طائر أبو قرن وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر أبو قرن (hornbill) فمع الرموش الطويلة والعيون الداكنة والمنقار المنحني الكبير بشكل هزلي تقريبًا، تحظى طيور البوقير أو طائر أبو قرن بالعديد من المعجبين حيث أنّ الرموش هي ريش معدلة.

مظهر طائر أبو قرن

تتراوح هذه الطيور من حجم الحمام إلى الطيور الكبيرة التي يبلغ طول جناحيها 6 أقدام (1.8 متر)، ومن الممكن بسهولة انتقاء طائر أبو قرن من طيور أخرى بواسطة جزء خاص من الجسم فوق منقارها يسمى برميل، وطيور أبو قرن لها ذيل طويل وأجنحة عريضة وريش أبيض وأسود أو بني أو رمادي، ويتناقض هذا مع العنق والوجه والمنقار والغلاف ذي الألوان الزاهية في العديد من أصناف طائر أبو قرن، وغالبًا ما يكون للإناث والذكور وجوه وعينان مختلفة الألوان، وأقرب أقاربهم هم صائدو الأسماك والبكرات وأكل النحل.

كما إنّ منقار وعلبة الطيور الصغيرة غير مكتملة النمو وغالبًا ما يكون للإناث غلاف أصغر بكثير من الذكور، وقد يكون هذا بسبب استخدام الذكور أيضًا للبرميل الخاص بهم لجذب زملائهم وإظهار صحتهم وقوتهم للذكور الآخرين، وحتى أنّ ذكور بعض أصناف طيور أبو قرن يتنافسون بضرب براعمهم معًا في منتصف الرحلة، ويختلف صندوق طائر أبو قرن ذو الخوذة من بورنيو عن جميع طيور أبو قرن الأخرى، حيث غلافه الكثيف الشبيه بالعاج يشكل حوالي 10 بالمائة من وزن جسم الطائر، ولسوء الحظ فقد جعل هذا الأمر جذابًا لبعض الأشخاص الذين يقتلون الطيور لاستخدام البراميل الثقيلة في المنحوتات الزخرفية.

تواصل وإدراك طائر أبو قرن

في معظم طيور أبو قرن يكون الصندوق عبارة عن هيكل مجوف أو إسفنجي مصنوع من الكيراتين، ويُعتقد أنّ هذا الهيكل يعمل كغرفة اهتزازية لجعل صوت طائر أبو قرن أعلى، وتتراوح المكالمات التي يصدرها الطائر من أصوات صرير عميق عندما يبدأ في البحث عن الطعام إلى براعم وأصابع قدم ومنفاخ وثرثرة، وطورت طيور أبو قرن بعض العلاقات الممتعة مع الحيوانات البرية الأخرى، حيث تعمل قرون طيور أبو قرن الشرقي ذو المنقار الأصفر مع النمس القزم لجمع الطعام، وتنتظر النمس وصول أبوقير قبل الانطلاق، وإذا وصلت طيور أبو قرن قبل أن يرتفع النمس وحواليه وتستدعي الطيور جحر النمس، ولكن لماذا؟

تستفيد طيور أبو قرن من أكل كل الحشرات التي يثيرها النمس العلف ويكتسب النمس عيونًا وآذانًا إضافية للبحث عن الخطر، كما أنّ أصغر طائر أبو قرن الذي يسمى طائر أبو قرن القزم أحمر المنقار والذي يتبع السناجب وأسراب النمل السائق لانتزاع الحشرات المضطربة، وحتى الأفيال في إفريقيا والدببة في آسيا تلعب دورًا في حياة طائر أبو قرن من خلال هدم أغصان الأشجار وإنشاء تجاويف مثالية لمواقع التعشيش.

موئل طائر أبو قرن

طائر أبو قرن وصغاره توجد في إفريقيا وجنوب شرق آسيا كما تعيش طيور أبو قرن في الغابات أو الغابات المطيرة أو السافانا اعتمادًا على الأنواع، ولكن بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه فإنّ طيور أبو قرن نهارية وغالبًا ما تشرق مع الشمس لتنظيفها والاتصال بجيرانها قبل التوجه لتناول الطعام، ويذهب البعض للبحث في أزواج أو مجموعات صغيرة بينما يتجمع البعض الآخر في قطعان قد يصل عددها إلى المئات، وبين الوجبات تتغذى الطيور على نفسها وبعضها البعض وتقوم ببعض حمامات الشمس، وتعتبر العناية بالمنقار مهمة أيضًا حيث تقوم الطيور بفرك منقارها وغلافها بشكل متكرر عبر فرع أو لحاء للحفاظ على نظافتها، وعندما ينتهي اليوم ويعودون إلى شجرتهم الأصلية للجلوس.

طائر أبو قرن والتهديدات

من المفيد أيضًا أنّ تجثم في مجموعات كبيرة والأمان في الأرقام، حيث غالبًا ما تجثم قرون طائر أبو قرن التي تعيش في الغابات على الفرع الخارجي الرقيق للشجرة كحماية من الحيوانات المفترسة المتسلقة أو على الأغصان الموجودة تحت مظلة الغابة للبقاء في مأمن من الهجمات الجوية، ويمكن أن تصبح أصناف أبوقير الأصغر فريسة للبوم أو النسور الكبيرة.

حمية طائر أبو قرن

معظم طيور أبو قرن من آكلات اللحوم وتأكل مزيجًا من الفاكهة والحشرات وغيرها من الحيوانات البرية الصغيرة، ويمكن للطيور استخدام طرف المنقار كإصبع لقطف الفاكهة من الأشجار أو الحيوانات من الأرض، وحواف المنقار محززة مثل منشار للإمساك والتمزق، وتميل قرون طائر أبو قرن الكبيرة إلى أكل الفاكهة في الغالب وتنتقل من شجرة إلى أخرى في أزواج أو قطعان كبيرة.

هناك نوعان فريدان من أنواع أبوقير لأنّها آكلة للحوم وتقضي معظم وقتها على الأرض وهما: طائر أبو قرن الأفريقي أو أبو قرن الشمالي وأبو قرن الأرض الجنوبية، حيث يقوم هؤلاء بدوريات في أراضي السافانا الخاصة بهم سيرًا على الأقدام في مجموعات تصل إلى اثني عشر فردًا، ويأكلون الفئران والقوارض الأخرى والضفادع وحتى الثعابين السامة، والتي يصطادونها باستخدام منقارهم الطويل كملاقط لإبعادهم عن الأذى، بينما تتغذى طيور أبو قرن في الحدائق مزيجًا من الفاكهة والبطاطا والقطط والكلاب المحلية والفئران والصراصير وديدان الوجبة، مع حصول الطيور الآكلة للحوم على عناصر اللحوم أكثر من الأنواع الأخرى.

تكاثر طائر أبو قرن والصغار

تتضمن سلوكيات التودد في طائر أبو قرن زوجًا محتملًا يتكلم مع بعضهما البعض ويلاحقان بعضهما البعض ويصفعان منقارهما معًا، ويجب على الذكر بناء الثقة مع الأنثى لذلك يظهر إخلاصه من خلال إحضار طعامها طوال العام، وولاءه أمر مهم، حيث سيتم حبسها في تجويف شجرة بالبيض والصيصان لبضعة أشهر، ويقضي الزوج عدة أيام في اختيار الشجرة المجوفة المناسبة لتتماشى مع الأوراق والعشب والريش، وبعد التكاثر تستخدم الأنثى الطعام المتقيأ والفضلات والطين الذي يجلبه لها رفيقها لإغلاق فتحة الشجرة المجوفة حتى يتبقى شق صغير فقط. هذا يخلق عشًا يكاد يكون مقاومًا للحيوانات المفترسة.

تضع أنثى طائر أبو قرن بيضها وتجلس عليها بينما يطير الذكر ذهابًا وإيابًا حاملاً لها طعامًا كاملاً أو متقيئ ويتغذى عليها من خلال الشق، وتحافظ الأنثى على نظافة العش عن طريق إلقاء جميع النفايات بالخارج من خلال الفتحة الصغيرة، وفي بعض الأصناف تقوم الأنثى بطرح معظم ريش جناحها وذيلها في هذا الوقت مما يجعلها غير قادرة على الطيران لعدة أسابيع، وفي حالات أخرى تكسر الأنثى الجوف عندما تكبر الكتاكيت نصفها، حيث تعيد الكتاكيت عزل نفسها في العش ويتم إطعامها من قبل كلا الوالدين حتى يصبحوا مستعدين للنمو.

تعتبر طيور البوقير الأرضية استثناء لهذا النمط من تربية الكتاكيت، كما إنّهم لا يغلقون مدخل عشهم وعادة ما يعششون في ثقوب في جذوع الأشجار الكبيرة أو جذوع النخيل ويستخدمون أيضًا جذوعًا مجوفة وثقوبًا على وجوه الصخور أو يحفرون ثقوبًا في بنوك الأرض، ويتناوب كل من الذكور والإناث في احتضان البيض ورعاية الكتاكيت.

يتم وضع بيض كتكوت طائر أبو قرن على حدة عدة أيام وتفقس الكتاكيت في أوقات مختلفة وتكون عارية ووردية اللون وأعينها مغلقة، وعادة ما يبقى الكتكوت الأكبر سناً على قيد الحياة، بينما يموت الأصغر (الصغار) من الجوع بحيث لا يمكنهم التنافس مع أشقائهم الأكبر والأكبر على الطعام، ويتناوب الوالدان على إطعام الفرخ، وينمو الطائر الصغير بعد أن يبلغ من العمر شهرين ولكنه يواصل البقاء مع الوالدين حيث يتعلم العثور على الطعام بمفرده، وبحلول أربعة أشهر يكون الشاب جاهزًا للمغادرة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: