج الجنسي.

تلد هذه الحيوانات في أشجار مجوفة وللتحضير للحدث ولضمان راحة الأطفال حديثي الولادة يبنون أعشاشًا من الطحالب والأوراق والعشب الجاف، وتولد السمور الصغيرة عمياء ولا تفتح عيونها إلا بعد أربعة أو خمسة أسابيع، وعندما يبلغون من العمر سبعة أسابيع يفطم الأطفال، وينضج السمور جنسياً في عمر عامين، ويمكن أن يتراوح حجم الفضلات من واحد إلى سبعة أشبال ولكن القاعدة هي اثنان أو ثلاثة، ويولد الأطفال بعيون مغلقة ويتراوح وزنهم بين 0.88 و 1.23 أونصة، ويبلغ طولها عادة من 3.9 إلى 4.7 بوصات.

بعد حوالي شهر تفتح عيون الجراء وتغادر العش بعد ذلك بوقت قصير، وفي عمر السنتين يصلون إلى مرحلة النضج الإنجابي ويبدأون في الحصول على أشبال خاصة بهم، وخلال الأيام الأولى للطفل تقوم الأمهات برعاية الصغار وإرضاعهم بينما يدافع الآباء عن العش وطعام العلف، وفي البرية يبلغ متوسط ​​عمر الفرد 18 عامًا أمّا في الأسر يبلغ عمر السمور حوالي 22 عامًا.

يمكن أن تتكاثر سمور الصنوبر والسمور في البرية ونسلهم يسمى (kidus)، وأصغر من السمور الكاملة تمتلك الأنواع الهجينة أيضًا شعرًا خشنًا وكلها تقريبًا معقمة، ومع ذلك هناك مثال واحد معروف لأنثى كيدو تتزاوج بنجاح مع سمور الصنوبر.

أنواع السمور الفرعية هي موضوع نقاش ساخن وتصر مدرسة فكرية واحدة على وجود سبعة فقط، ويعتقد البعض الآخر أنّه يمكن أن يكون هناك 17 أو ما يصل إلى 30، وبحلول القرن العشرين انقرضت هذه الحيوانات تقريبًا من الصيد الجائر، ومع ذلك حلت الزراعة التجارية محل الصيد البري وشهدت السمور انتعاشًا، وتم دعم نموهم من خلال مبادرة إعادة تقديم روسية استمرت من عام 1940 إلى عام 1965، ومن حيث أعداد السكان يقدر الباحثون أنّ أكثر من مليوني فرد يزدهرون في البرية، وبحسب بعض الروايات فإنّ أعدادهم في ارتفاع لا تنخفض.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: