طائر الطوقانية وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر الطوقان (toucan) هو أشهر طائر استوائي فهو رمز للمرح والذكاء تم استخدامه بنجاح كبير من قبل المعلنين وأصحاب الأعمال، وهناك عدة أنواع من الطيور في عائلة الطوقان بعضها يحمل أسماء مثل (aracari) أو (toucanet) ولكنهم جميعًا يمارسون هذا المنقار الكوميدي الكبير.

مظهر طائر الطوقانية

لماذا يمتلك الطوقان منقارًا يمكن أن يكون حجمه أربعة أضعاف حجم رأسه ويقارب طوله مثل باقي الجسم؟ يقول البعض أنّ المنقار الكبير وذو الألوان الزاهية يستخدم لجذب الأصدقاء المحتملين، ويقترح آخرون أنّه مفيد في إخافة الحيوانات المفترسة أو غيرها من الحيوانات البرية التي قد تنافس الطوقان على الطعام، ولا يزال البعض الآخر يعتقد أنّه تكيف يسمح للطوقان بالوصول إلى طريق الطعام في نهايات الفروع التي ليست قوية بما يكفي لعقد الطائر نفسه، ومن المعروف أنّ طيور الطوقانية يصل إلى عمق تجاويف الأشجار لانتزاع البيض من الطيور الأخرى أو للحفر بعمق في تجاويف التعشيش الخاصة بهم لإزالتها، وشوهدت أزواج تقذف الفاكهة لبعضها البعض في طقوس المغازلة.

بغض النظر عن الغرض الذي تقرره فإنّ منقار طائر الطوقانية هي أداة مفيدة للغاية، فمنقارهم الشهير خفيف ولكنه قوي البنية وهو مجوف باستثناء شبكة من الألياف العظمية التي تتقاطع عبر الجزء العلوي للحصول على القوة والدعم، كما إنّه مصنوع من الكيراتين وهو نفس الشيء الذي يصنع منه شعرنا وأظافرنا، وإنّ وجود مثل هذا المنقار خفيف الوزن يسمح للطوقان بالجلوس على أنحف الفروع للوصول إلى الفاكهة الأكثر نضجًا.

تواصل وإدراك طائر الطوقانية

تأتي كلمة طوقان من صوت الطائر، فغالبًا ما تشبه أغانيهم نعيق الضفادع، وتجمع طيور الطوقانية بين مكالماتها الصوتية واسعة النطاق مع أصوات التنصت والصعق من منقارها، ويصدر العديد من الطوقان أصوات نباح ونعيق وهدير ويصدر طائر الطوقان الجبلي أصوات نهيق مثل أصوات الحمار، وتتمتع الإناث عمومًا بصوت أعلى من صوت الذكور.

طائر الطوقانية مقابل نقار الخشب

على الرغم من أنّ الطوقان ونقار الخشب قد لا يبدو أنهما يشتركان في الكثير، إلّا أنّهما في نفس الترتيب التصنيفي (Piciformes) ولديهما الكثير من القواسم المشتركة، ومثل نقار الخشب والببغاوات التي يتشاركون الغابة معها فأنّ طائر الطوقان هو (zygodactylous)، مما يعني أنّ إصبعين يشيران إلى الأمام واثنان يشيران إلى الخلف، ويوفر تصميم القدم هذا القوة والثبات عند التحرك عبر الفروع الكثيفة أو جذوع الأشجار لأعلى ولأسفل أو داخل تجاويف الأشجار وخارجها.

لكل من الطوقان ونقار الخشب لسان طويل وضيق وشبيه بالريش، وتساعد الشعيرات على طول كل جانب من اللسان الطيور على التقاط الطعام وتذوقه قبل تحريكه إلى أسفل الحلق، بالإضافة إلى ذلك طائر الطوقانية ونقار الخشب لهما ريش ذيل قصير وصلب يسمى المستقيمات ويعشش في تجاويف الأشجار، وتميل كل من طائر الطوقانية ونقار الخشب إلى أن تكون في الغالب سوداء لامعة ولكنها مزينة بالبياض الزاهي والأصفر والبرتقالي والأحمر والأخضر اعتمادًا على الأنواع.

موطن طائر الطوقانية

يقضي طيور الطوقانية حياتهم في أعالي الغابات المطيرة في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، حيث نادرًا ما يقومون برحلات إلى أرض الغابة، ومنزل طائر الطوقانية هو عش في تجويف شجرة مجوف، وقد يبدو من الغريب أن يختار الطائر الذي لديه مثل هذا المنقار الكبير مساحة صغيرة مغلقة يعشش فيها، ولكن طائر الطوقانية لديه نهج مثير للاهتمام للراحة، وبمجرد أن يستقر طائر الطوقانية في زاويته المريحة يدير رأسه للخلف ويستقر منقاره على ظهره مطويًا تحت أحد الأجنحة، ثم يقلب ذيله بشكل مستقيم فوق رأسه.

طائر الطوقانية والنظام الغذائي

هم في المقام الأول من الحيوانات المقلية ويبدأون يومهم بشكل عام بزيارات الصباح الباكر لأشجار الفاكهة في منطقتهم قبل القيام برحلات أطول بحثًا عن مواقع فواكه جديدة، ومن المعروف أنّ طائر الطوقانية يصطاد الحشرات ويتغذى على ضفدع شجرة أو سحلية وحتى يصطاد السمك، كما يسرقون البيض من أعشاش الطيور الأخرى، ويحتوي المنقار الكبير على حواف مسننة تساعد الطائر على الإمساك بالجلد وإمساكه بأي شيء قد يأكله على الغداء، وبمجرد الحصول على بطن ممتلئة قد يتشاجر طائر الطوقانية مع بعضهم البعض بشكل هزلي بينما تهضم الفاكهة قبل العودة إلى شجرة جاثمهم في المنزل ليلاً.

يأكل الطوقان في الحدائق كحديقة حيوان سان دييغو الكريات المصنوعة من الببغاوات والفاكهة ومجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والصراصير، ويستخدم العنب والموز للتعزيز الإيجابي عند تعليم الطيور سلوكيات جديدة للرعاية الصحية أو الإثراء.

تكاثر طائر الطوقانية والصغار

طائر الطوقانية هو من الطيور الصاخبة والاجتماعية وتنتقل طيور الطوقانية في قطعان فضفاضة تصل إلى 22 فردًا، وعلى الرغم من أنّ معظم طائر الطوقانية يعيشون في مجموعات إلّا أنّه يُعتقد أنّهم أحادي الزواج على الأقل خلال موسم التكاثر وأثناء تربية الصغار، ويحدث التكاثر خلال فصل الربيع، ثم تضع الأنثى بيضة واحدة إلى خمس بيضات بيضاء لامعة في عمق تجويف شجرة حيث يحتضن كل من الذكر والأنثى البيض لمدة 15 إلى 18 يومًا.

تفقس الكتاكيت بأعين مغلقة وجلد عاري وتعتمد كليًا على والديها للبقاء على قيد الحياة، وببلوغهم ثلاثة أسابيع من العمر تنفتح عيونهم ويبدأ الريش في الظهور، ويبقون في العش لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع وينمون ويطورون المنقار الكبير الذي اشتهروا به قبل أن يفروا.

طائر الطوقانية والتهديدات

الحياة ليست كل الفاكهة واللعب من أجل الطوقان، حيث تشمل الحيوانات المفترسة التي يجب الانتباه لها نسور الغابات والصقور والبوم، حيث غالبًا ما تغزو البواء والجاغوار والهوامش أعشاش طائر الطوقانية، ومناقيرهم الهائلة غير مجدية في الدفاع ضد الحيوانات المفترسة وفي الواقع تجذب البشر للقبض عليهم من أجل تجارة الحيوانات الأليفة، ولحماية أنفسهم يعتمدون على أصواتهم العالية لتخويف الأعداء وتنبيه طائر الطوقانية الآخر إلى الخطر.، ويمكنهم أيضًا ضرب مناقيرهم ضد فرع في عرض دفاعي.

الحفاظ على طائر الطوقانية

أكبر تهديد لطائر الطوقانية في الوقت الحالي هو فقدان الموائل، ونظرًا لأنّه يتم قطع الغابات المطيرة لإفساح المجال للطرق والمزارع والمباني فإنّ كل الحياة البرية التي تعيش هناك تفقد منازلها، ويمتلك الطوقان الأصفر الحاجب نطاقًا صغيرًا جدًا في بيرو، واستولى مزارعو الكوكا على منزلها في الغابة مما جعل هذا طائر الطوقانية هو الوحيد الذي يتم إدراجه على أنّه معرض للخطر، ولكن العديد من الآخرين أصبحوا مهددين.

لا يزال يتم صيد طائر الطوقانية في أجزاء من أمريكا الوسطى ومنطقة الأمازون، وغالبًا ما يقلد الصيادون نداءات الطوقان لإغلاق الطيور، ويتم التقاط العديد من طائر الطوقانية لتجارة الحيوانات الأليفة أو لاستخدامها كجوائز محشوة للتعليق على الحائط.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: