سلوكيات فريدة لطائر الغراب تجاه الموت

اقرأ في هذا المقال


في كلّ يوم يقدّم لنا علماء سلوك الحيوان العديد من المعلومات المثيرة التي لم نكن لنتعرّف عليها دون الكثير من التحليل والمراقبة، ولعلّ عالم الطيور أكثرها غرابة ودهشة لما يوجد فيه من أصناف وأنواع وعادات تختلف باختلاف أماكن تواجد الطيور من ذات النوع، ولعلّ طائر الغراب واحد من تلك الطيور المثيرة للدهشة لما يملكه من حسّ عالٍ في كيفية التعامل مع الأحداث وفي حفظ الكثير من التفاصيل، فهل لموت الغربان ما يثير الدهشة، هذا ما سنقف عليه خلال هذا المقال.

كيف يموت طائر الغراب

لا يخفى علينا تلك العلاقة المليئة بالتشاؤم والحذر ما بين الإنسان والغراب، ولعلّ صوت الغراب ولونه الأسود وإصراره على تحقيق غاياته من الأسباب الرئيسية التي جعلت من طائر الغراب طائراً محطّ اهتمام العديد من علماء سلوك الحيوان، فالغراب على الرغم من أنّ شكله لا يعجبنا إلا أنه أكثر الطيور ذكاء وقدرة على التواصل ما بينه وبين أفراد جنسه بكلّ سهولة.

الغراب لا يعتبر من الحيوانات العشوائية التي تعيش حياتها بصورة مبعثرة دون أن يتم التعرّف على نظام اجتماعي يحكمها، فهي طيور يحمها العديد من الأنظمة والقوانين الصارمة والتي لا يجوز لأي من أفراد المجموعة الخروج عليها، وهذا الأمر يجعل من علاقة طائر الغراب بباقي أفراد المجموعة علاقة مبنية على الاحترام والثقة وضرورة دفاع كلّ منهما عن الآخر.

عندما يتعلّق الأمر بالموت فلا شيء يمكن للغربان أو غيرها أن تفعله لتوقف هذا الأمر، ولكن لعلّ الغراب أكثر الحيوانات قدرة على إظهار مشاعر الحزن على موت أحد أفراد المجموعة حتّى وإن لم يكن من أفراد الأسرة، فالغراب على الرغم من أنّه من الطيور التي ينظر إليها العديد منّا على أنها طيور مشؤومة إلا أنّها الأكثر ذكاء وقدرة على إخفاء جثّة موتاها وتوريتهم داخل التراب من خلال حفر قبر صغير يتم وضع جثّة الطائر الميّت فيه.

لا ينتهي الأمر عند هذا الحدّ فهناك العديد من المراسم المحزنة التي تثبت أنّ علاقة طائر الغراب مع بعضها البعض هي علاقة أكبر من علاقة طائر يمكن اتهامه بالعشوائية الفكرية، فالغربان تجتمع حول الغراب الميّت وتحاول أن تثبت لأقاربه بأنّ الأمر محزن وأنه جاهزون لتقديم التعزية وأي تضحية ممكنة في سبيل الدفاع عن المجموعة، إذ تقوم الغربان بمهاجمة العدو المحتمل الذي قد يكون السبب في موت أحدهم بصورة وحشية غير متوقعة محاولة قتله أو طرده من المكان.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: