حيوان مرموط خنزير الأرض وصغارها

اقرأ في هذا المقال


جرذ الأرض أو مرموط خنزير الأرض (Groundhog) هو قارض كبير في الأراضي المنخفضة يوجد في معظم أنحاء الولايات المتحدة وكندا، ومثل جميع القوارض فهي حيوانات فضوليّة وذكية يمكنها البقاء على قيد الحياة في مجموعة متنوعة من البيئات، وينتمون إلى مجموعة من السناجب الأرضية المعروفة باسم الغرير، والأسماء الأخرى لهذا الحيوان تشمل (Woodchuck) و (Thickwood Badger) و (moonack) و (Land Beaver) و (whistlepig).

مظهر مرموط خنزير الأرض

مرموط خنزير الأرض هو قارض كبير ممتلئ الجسم ومغطى بفراء طويل وسميك، ولها وجه يشبه السنجاب بعيون سوداء كبيرة وتعبير فضولي، وتتميز مرموط خنزير الأرض بذيولها العريضة الكثيفة ومخالبها الكبيرة، ويبلغ طول هذا القارض حوالي قدمين، ويمكن أن يصل ذيله إلى 10 بوصات، ويزن معظم مرموط خنزير الأرض من 13 إلى 17 رطلاً وهو ما يعادل وزن قطة منزلية كبيرة أو كلب صغير، وأكثر سمات مرموط خنزير الأرض تميزًا هي القواطع الحادة الأربعة الطويلة، كما أنّ لديهم اثنان في أعلى أفواههم واثنان في الأسفل، وفي حين أنّ العديد من حيوانات الغرير لها أسنان صفراء فإنّ قواطع مرموط خنزير الأرض تكون بيضاء عادة.

موطن مرموط خنزير الأرض

في حين أنّ معظم حيوانات الغرير تعيش في مناطق صخرية وجبلية إلّا أنّ مرموط خنزير الأرض يفضل العيش في مناطق الغابات وسهول الأراضي المنخفضة، كما يعيشون في الحقول والمراعي والمساحات المزروعة والحدائق والأسيجة، وفي هذه الموائل يعتبرون مهندسي الموائل الرئيسيين على غرار الطريقة التي يعتبر بها القنادس مهندسي الموائل الحرجة في البرك، وتساعد مرموط خنزير الأرض في الحفاظ على ظروف التربة الصحية في تربة الغابات بسبب نشاط الحفر المستمر.

كما إنّهم يختبئون هذه القوارض ويبنون منازل واسعة تحت الأرض تُعرف باسم الجحور، حيث يخبئون الطعام ويختبئون من الحيوانات المفترسة ويربون صغارهم، ويمكن أن تنمو هذه المستوطنات المعقدة بشكل كبير جدًا، وتم قياس طول بعض الجحور على ارتفاع 66 قدمًا.

حمية مرموط خنزير الأرض

مرموط خنزير الأرض من الحيوانات آكلة اللحوم ولكن نظامهم الغذائي نباتي في الغالب، ويأكلون في المقام الأول الأعشاب والنباتات والزهور والفواكه ولحاء الأشجار والخضروات، وتشمل بعض الأطعمة المفضلة لجرذ الأرض الهندباء وحميض الأغنام والحوذان والتوت والبرسيم، وفي بعض الأحيان قد يأكلون اليرقات والجنادب والقواقع، وهم أكلة القلبية، حيث يأكلون بكثرة خلال الربيع والصيف والخريف، ويفعلون ذلك لبناء احتياطيات من الدهون تجعلهم يمرون بثلاثة أشهر من السبات، وفي الشتاء يذهبون إلى جحورهم ويبقون في سبات.

مرموط خنزير الأرض بين المفترسات والتهديدات

مرموط خنزير الأرض هو طعام فريسة للحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة بما في ذلك الذئاب والغرير والقطط والثعالب، وقد تأكل الطيور الجارحة والحيوانات الصغيرة في بعض الأحيان صغارها، ولديهم طرق لحماية أنفسهم، فأسنانهم ومخالبهم حادة جدًا ولن يترددوا في القتال عند التهديد، ويعد الانسحاب إلى جحورها أيضًا استراتيجية وقائية جيدة لأنّ معظم الحيوانات لن تتبعهم تحت الأرض.

ويعد البشر هم تهديد آخر، ويمكن لهؤلاء الأكل النهم أن يأكلوا طريقهم عبر حديقة الفناء الخلفي أو مزرعة صغيرة في وقت قصير، ويحاول البستانيون والمزارعون بانتظام منعهم من التهام محاصيلهم، وهم أيضًا هدف رئيسي للصيد القانوني لفرائهم ولحومهم، وكثير من الناس يعتبرونها آفات ولكن رجلًا واحدًا قرر التوقف عن محاربة الطبيعة والرد بطريقة مختلفة تمامًا.

تكاثر مرموط خنزير الأرض والصغار

في فبراير يخرج ذكر من سباته ويذهب للبحث عن أنثى، ويدخل جحر الأنثى ويتزوج معها، وبعد فترة حمل تبلغ حوالي 32 يومًا تلد الأنثى من اثنين إلى ستة أطفال يُعرفون باسم الجراء، حيث تولد الجراء عمياء وبلا شعر وتطعمهم الأم في الأسابيع الستة الأولى، وفي عمر ثلاثة أشهر يمكنهم العلف والأكل بمفردهم، وبعد حوالي عام يغادر معظم الجراء لبناء جحورهم، فمرموط خنزير الأرض أو جرذ الأرض ليسوا أحاديي الزواج ولكنهم قد يقضون بعض الوقت معًا كمجموعات عائلية عندما يبحثون عن الطعام.

يخرج الذكور من السبات في وقت أبكر من الإناث من أجل إنشاء مناطق وتسلسل هرمي للسيطرة والبحث عن رفقاء، ويحتفظ الذكور الأكبر سنًا والأكثر هيمنة بمناطق بينما الذكور الأصغر سنا هم من البدو، وباستثناء موسم التزاوج فإنّ مرموط خنزير الأرض غير اجتماعي وخلال موسم التكاثر تقتصر التفاعلات بين الذكور والإناث على الجماع، والإناث أحادية الضرس ولا يحدث التزاوج إلا خلال فصل الربيع.

يحدث التكاثر بعد فترة وجيزة من الخروج من السبات في الربيع على الرغم من أنّ الوقت المحدد يختلف باختلاف خط العرض، وتلد إناث مرموط خنزير الأرض من 1 إلى 9 ذرية وتتراوح معظم المواليد بين 3 و 5 صغار، وتزن الجراء ما بين 26 و 27 جرامًا عند الولادة، ويستمر الحمل من 31 إلى 32 يومًا ويحدث الفطام حوالي 44 يومًا، وتصبح الجراء مستقلة بسرعة كبيرة وتترك الأم في عمر شهرين تقريبًا، وتصبح بعض مرموط خنزير الأرض ناضجة جنسياً في عمر سنة واحدة، ومع ذلك غالبًا ما يكون لديهم معدل حمل أقل من غيرهم، وعادة تصبح مرموط خنزير الأرض ناضجة جنسياً في سن الثانية، ويمكن أن يحدث التكاثر في الأفراد الأسرى على مدار السنة.

يعيش معظم مرموط خنزير الأرض حوالي ست سنوات في البرية، وفي الأسر يمكن أن يعيشوا حتى 14 عامًا، وتلد أنثى جرذ الأرض ما بين اثنين إلى ستة صغار، وهم موطنهم الولايات المتحدة وكندا، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 200 مليون.

الخصائص السلوكية لمرموط خنزير الأرض

مرموط خنزير الأرض حيوانات ذكية لها تفاعلات اجتماعية معقدة، كما إنّهم يشكلون روابط وثيقة مع صغارهم ويطلقون صافرة لتوصيل المعلومات حول التهديدات لبعضهم البعض، وعلى الرغم من حجمهم الضخم إلّا أنّهم عدائيون سريعون ومتسلقون جيدون وسباحون ممتازون، وتشير التقديرات إلى أنّها يمكن أن تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 10 ميل في الساعة تقريبًا، حيث تمنحهم هذه المهارات مزايا ضد مفترسيهم، ويكون مرموط خنزير الأرض في حالة تأهب دائم للتهديدات ومن الشائع رؤيتهم يقفون على أرجلهم الخلفية لمسح أراضيهم، وسيطلقون صافرة لبعضهم البعض عندما يشعرون بالتهديدات مما أدى إلى أحد أسمائهم الشائعة (whistlepig).

يسبون كل شتاء، وأثناء السبات تتباطأ أجسادهم إلى حد كبير، ويتباطأ أنفاسهم من 80 نبضة في الدقيقة إلى خمس ضربات في الدقيقة، وينخفض ​​معدل تنفسهم من 16 نفسًا في الدقيقة إلى اثنين في الدقيقة، وتنخفض درجة حرارة أجسامهم من 99 درجة فهرنهايت إلى 37 درجة مئوية، ويخرجون من جحورهم في أوائل فبراير، وإذا شعر مرموط خنزير الأرض الصغير الناشئ أنّ الشتاء قد انتهى حقًا فسوف يخرج من جحره، وإذا رأت أنّ الطقس لا يزال باردًا جدًا بحيث يتعذر عليه البحث عن الطعام فسوف يعود إلى جحره.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: