طائر البجع وصغاره

اقرأ في هذا المقال


ببنيتها الممتلئة المميّزة ومناقيرها الفريدة وطيور البجع (Pelican) هي طيور كانت رمزًا للثقافة الشعبية منذ العصور الوسطى وظهرت هذه الحيوانات في الفن وعلى معاطف النبالة، وتشتهر هذه الطيور المائية بكميات هائلة من الأسماك التي تستهلكها وغالبًا ما تأكل ما يصل إلى أربعة أرطال في اليوم، وتتضمن إحدى الحقائق الأقل شهرة حول طائر البجع الارتفاعات العالية التي يمكنه الطيران عليها، ويمكن أن يحتوي كيس المنقار على ما يصل إلى ثلاثة جالونات من الماء، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف ما يمكن أن تحمله معدة هذا الحيوان.

مظهر البجع

يمكن التعرف على البجع بسهولة من خلال جسدها الكبير الذي يجلس على أرجل قصيرة وطويلة جناحيها، وتتميز هذه الطيور أيضًا بأقدامها المكشوفة ورقابها الطويلة وعلى الأخص منقارها الفريد والجراب الكبير المصاحب لها، وذيولها قصيرة ومربعة بينما أجنحتها طويلة وعريضة مما يجعلها مناسبة للانزلاق على التيارات الهوائية، ومعظمها ذات ريش فاتح اللون باستثناء البجع البني والبجع البيروفي والأخير له ريش لامع، وتصبح كل هذه الطيور ذات ألوان زاهية حول مناقيرها وأكياسها وجلد وجهها خلال موسم التكاثر، ويطور معظمهم أيضًا مقبضًا على الجزء العلوي من مناقيرهم والذي يسقط سنويًا عند انتهاء موسم التكاثر،

أكبر الأنواع هو البجع الدلماسي ويزن 22 إلى 26 رطلاً بينما الأصغر هو البجع البني بوزن ثمانية إلى عشرة أرطال فقط، وهذه الطيور لديها أكبر مناقير من أي طائر، وفي بعض الأنواع يمكن أن يصل طول المنقار إلى 18 بوصة، وتعد الحقيبة الكبيرة التي تسمى الجولار تحت المنقار هي الميزة الأكثر تميزًا في البجع، وتستخدم هذه الطيور تشريحها الفريد في المقام الأول لجمع الأسماك ثم تصريف المياه التي تأتي مع صيدها.

ولكن بعض الطيور تستخدم أيضًا كيس المنقار الخاص بها كطريقة لتبريد نفسها عن طريق تأرجحها ذهابًا وإيابًا في الأيام الدافئة، ويحتوي الجزء العلوي من المنقار أيضًا على خطاف لأسفل وتستخدمه هذه الطيور أيضًا لصيد الأسماك، ويمتلك ذكور البجع الأسترالي أطول منقار من أي نوع ويبلغ طولها 1.6 قدم.

موطن البجع

تعيش هذه الطيور في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وعادة ما تكون في مناخات دافئة بالقرب من المياه الساحلية أو الداخلية مثل البحيرات والأنهار، وعلى الرغم من أنّ مداها يمكن أن يمتد إلى أنواع مناخية معتدلة مع مواسم محددة، كما إنّهم يحبون التجمع في الجزر كلما أمكن ذلك، أمّا البجع الدلماسي موطنه الأصلي أجزاء من أوروبا الشرقية حول البحر الأبيض المتوسط ​​وبعض أجزاء غرب آسيا.

حمية البجع

هذه الطيور من الحيوانات آكلة اللحوم وتتغذى على نظام غذائي من الأسماك في المقام الأول، ومفضلاتهم هي الكارب واللمعان والبوري والبني على الرغم من أنّ الأسماك المفضلة تختلف باختلاف الأنواع، وسوف يأكلون أيضًا البرمائيات والقشريات والحشرات والطيور الأخرى وحتى الثدييات الصغيرة، ويأكلون في مجموعات أو بمفردهم، وعلى الرغم من أنّ البجع الدلماسي والوردي الظهر يفضلون تناول الطعام بمفردهم، ويرصد البجع البني والبيروفي فريسته على ارتفاعات كبيرة ثم يغوص في الماء لاستعادة ما يصطاده.

البجع والتهديدات

بسبب حجمها الكبير فإنّ هذه الطيور لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة، ويمكن عد الكلاب البرية والقيوط بين الحيوانات المفترسة جنبًا إلى جنب مع القطط، ومع ذلك فإنّ أكبر تهديد لوجودهم يأتي من البشر، وتسبب استخدام المبيد الحشري (DDT) في القرن العشرين في ترقق قشر البيض مما أدى إلى القضاء على البجع البني تقريبًا.

ومع انتقال المزيد من الناس إلى المناطق الساحلية تطفلت التنمية على مناطق تعشيش البجع، وبعد حظر مادة الـ (DDT) في عام 1972 انتعش سكان البجع البني، ولم تعد تعتبر مهددة بالانقراض ولكن تم إدراجها على أنها معرضة للخطر، ويواجه البجع الدلماسي أيضًا تهديدات بشرية لأنّ موطنه في الأراضي الرطبة آخذ في الانكماش، وساعدت جهود الحفظ الأخيرة على استقرار أعدادهم.

أصبحت العديد من الأنواع المختلفة في المناطق المكتظة بالسكان تعتمد على إطعامها مما يشجعها على التوقف عن الصيد، كما إنّ طيور البجع التي تتوسل الطعام من البشر لا تحصل على العناصر الغذائية المناسبة وتتعرض لخطر الإصابة بالأمراض، ويميل البعض الآخر إلى الصيد في المناطق التي يلقي فيها الصيادون التجاريون بشباكهم وخطاطيفهم، وتتشابك الطيور فيها ولا يقوم بعض الصيادين إلّا بقطعها بحرية وعدم إزالة الشباك أو الخطاف مما يعرض حياة الطيور للخطر، كما تهدد انسكاب الزيوت وتلوث المياه والمقالب الكيميائية طيور البجع.

تكاثر البجع والصغار

هذه الطيور أحادية الزواج لموسم واحد، ويستخدم الذكور أساليب مختلفة لجذب الإناث عند التزاوج، وتتزاوج بعض أنواع البجع موسمياً فقط بينما يمكن لبعض أنواع البجع أن تتزاوج طوال العام، ويغير الذكور في بعض الأنواع لون جرابهم وريش عنقهم أثناء المغازلة لجذب الإناث، ويشارك كلا الجنسين في بناء أعشاش تتكون عادة من ريش وأوراق وعصي، والأنواع التي تعشش على الأرض لها طقوس مغازلة معقدة تتكون من عدة ذكور تطارد أنثى واحدة، وتتمتع الأنواع التي تعيش في أعشاش الأشجار بمغازلة أكثر بساطة حيث يعلن الذكور عن الإناث.

يحدث الجماع في العش قبل وضع البيض بثلاثة إلى عشرة أيام، وكل من الذكور والإناث مسئولون عن بناء الأعشاش باستخدام الريش والأوراق والعصي، ويمكن للإناث أن تضع في أي مكان من بيضة واحدة إلى ست بيضات اعتمادًا على الأنواع والتي تستغرق من 30 إلى 36 يومًا للاحتضان.

يحضن كلا الوالدين البيض بالوقوف فوقه، ويفقس البيض بالترتيب وعادة ما يكون الفرخ الأول هو الأكبر، وتكون فراخ الفقس عارية وردية اللون وفي النهاية تتحول إلى اللون الأسود الكبير أو الأسود في غضون 14 يومًا يليها غطاء من الأبيض أو الرمادي إلى أسفل، والبجع غير الناضج له ريش أغمق من ريش والديهم، ويتغذى صغار البجع عن طريق لصق مناقيرهم في المريء عند والديهم لاستعادة الأسماك المتقيئة.

يعتمد البالغون على العروض المرئية باستخدام أجنحتهم ومناقيرهم للتواصل، ولكن من بين الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام أنّ الكتاكيت تكون صاخبة بشكل عام قبل أن تغادر العش، فهم يصدرون أصواتًا من خلال مناقير ضخمة للتعبير عن استيائهم، كما تصفق بعض الطيور مناقيرها أثناء النظر إلى الأعلى أو تثاءب وتنحني وتهز رؤوسها للدفاع عن أراضيها.

عندما يبلغ عمر الكتاكيت حوالي 25 يومًا تبدأ في التجمع في مجموعات من الطيور الصغيرة الأخرى، ويتعرف الآباء على أبنائهم ويطعمونهم فقط، ووبحلول شهرين يبدأون في الذهاب أبعد من ذلك والسباحة في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان يمارسون التغذية الجماعية، وبحلول 12 أسبوعًا يغادرون العش ويبقون أحيانًا مع والديهم ولكن نادرًا ما يتم إطعامهم من قبلهم، وتنضج البجع جنسياً في عمر ثلاث إلى أربع سنوات، ويبلغ عمر البجع من 10 إلى 30 عامًا في البرية حيث عاش أقدم حيوان بري مسجل من هذا الجنس حتى 43 عامًا.

تقدر جمعية أودوبون الوطنية عدد سكان العالم من البجع البني بحوالي 300000 بينما يبلغ عدد البجع البيروفي 350.000، ويتراوح عدد سكان طيور البجع من 10،000 إلى 13،900، ويعيش حوالي 100000 من طائر البجع الأبيض في أمريكا الشمالية في حين أنّ أوروبا هي موطن لما يصل إلى 10000 زوج متكاثر، وينتشر البجع الأسترالي على نطاق واسع حيث ينتشر ما يقدر بـ 300.000 إلى 500.000 طائر في جميع أنحاء القارة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني. أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: