هل تبكي التماسيح

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من قوّة التماسيح وقدرتها الكبيرة على قتل والتهام أكثر الحيوانات قوّة، إلا أنّها تمتاز بالعديد من السلوكيات الفريدة التي تجعل منها أكثر الحيوانات غرابة، فالتماسيح تبتلع الحجارة ولا تقوم بقضم طعامها أو تقطيعه قبل ابتلاعه، وهي تمضي أوقات طويلة دون أن تحصل على أي طعام، ولكن هل بالفعل تبكي التماسيح، وإن كانت تبكي فما هو سبب البكاء، هل هو الحزن أم الخوف أم أمراً آخر؟

سبب بكاء التماسيح

تعتبر التماسيح من أكبر الزواحف التي تعيش على الأرض، فهي حيوانات قوية تمتاز بالقوّة والسرعة والبنية الجسدية الرائعة التي تساعدها على الصيد والتعايش مع طبيعة المكان الذي تتواجد فيه، فالتماسيح تعيش في المناطق التي تتواجد فيها التجمعات المائية المالحة منها والعذبة، ولعلّ التماسيح كغيرها من الحيوانات تحتاج إلى إخراج الأملاح الزائدة من أجسادها.

في طبيعة الحال تمتلك العديد من الحيوانات على غدد تساعدها في إفراز العرق وبالتالي التخلّص من الأملاح الزائدة في أجسدها، وهذا الأمر غير متوفّر في جسد التمساح، فهي تمتلك أجساداً صلبة لا تسمح لها بإخراج الأملاح الزائدة من أجسادها، ولكنّ أجسادها الضخمة تحتوي على غدد بجانب العيون تعمل على إفراز مادة سائلة تشبه الدموع.

هذه المادة وإن كانت تشبه الدموع في شكلها إلا أنّه لا علاقة لها في حزن التمساح على فريسته أو خوفه من أمر ما، ولا تعتبر إشارة على أنّ هذه الدموع هي دموع فرح، فكلّ ما في الأمر أنّ هذه الدموع هي طريقة يمكن للتمساح من خلالها التخلّص من الأملاح الزائدة عن طريق المنطقة المجاورة لجفن العين والتي تظهر على شكل دموع.

تعتبر الزواحف بصورة عامة والتماسيح بصورة خاصة وتلك التي تتعايش في التجمعات المائية المالحة من الحيوانات التي تحتاج إلى طريقة للتخلّص من الأملاح الزائدة في أجسادها خوفاً من التسمّم، فهي عندما تحصل على طعامها تبتلع الكثير من المياه المالح الذي لا بدّ من التخلّص منه للاستمرار في حياة طبيعية، ويمكن لنا أن نرى هذه الدموع في عيون الكثير من الزواحف الأخرى، ولعلّها تبدو أكثر وضوحاً لدى التماسيح كونها الأكثر شهرة ومتابعة من قبل علماء سلوك الحيوان.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: