حيوان مها أبو حراب وصغارها

اقرأ في هذا المقال


حيوان مها أبو حراب (Scimitar-horned Oryx) وهو الظبي الأنيق والرشيق الذي قد يكون وراء أسطورة وحيد القرن، والمها ذو القرون السيف أو مها أبو حراب يتكيف بشكل كبير مع الحياة الصحراوية، ويسعى علماء الحفظ حاليًا لحمايته في البرية ويعملون على برامج إعادة التوطين في تونس وتشاد والنيجر، وحصل المها ذو القرون على اسمها من قرونها الطويلة النحيلة والمنحنية للخلف التي تشبه الشفرات المنحنية لسيوف السيف، وتم تدجين مها السيف من قبل المصريين القدماء وكانوا في كثير من الأحيان يربطون قرون المها ببعضها البعض حتى تنمو لتصبح قرنًا واحدًا، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الخبراء يعتقدون أنّ مها أبو حراب هو منشئ أسطورة وحيد القرن.

مظهر مها أبو حراب

يمتلك كل من الذكور والإناث معطفًا أبيض سميكًا من الفراء مع علامات بنية محمرّة على الوجه والرقبة، وتحت الفراء الأبيض جلدهم أسود، وهذا المزيج مثالي لمنع حروق الشمس والسخونة الزائدة لأنّ الفراء الأبيض يعكس الكثير من حرارة الصحراء ويحمي الجلد الأسود من حروق الشمس، وينمو مها أبو حراب من الذكور والإناث إلى ما يزيد قليلاً عن متر واحد أو 3.3 قدم، ويمكن أن يصل وزن الذكور إلى 210 كجم أو ما يقرب من 460 رطلاً، وكمرجع هذا هو ثقيل تقريبًا مثل خنزير كامل النمو، وتزن الإناث عادة 91-140 كيلوجرامًا أو حوالي 200-300 رطل وهو ما يقرب من وزن دب الباندا.

من الأنف إلى الذيل يمكن للمها متوسط ​​القرون ذات القرون أن يقيس ما بين 140-240 سم أو حوالي 4.5 إلى 7.5 أقدام، وهذا يعني أنّ هذه الحيوانات يمكن أن تنمو لتصبح أطول من سرير بحجم كينغ، وغالبًا ما يكون الذكور أكبر من الإناث، ويمتلك مها أبو حراب حوافرًا كبيرة وواسعة تساعدها على التنقل بسهولة في رمال الصحراء، كما تحمي رموشها الكثيفة وجفونها السميكة أعينها من العواصف الرملية، وكما يوحي الاسم يمتلك كل من ذكور وإناث المها قرون طويلة ورفيعة تنحني للخلف، وفي الواقع هم النوع الوحيد من المها ذو القرون المنحنية، وهذه القرون ممزقة ومدببة بشكل حاد وتتكون من عظام قاسية مجوفة.

يمكن أن يصل طول قرونها إلى 1.2 متر أو حوالي 4 أقدام في الطول، ومن المهم ملاحظة أنّ قرونهم لا تنمو مرة أخرى في حالة كسرها أو تلفها، وعادةً ما تُستخدم القرون الطويلة المنحنية لهذا النوع للعب السجال بين الذكور ولكنها تُستخدم أيضًا كجزء من التودد.

موطن مها أبو حراب

لم يعد من الممكن العثور على مها أبو حراب في البرية ولكنها كانت تعيش في الصحراء ومناطق السهوب في شمال إفريقيا التي تضمنت النيجر وتشاد ومصر والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان، ويمكن العثور عليها في أغلب الأحيان بالقرب من حافة الصحراء الكبرى في غابات السافانا، بالإضافة إلى جعل الحياة الصحراوية أسهل، فإنّ مظهر مها أبو حراب هو أيضًا تمويه مثالي للاختباء من الحيوانات المفترسة في مناطق السافانا المتناثرة، ويمكن للمها أبو حراب أن يعيش بشكل مريح عند درجة حرارة داخلية تصل إلى 116 درجة فهرنهايت أو 47 درجة مئوية.

واحدة من الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام حول جسم مها أبو حراب هو قدرته على تحمل درجات الحرارة المرتفعة التي قد تكون قاتلة للثدييات الأخرى، كما إنّهم قادرون على تحمل درجة حرارة داخلية تصل إلى 116 درجة فهرنهايت أو 47 درجة مئوية، وهذا يعني أنّهم لا يتعرقون بنفس القدر مثل الثدييات الأخرى، كما إنّهم قادرون على تبديد الحرارة الزائدة من خلال ملاحقهم، كما أنّهم قادرون على خفض درجة حرارة أجسامهم الداخلية بشكل كبير في الليل عندما يكون الجو أكثر برودة، ويفضل مها أبو حراب العيش في قطعان كبيرة تصل إلى 40 فردًا وسوف تتجول وترعى عندما تكون في البرية.

حمية مها أبو حراب

يعتبر حيوان مها أبو حراب مغذيًا خشنًا وهذا يعني أنّ قطعان المها سوف تتجول وترعى الأوراق والأعشاب والعصارة والجذور والشجيرات والفاكهة والدرنات، وسيحصلون أيضًا على الكثير من مياههم من الفاكهة والدرنات والجذور العصيرية متى توفرت، ولقد تم تكييفهم بشكل مثير للاهتمام مع موائلهم الصحراوية، ويمتلك مها أبو حراب القدرة على اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.

كما يمكنها اكتشاف حتى التغيرات الطفيفة في الرطوبة المحيطة، لذلك فإنها كثيرًا ما تهاجر لمسافات طويلة للوصول إلى المياه ومناطق الرعي الأكثر خصوبة، وفي حالة عدم توفر مصدر مياه موثوق يمكن أن تمنع الكلى فقدان الماء أثناء التبول، فهذا المزيج من الصفات يعني أنّ هذا المها يمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 10 أشهر بدون ماء، حيث يمكن للمها أبو حراب أن تمر عدة أيام بدون ماء على غرار الجمال.

مها أبو حراب والتهديدات

عندما تم العثور عليها في البرية تم اصطياد حيوانات مها أبو حراب من قبل الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور وابن آوى والضباع، ومع ذلك فإنّ أكبر تهديد للمها أبو حراب كان ولا يزال هو الصيد البشري، ويعد الصيد غير المنضبط والحرب الإقليمية المستمرة من أكبر الأسباب التي أدت إلى تصنيف هذه الحيوانات على أنّها انقرضت في البرية منذ الثمانينيات، كما ساهم فقدان الموائل بسبب الرعي غير المقيد للحيوانات المنزلية والجفاف الشديد في وضعها المعرّض للخطر، وحاليًا يُصنف مها أبو حراب على أنّها منقرضة في البرية، وهناك جهود حفظ جارية وكانت هناك محاولات قليلة لإعادة قطعان صغيرة إلى مواقع حماية محددة، ولكن حتى الآن لم تكن هذه الجهود ناجحة بشكل خاص على المدى الطويل.

تكاثر مها أبو حراب والصغار

يصل ذكور وإناث مها أبو حراب إلى مرحلة النضج الجنسي في حوالي 18 شهرًا من العمر، وعادة ما يكون الذكور أكثر نشاطًا جنسيًا في أشهر الخريف وسوف يغازلون الإناث عن طريق دائرة التزاوج، وخلال هذه الطقوس يقف الذكر والأنثى بجانب بعضهما البعض في مواجهة اتجاهين متعاكسين وسوف يدوران حول بعضهما البعض حتى تسمح له الأنثى بركوبها من الخلف.

يمتد موسم ولادتهم من مارس إلى أكتوبر وعادة ما تلد الأنثى عجلًا واحدًا بعد فترة حمل مدتها ثمانية أشهر، وتزن العجول عادة حوالي 10 كيلوغرامات أو 22 رطلاً عند الولادة وهي ثقيلة مثل كلب ألماني كامل النمو، وعندما تكون على استعداد للولادة تترك الإناث الحوامل القطيع لمدة أسبوع وتعود إلى القطيع بعد ساعات من الولادة.

كما يمكن للعجول أن تمشي وترى بمفردها وتقوم بالرضاعة مع أمهاتها في الأشهر القليلة الأولى من حياتها، وسيشكلون أيضًا قطعانهم الخاصة التي تسمى الحضانات داخل القطيع الرئيسي، ومن غير المعروف كم من الوقت يمكن أن يعيش مها أبو حراب في البرية ولكن يمكن أن يعيش في أي مكان من 15 إلى 20 عامًا في الأسر.

اعتبارًا من عام 2016 يقدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الذي يشار إليه عمومًا باسم الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة(International Union for Conservation of Nature – IUCN) أنّ هناك أقل من 1800 سمكة من المها المتبقي، ويوجد حاليًا برنامج تكاثر عالمي مستمر لزيادة أعداد المها ذي القرون السيفية الموجودة في الأسر، ولا يعرف العلماء كم من الوقت يمكن أن يعيش مها أبو حراب في البرية ولكن المها الأقدم في الأسر مات عن عمر يناهز 21 عامًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016. ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: