تأثيرات توربينات الرياح

اقرأ في هذا المقال


تعد طاقة الرياح مصدراً متجدداً للطاقة، وتوفر حلاً صديقاً للاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري، وعلى الرغم من أن طاقة الرياح لا يتم استخدامها في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع وكبير، إلا أنها لا تزال موجود في معظم دول العالم، حيث أن طاقة الرياح تمثل حالياً حوالي 10٪ من الإمداد بالكهرباء في الدول التي تعتمد عليها.

ما هي توربينات الرياح؟

هي عبارة عن هياكل ضخمة يتم وضعها بشكل استراتيجي في أماكن عاصفة على الدوام لمنحها أفضل فرصة لتوليد أكبر قدر من الطاقة، ويوجد هناك نوعان أساسيان من توربينات الرياح وهم: توربينات الرياح ذات المحور الرأسي وتوربينات الرياح ذات المحور الأفقي، كما تعتبر توربينات الرياح بإنها من مصادر الطاقة النظيفة التي نمت بالفعل في جميع أنحاء العالم.

تأثيرات توربينات الرياح:

بشكل عام تم تسخير طاقة الرياح كمصدر للطاقة حول العالم لعقود، وأن الاعتماد على هذا النوع من الطاقة آخذ في الازدياد، ففي عام 1996 بلغت القدرة التراكمية المركبة لطاقة الرياح (6100 ميجاوات،) وفي عام 2011 نمت هذه القيمة إلى (238.126) ميجاوات وفي نهاية عام 2013 كانت (318.137 ميجاوات)، وفي حين أن الموقف العام يكون لصالح طاقة الرياح فإن هذا الدعم لا يترجم دائماً إلى قبول محلي للمشاريع من قبل جميع المعنيين، حيث تشير مجموعات المعارضة إلى عدد من القضايا المتعلقة بتوربينات الرياح والتأثيرات المحتملة على صحة الإنسان وهي واحدة من أكثر القضايا التي نوقشت شيوعاً، وفيما يلي بعض من تأثيرات توربينات الرياح:

  • التلوث الضوضائي الناتج عن توربينات الرياح: من أحد العيوب الرئيسية لاستخدام توربينات الرياح هو التلوث الضوضائي الذي قد ينتج عنه (على الرغم من أنه يتم استخدامه على نطاق أوسع في بعض البلدان ويتم بناؤه في أراضي المزارع الكبيرة لأن أغلب البشر لا يريدون السكن بالقرب من تلك التوربينات)، وعلى الرغم من تطوير التكنولوجيا لزيادة كفاءتها إلا أنها غير قادرة على تقليل الضوضاء، حيث يعتمد التلوث الضوضائي على سرعة الرياح، فكلما زادت سرعة الرياح زاد تأثير التلوث الضوضائي.
  • التأثير البصري للتوربينات: على الرغم من أن أغلب الناس يعتقدون أن توربينات الرياح في الواقع تبدو جميلة، ولكن الغالبية منهم قد يختلفون في بعض الأحيان، حيث تظهر استطلاعات الرأي العام أن العديد من الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من تلك التوربينات يجدونها مرعبة وخصوصا في فصل الشتاء.
    كما يدرك ايضاً مطورو مزارع الرياح أن التأثير البصري يمكن أن يكون مصدر قلق للمجتمعات المجاورة، حيث وضعت بعض البلدان التي لديها صناعة طاقة الرياح قواعد تستبعد مناطق معينة من التنمية مثل الحدائق الوطنية أو المحميات الطبيعية.
  • تؤثر على الحياة البرية: تم إجراء العديد من الدراسات لتحديد تأثير توربينات الرياح على الحياة البرية، والدليل واضح على أنها تشكل فعلاً تهديداً على حياة الكثير من الحيوانات البرية مثل: الطيور، كما أن وجود التوربينات الكبيرة تجعل هذه الطيور تتجنب هذه المواقع، فعلى سبيل المثال في بعض المناطق تم العثور على طيور ميتة حيث توجد توربينات كبيرة، وإن إنشاء مثل هذه الهياكل الكبيرة في المناطق البرية بعد إزالة الأشجار له تأثير سلبي على البيئة، حيث قد يؤدي إلى فقدان الموائل وتدهورها وتجزئتها ويؤدي إلى إختلال التوازن البيئي.
  • تخفيض أسعار المساكن: لوحظ انخفاض أسعار المنازل القريبة من تطوير مزرعة الرياح بشكل مستدام، والسبب هو أنه لا أحد يريد أن يعيش هناك بالقرب من مزارع الرياح التي تحتوي على شفرات تكون على ارتفاع 300 قدم، كما أن مزارع الرياح هذه لها تأثير بصري ضخم، ولها ايضاً تلوث ضوضائي كبير، وبالتالي يجبر بعض الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق على الانتقال خارج المدينة.
  • تأثير الرادار لخدمة الطقس: يعتقد العديد من الخبراء أن توربينات الرياح الضخمة في تطوير مزارع رياح كبيرة ذات شفرات 300 قدم تؤثر على خدمات الطقس من خلال إرسال الإشارات مرة أخرى إلى محطة الخدمة، مما يشير إلى حدوث اضطراب في الهواء، وقد يؤثر هذا أيضاً على قدرة الأرصاد الجوية على اكتشاف العواصف والمد والجزر.
  • غالباً ما يوجد موقع الرياح الأرضية الجيدة في مواقع نائية (بعيداَ عن المدن التي تحتاج إلى الكهرباء): يجب إنشاء بعض خطوط النقل في المدن لتوصيل الكهرباء من مزرعة الرياح التي تحتوي على التوربينات إلى المدن التي تتطلب هذه الطاقة (الكهرباء)، ومع ذلك فإن بناء عدد قليل من خطوط النقل المقترحة بالفعل يمكن أن يزيد بشكل كبير من تكاليف توسيع طاقة الرياح (التي نتكبدها عادةً عند عملية إنشاء خطوط النقل)، وبالإضافة إلى ذلك ايضاً التلوث الكبير الذي ينتج عادة عند بناء مثل هذه الخطوط.

إذن هذه هي تأثيرات توربينات الرياح على البيئة المحيطة وعلى الإنسان، ومع تقدم التقنيات الجديدة نتوقع أن تقل هذه التأثيرات بشكل كبير في السنوات القادمة، وسيتم استخدام طاقة الرياح كأكثر أشكال الطاقة المتجددة استخداماً.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: