ما هي الأحزاب السياسية؟

اقرأ في هذا المقال


تَختلف الأَحزاب السياسيّة في كُل بلدٍ مِن بلدان العَالم الحديث، ولا تَنحصر مَفهوم الأَحزاب السياسيّة الحديثة في التّعريف الأكاديميّ ولكن يَشمل كلّاً مِن الرؤية والمنظور وَالهدف لِكلِّ الأَحزاب بشكلٍ عام والغاية والهدف من إنشائِها في الأَساس.

مفهوم الحزب السياسي:

هناك أَكثر من تعريف لِلحزب السياسيّ بحسب الدّراسات الأكاديميّة في العلوم السّياسيّة وَمنها أنَّ الحزب السياسي هو عبارة عن تنظيم قانونيّ يسعى لِلوصول إلى رأسِ السلطة الحاكمة في الأنظِمة الديمقراطية وَممارسة الحُكم وفق البرنامج الحزبي السياسي وَالاجتماعي وَالاقتصادي، وَمنها أنَّ الحزب السياسيّ يعتبر تنظيماً ديمقراطياً يُمارس العملية الديمقراطية داخل الحزب بانتخاب أعضائِه لِتولَّي المناصب القيادية في الحزب وَوضع الرؤية وَالأهداف الإستراتيجية وخارج الحزب عن طريق المشاركة في الانتخابات بمستوياتها المختلفة سواء المحلية أم البرلمانية أم الرئاسية، وَيربط الحزب السياسيّ بِصفة عامة بين مَجموعة المواطنين الذين يَتبنُّون رؤية سياسيّة واحدة وهي رؤية الحِزب، وبين نِظام الحُكم وَأدوات الدولة المُختلفة.

نشأَة وعمل الأحزاب السياسية:

لا تَكفل جميع الدول إِنشاء أَحزاب سياسيّة وفق أنظِمة الحُكم وَالدساتير المتَّبعة بها، بينما تَكفل بعض الدول حُرية إِقامة الأَحزاب، ولكن مع عَدم توفير المناخ المناسِب لِلعمل الحزبيّ وَتحتاج الأَحزاب السياسيّة لِلعمل على أرضِ الواقع وَتحقيق الشكل الديمقراطيّ التمثيلي مجموعة من العَوامل وَمن أَهمها: تَوفير حُرّية التنظيم وَالتجمع وَإِبداء الرأي بالأَشكال السلميّة المختلفة عن طريق الوسائط القانونيّة، وَضمان مبدأ التَّعددية الحزبيّة الذي يعني إِمكانية إِِقامة أكثر من حزب بِتوجهات فكريّة مختلفة مع غياب تمييز الدولة وَعدم تدخلها لِصالح أحد الأَحزاب دون الآخر.

دور الأحزاب السياسية:

بما أَنَّ الحزب السياسيّ يعمل في الأَساس كَوسيط بين أَفراد الشعب وَنظام الحُكم في الأَنظمة الديمقراطية بِأنواعها، فإنَّ الأَحزاب المُختلفة يكون لها أَدوار رئيسية وَمهمة في ذلك الشكل مِن أَشكال الحكم ومن أهمُها صياغة احتياجات وَمطالب وَمشاكل المواطنين، وَطرح مقترحات لِحلّها وَتقديمها إلى الجهات الحكومية المُختلفة بصورة قانونيّة، والعمل على تنظيم نشاطات تَوعية وتثقيف للناخبين حَول النظام السياسي والانتخابات وَالدعاية لِرؤية الحزب لتقدُّم وتطوُّر الدولة، كذلك تَقوم الأحزاب على نشرِ الدعاية بين المواطنين لِأفكارها ومنظورها والعمل على ترشيح ممثليها في الانتخابات.

أنواع الأحزاب السياسية:

هُناك فارق كبير وجوهريّ بين أَنواع الأَحزاب وَتصنيف النظم الحزبيّة فَالأول تصنيف لِلحزب نفسه مِن الداخل، أَمَّا تصنيف النظم الحزبيّة فهو أَمر يَهدف إِلى وصف شكل الِنظام الحزبيّ القائِم في الدولة، وَلتصنيف الأَحزاب بشكل عام يمكننا القول أنَّ هناك ثلاثة أَنواع من الأَحزاب:

  • الأَحزاب الإأيديولوجية أو أَحزاب البرامِج: وهي الأَحزاب التي تتمسَّك بِمبادئ أو أيديولوجيات وَأفكار مميزة ومحدَّدة، وَيعدُّ التَمسك بِها وما ينتج عنها مِن برامج من أهم الشروط لِعضوية الحزب ومن أمثلة أحزاب البرامج: الأَحزاب الاشتراكية وَالشيوعية والدّينيّة، إلَّا أنَّ منذ مُنتصف القرن الماضي أَصبحت هناك مرونة وسهولة في التعامل مع الأيديولوجية، فهناك أَحزاب برامج أيديولوجية وَأحزاب برامج سياسات عامة، وتعدُّ هذه الأخيرة هي الأحزاب السياسية البراغماتية.
  • أَحزاب الأَشخاص: تعدُّ مِن مُسمَّاها وترتبط بشخص أَو زعيم فَالزعيم هُو الذي ينشئ الحِزب وَيقوده ويحدّد مساره وَيغيّر مجرى هذا المسار دون الخوف والخشية مِن نَقص ولاء بعض الأَعضاء له، وهذا الانتماء لِلزعيم مردّه لِقدرته الكاريزميّة أَو الطابع القبليّ أو الطبقيّ الذي يُمثله الزعيم، وَتظهر تلك الأحزاب في بعض بُلدان الشرقِ الأوسط وأَميركا اللاتينيّة حيث انتشار البيئة القبلية وَتدنّي مستوى التعليم.
  • الأَحزاب البراغماتيّة: ويتّسم هذا النوع مِن الأَحزاب بِوجود تنظيم حزبيّ لهُ وبرنامج يتَّصف بِالمرونة مع مُتغيرات الواقع بمعنى إِمكانية تغيير هذا البرنامِج أَو تغيير الخط العام لِلحزب وفقاً لتطوُّر الظروف وتتضمَّن أحزاب المصالِح والأقليات.

وظائف الأحزاب السياسية:

تَعمل الأحزاب السياسيّة في محيط مُعقَّد مُتشابك بِعناصر شخصيّة وَمصالح مُتعدّدة لِلجماعة التي لديها العضوية في تِلك الأحزاب والتي تسعى لِحماية تلك المصالح عَن طريق الوصول إلى السلطة كما تقوم الأَحزاب السياسيّة بِوظائف مهمة وَمتعدّدة و من أَهم هذه الوظائف:

  • الوظيفة السياسيّة وإِثبات فاعليتِها يتوقَّف على قُدرة الحزب الفنية في التَأثير على جماهيرِ الشعب والتأثر به، وَمدى علاقته بِالمؤسَّسات السياسيّة الأخرى في النظام السياسيّ.
  • تَمكين الجماعات وَالأَفراد من التعبير عن معتَقداتهم ورغباتهم.
  • المُوازنة بين المُتطلبات وَالتطلعات المتناقِضة وَيتمّ تحويلها إِلى سياساتٍ عامَّة.
  • تَحقيق الوحدة القوميّة من خلال تقوية الروابِط بين الناخِبين والجهاز السياسيّ.
  • القِيام بِنشاطات اجتماعية وَالعمل على تثقيف الناخبين وَالمواطنين بشكلٍ عام حول النظام السياسيّ والانتخابي وَتشكيل القيم السياسيّة العامة.
  • إِيجاد قنوات لِنقل الرأيّ العام مِن المواطنين إِلى الحُكومة.
  • استقطاب وَتَأهيل المُرشحين لِلمناصب التمثيليّة.
  • تَعمل بِدور الرقابة الفعليّ عَلى أَعمال الحُكومة مِمَّا يجعلها مَسؤولة أَمام الشعب.
  • صِياغة وَتجميع الاحتياجات والتحديات التي يُعبّر عنها أعضاؤها وَالمتعاطِفين معهم.
  • تَفعيل وَتحريك المُواطنين لِلمشاركة في القَرارات السياسيّة وَتحويل آرائهم إِلى خيارات سياسيّة واقعية.
  • عَرض وَتقديم المَعلومات الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة لِعامَّة الشَّعب.

المصدر: الأحزاب السياسية، موريس ديفرجيهالأحزاب السياسية في العالم الثالث، د.أسامة الغزالي حربالأحزاب السياسية والتحول الديمقراطي، د.بلقيس أحمد منصور


شارك المقالة: