طائر عقاب البحر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يرتفع طائر نسر البحر أو ما يسمى بطائر عقاب البحر (Sea Eagle) عالياً فوق المياه مع انتشار أجنحته المهيبة، وهو عبارة عن مجموعة من الطيور الجارحة الكبيرة التي تعيش بالقرب من البحار أو البحيرات وتتغذى في الغالب على الأسماك، وهناك 10 أنواع معترف بها بما في ذلك النسر ذو الذيل الأبيض المعروف (white-tailed eagle) والنسر الأصلع (bald eagle) ونسر البحر ستيلر (Steller’s sea eagle)، ونظرًا لحجمها الهائل وسرعاتها المذهلة في الغوص فهي من أكثر الطيور فرضًا في العالم بأسره وهي تعد من أكبر الطيور في العالم، وتعتبر نسور البحر رمزا للقوة والقوة عبر العديد من الثقافات البشرية المختلفة، وعلى سبيل المثال النسر الأصلع هو الرمز الوطني للولايات المتحدة.

موطن عقاب البحر

لا ينقل اسم نسر البحر حقًا النطاق الهائل من الموائل المختلفة في نطاقه الطبيعي، حيث يحب العيش على مسافة قصيرة من أي جسم كبير من المياه العذبة أو المياه المالحة بما في ذلك الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات، ويمكن العثور عليها في كل مكان تقريبًا في العالم باستثناء أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية، وعلى سبيل المثال يمكن العثور على النسر أبيض الذيل عبر أوراسيا من اسكتلندا إلى اليابان، ويطارد عقاب البحر لستيلر أطراف المحيط الهادئ في شمال آسيا بينما النسر الأصلع هو النوع الوحيد في أمريكا الشمالية.

غالبًا ما تُبنى أعشاش عقاب البحر على جثم مرتفع مثل منحدر أو شجرة أو نتوء صخري، كما إنّها مصنوعة من مجموعة من العصي والأغصان ثم تصطف بمواد نباتية مختلفة مثل الأعشاب البحرية أو الطحالب، وتشكل هذه الطيور بعضًا من أكبر أعشاش أي طائر في العالم لاستيعاب صغارها الكبيرة، ويهاجر السكان الشماليون جنوبًا لفصل الشتاء ولكن بعض الأنواع تبقى في مكانها طوال العام.

مظهر عقاب البحر

نسور البحر من أكبر الطيور في العالم حيث يصل طول بعض الأنواع إلى 3.3 أقدام وطول جناحيها ضعف ذلك تقريبًا، وتتميز بأرجل عارية ومناقير كبيرة مقوسة وريش متباين معتم وأبيض يغطي الجسم بالكامل، والمخالب خشنة وحادة بشكل خاص للإمساك بالفريسة، والسمة الأبرز تنقلها الأسماء أحيانًا، فالنسر الأصلع له جسم بني مبدع ورأس أبيض، ونسر البحر أبيض البطن يجمع بين رأس أبيض معدة بيضاء وأجنحة سوداء، والنسر أبيض الذيل له ريش داكن بشكل موحد باستثناء ريش الذيل الأبيض واللمعان الباهتة في جميع أنحاء الجسم.

النسر ضخم حيث له رأس كبير ومنقار برتقالي ضخم يتناسبان، والبالغ ملفت للنظر حتى من مسافة بعيدة فلونه بني غني بشكل عام مع ذيل أبيض وبطن وبقع كتف، واليافع والطائر أغمق ولكنه عادة ما يكتسب ذيلًا أبيض على شكل إسفين في السنة الثانية، ويمكن الخلط بين الطيور الأصغر سنًا والنسر ذي الذيل الأبيض الصغير، ولكن ستيلر يتميز بمنقار أكبر وذيل إسفين الشكل وشكل جناح فريد وضيق عند الطرف ومنتفخ في المنتصف ثم يضيق بالقرب من الجسم، ويقطف الأسماك من البحار الجليدية ويتبع قوارب الصيد بحثًا عن الخردة، وغالبًا ما يرتبط بالنسور ذات الذيل الأبيض حيث توجد الفرائس بكثرة.

حمية عقاب البحر

عقاب البحر طائر لاحم ويتغذى حصريا على اللحوم، وكما يوحي الاسم فإنّ النظام الغذائي لعقاب البحر يتكون في الغالب من الأسماك، ويُستكمل هذا أحيانًا بالقوارض والأرانب والطيور والحيوانات البرية الصغيرة الأخرى، ومع ذلك من الأفضل وصفهم بأنّهم حيوانات مفترسة انتهازية مما يعني أنّهم سيأكلون أي شيء يعثرون عليه تقريبًا، وفي اسكتلندا على سبيل المثال يبدو أنّ نظامهم الغذائي يتكون بشكل كبير من الطيور والنوارس.

عقاب البحر أبيض البطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ سوف يأكل السلاحف وثعابين البحر وحتى طيور البطريق، وبمجرد أن يكتشف النسر الفريسة المحتملة سوف يلتف بجناحيه ويجمع سرعة استثنائية في غوصه إلى أسفل ويخطفه مع المخالب، ويسمح المنقار الحاد له بتمزيق اللحم بسهولة، وتنقب نسور البحر أحيانًا في القمامة أو تأكل الجيف المتخلف.

عقاب البحر والتهديدات

على مر القرون واجه عقاب البحر العديد من التهديدات من فقدان الموائل والصيد الجائر وحتى التلوث، وكان إدخال مبيد الآفات (DDT) الذي جعل الطيور عقيمة ويضعف قشر البيض مسؤولاً عن الانقراض الوشيك للنسر الأصلع، كما أدى الحظر المفروض على مادة (DDT) والجهود التي يبذلها دعاة الحفاظ على البيئة إلى انتعاش كبير في الأعداد، ويتم تصنيف معظم الأنواع الآن على أنّها أقل قلق ولكن القليل منها لا يزال في خطر جسيم.

كما قد ساهم البشر بشكل كبير في تدهور نسر أسماك بالاس المهددة بالانقراض في آسيا، في حين أنّ نسر سمكة مدغشقر مهدد بالانقراض وهو على وشك الانقراض التام، وعقاب البحر البالغ لديه عدد قليل جدًا من الحيوانات المفترسة في البرية، ومع ذلك فإنّ البيض والطيور الصغيرة يفترسها أحيانًا حيوانات الراكون والصيادون والقطط والدببة وحتى الطيور الجارحة الأخرى.

تكاثر عقاب البحر والصغار

الاسم العلمي لعقاب البحر أو نسر البحر هو (Haliaeetus)، وهذا مشتق من المصطلح اليوناني القديم لنوع من الطيور أو النسر، وبسبب الصعوبة المرتبطة بتربية الحضنة المتتالية فإنّ العديد من أنواع عقاب البحر تشكل روابط زوجية دائمة، ويرعون معًا العش ويقومون بالكثير من الصيد، ويحدث التكاثر عادة في النصف الأول من العام وينتج بيضة واحدة أو بيضتين (نادرًا ثلاث بيضات) في المرة الواحدة، وغالبًا ما ينتقل الزوج بين مهام الحضانة والإشراف والصيد.

يقوم الآباء بإنشاء أعشاش كبيرة بشكل خاص لأنّ الطيور الصغيرة ستنمو إلى حجمها الكامل تقريبًا قبل أن تصبح مستقلة، والنسور الصلعاء لديها واحد من أسرع معدلات النمو من أي طائر في أمريكا الشمالية، وستقضي الطيور الصغيرة الكثير من مراحلها اليافعة في تعلم كيفية الطيران واختبار قوتها أثناء اللعب، وبعد مغادرة العش لا يزال الأمر يستغرق أربع أو خمس سنوات للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي الكامل.

كما يتمتع عقاب البحر بعمر نموذجي يبلغ حوالي 20 عامًا في البرية، ولكن في الظروف المناسبة من المعروف أنّه يعيش لفترة أطول وكان عمر النسر الأصلع القياسي 38 عامًا، وتقوم نسور البحر أحيانًا بمضايقة الطيور الصغيرة للحصول على طعامها بدلاً من إنفاق الطاقة على الصيد، ومن المعروف أنّ هذه الطيور تصطاد وتلعب بشكل تعاوني مع بعضها البعض.

انخفض عدد عقاب البحر بشكل عام في جميع أنحاء اللوح، وتشير التقديرات إلى أنّه قد يكون هناك ما يصل إلى 50000 نسر أبيض الذيل لا يزالون على قيد الحياة اليوم، مع وجود مجموعات صغيرة ولكنها مستقرة أعيد إدخالها في مواقع نائية مثل اسكتلندا وجرينلاند، وقد يصل عدد نسور الأسماك الأفريقية إلى 300000، والنسر الأصلع أحد أعظم قصص نجاح الحفظ ولديه أيضًا حوالي 300000 فرد باقٍ ارتفاعًا من 417 زوجًا معروفًا فقط في عام 1963 وبين 10000 و 100000، وعلى الطرف الآخر من الطيف قد يكون نسر سمكة مدغشقر الذي لم يتبق منه سوى بضع مئات أحد أندر الطيور في العالم.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: