حيوان السُرقاط وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان السُرقاط والمعروفة أيضًا باسم (Suricate) وهي نوع صغير من الثدييات التي تبحث عن الطعام، والتي تعيش في الظروف القاسية للسهول شبه الصحراوية المفتوحة والقاحلة في جنوب إفريقيا، وهو عضوًا في عائلة النمس وتختلف حيوانات السُرقاط عن 35 نوعًا من النمس الأخرى في عدد من الطرق مع اختلاف كبير يتمثل في أنّ حيوانات السُرقاط مؤنسة بشكل لا يصدق حيث أنّ معظم النمس ليست كذلك (فقط 3 أنواع أخرى من المعروف أنّها تعيش في مجموعات أكبر من أزواج).

أنواع حيوان السُرقاط

توجد ثلاثة أنواع فرعية مختلفة من حيوان السُرقاط في مواقع جغرافية مختلفة وعلى الرغم من تشابهها الشديد في المظهر، إلّا أنّها تختلف قليلاً في لون الفراء والعلامات، ومع ذلك يعيشون جميعًا في مجتمعات عالية التنظيم تُعرف باسم العصابات، والتي تعتمد على بعضها البعض للبقاء على قيد الحياة في مثل هذه الظروف المعادية حيث في حين أنّ غالبية المجموعة تبحث عن الطعام يقف آخرون على أهبة الاستعداد لمراقبة تقترب من الحيوانات المفترسة.

مظهر حيوان السُرقاط

السُرقاط حيوان صغير الحجم له جسم طويل ونحيف وذيل طويل وخفيف ولكن ذو رأس أسود يمكن أن يضاعف الطول الإجمالي للحيوان تقريبًا، وحيوانات السرقاط هي رملي إلى بني فاتح اللون مع ثمانية خطوط داكنة على ظهرها وعلامات على جوانبها (وهي فريدة بالنسبة للفرد) ووجه أفتح وجانب سفلي، ولديهم كمامات مستطيلة مع أنف أسود وشرائط داكنة اللون حول أعينهم.

حيوانات السرقاط هي حيوانات ذات مخالب طويلة وحادة على كفوفها الأمامية المنحنية ويمكن أن يصل طولها إلى 2 سم وتساعدها على حفر جحورها والعثور على حيوانات صغيرة مدفونة تحت الرمال الناعمة، ولقد تكيف فراء حيوان السُرقاط بشكل ملحوظ مع الظروف الصحراوية المختلفة وليس فقط للمساعدة في الحفاظ على برودة الحيوان خلال أيام الغليان الحارة، ولكن أيضًا بمثابة طبقة عازلة لإبقائه دافئًا خلال ليالي الشتاء الباردة القارصة.

توزيع حيوان السُرقاط

السُرقاط هو حيوان موجود في جنوب وغرب إفريقيا يسكن الأراضي الجافة والمعادية في صحراء كالاهاري، وتمتد عبر خمسة بلدان مختلفة في جنوب إفريقيا من أنغولا إلى جنوب إفريقيا، وتوجد حيوانات السُرقاط في جميع أنحاء هذه المنطقة الشاسعة القاحلة بحثًا عن الطعام على الأرض أثناء النهار وتتقاعد في جحورها الهائلة في الرمال ليلاً.

الظروف في صحراء كالاهاري قاسية بشكل لا يصدق مع درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية في الصيف (مع درجة حرارة رملية 70 درجة) وتنخفض إلى ما دون الصفر إلى -10 درجات خلال ليالي الشتاء المريرة، تتمتع هذه المنطقة من إفريقيا بمستوى منخفض بشكل لا يصدق من الأمطار السنوية مع وجود كمية صغيرة نادرة فقط تسقط بشكل عام بين يناير وأبريل وبعد ذلك تتحول كالاهاري لفترة وجيزة إلى منطقة مليئة بالنباتات ومليئة بالحياة قبل حلول أشهر الشتاء الباردة.

تكاثر حيوان السُرقاط والصغار

تعتبر حيوان السُرقاط حيوانًا اجتماعيًا للغاية يسكن مناطق في الصحراء في مجموعات تضم عادةً ما بين 10 و 30 فردًا (على الرغم من أن العصابات الكبيرة ليست شائعة في المناطق التي يوجد بها إمداد وافر من الطعام)، وتتكون من ثلاث أو أربع وحدات عائلية من الزوجين الذكور والإناث مع صغارهم، وبعد الخروج من جحرهم لأخذ حمام شمس في شمس الصباح الباكر وتنطلق غالبية الفرقة بحثًا عن الطعام بينما يقوم الآخرون إما برعاية الصغار أو العمل كحراس.

على الرغم من أنّه قد يكون هناك عدد من أزواج التربية في فرقة واحدة إلّا أنّ مجتمع حيوان السُرقاط يهيمن عليه بشكل عام زوج واحد من الذكور والإناث، وعادة ما تولد حيوانات السرقاط الصغيرة في شهر نوفمبر بعد فترة حمل تستمر حوالي 11 أسبوعًا، وبعد أن تزاوجت مع شريكها في بداية الصيف تلد أنثى الميركات ما بين 2 و 5 مجموعات صغيرة في غرفة مبطنة بالعشب في الجحر وتولد عمياء وبدون معطف الفرو الكامل.

على عكس تربية العديد من أنواع الثدييات الصغيرة الأخرى يميل كل من الإناث والذكور إلى صغارهم مع الذكور والإخوة المعروفين للمساعدة في تعليم حيوانات السرقاط الصغيرة مهارات البقاء على قيد الحياة في الصحراء المحيطة، وفي حين أنّ غالبية الفرقة تبحث عن الطعام، فإنّ حيوانات السرقاط الصغيرة لا تبتعد أبدًا عن العرين وأثناء اللعب في الرمال الساخنة ويتم مراقبتها من قبل جليسة الأطفال المعينة، ويمكن أن تعيش حيوانات السرقاط لمدة تصل إلى 10 سنوات في البرية ولكن من المعروف أنّها تعيش لفترة أطول في الأسر.

حمية حيوان السُرقاط

حيوان السُرقاط هو حيوان آكل للحوم مما يعني أنه على الرغم من صغر حجمه إلّا أنّه يأكل ويأكل الحيوانات الصغيرة فقط من أجل الحصول على كل التغذية (ومعظم الرطوبة) التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة، ومثل أنواع النمس الأخر تتمتع حيوانات السُرقاط بحاسة شم ممتازة تُستخدم لاستنشاق الفريسة المحتملة الكامنة تحت سطح الرمال مباشرة، وبمجرد اكتشافها استخدمت حيوانات السُرقاط مخالبها الأمامية الطويلة والحادة لاستخراج فرائسها، حيث يتكون معظم نظامها الغذائي من الحشرات واللافقاريات الصغيرة الأخرى إلى جانب أكل حيوانات أكبر مثل السحالي والقوارض.

نظرًا لحقيقة أنّ حيوانات السرقاط صغيرة الحجم وقد تكيفت مع العيش في مثل هذه البيئة القاسية، ويجب أن تقضي قدرًا كبيرًا من ساعات اليقظة في البحث عن الطعام، حيث من المعروف أنّها تفقد حوالي 5٪ من وزن الجسم خلال ليلاً ولذلك يجب التأكد من أن لديهم ما يكفي من الطعام كل يوم.

حيوان السُرقاط والتهديدات

نظرًا لصغر حجم حيوان السُرقاط فهي فريسة طبيعية للعديد من أنواع الحيوانات الموجودة على الأرض وفي الهواء، وأكبر تهديد لحيوان السُرقاط هو الطيور الجارحة مثل الصقور والنسور التي يمكنها اكتشاف هذه الحيوانات من أعلى رؤوسها، جنبًا إلى جنب مع الحيوانات المفترسة التي تعيش على الأرض مثل الثعابين التي تصطادها على الأرض، ومن أجل محاولة حماية أنفسهم من التعرض للخطر الشديد في محيطهم المفتوح والقاحل وتتبنى حيوانات السرقاط تكتيك الأمان في الأرقام وتضمن أن يكون هناك دائمًا فرد على أهبة الاستعداد لتحذير بقية المجموعة من أي خطر يقترب.

في الأماكن الأقرب إلى المستوطنات البشرية وبالقرب من المناطق التي ترعى فيها الحيوانات الأليفة، ومن المعروف أنّ حيوانات السُرقاط تصاب بأمراض الأبقار وداء الكلب التي يمكن أن تؤثر على مجموعات كاملة من هذه الحيوانات القابلة للتكيف والمرنة.

حيوان السُرقاط وحالة حفظ

اليوم تعتبر حيوانات السُرقاط حيوانًا أدرجه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنّه أقل قلقًا من الانقراض في بيئته الطبيعية في المستقبل القريب، وعلى الرغم من انتشارها وشائعها في معظم أنحاء مداها الطبيعي إلّا أنّ السكان في مناطق معينة يمكن أن يتأثروا بنقص هطول الأمطار أو زيادة أعداد مفترساتهم الطبيعية، ومع ذلك يبدو أنّ السكان في جميع أنحاء جنوب إفريقيا مستقرون بشكل عام مع وجود أعداد كبيرة من حيوانات السرقاط أيضًا في عدد قليل من المتنزهات الوطنية الكبيرة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: