قصة اختراع الأطراف الصناعية

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع الأطراف الصناعية؟

تاريخ اختراع الأطراف الصناعية وجهود المخترعين في ابتكارها:

تاريخ الأطراف الصناعية ليس مجرد تاريخ علمي بل هو قصة البشر منذ القدم ومنذ الحضارات والشعوب القديمة، حيث تم استعمالها منذ آلاف السنين، لكن بشكل مختلف عن تلك التي نستعملها اليوم، عندما تم استعمالها للمرة الأولى لم تكن مصممة على شكل ساق أو ذراع أو حتى عينًا، كانت عبارة عن أصبع القدم، تم العثور على إصبع قدم كبير صناعي يعود لأحد النبلاء في مصر ويعود تاريخه إلى ما بين حوالي (950-710) ق.م.

كان أصبع القدم الصناعي يمثل تاريخًا مهمًا ودليلًا بارزًا على استعمال الأطراف الصناعية، وجدت أدلة تاريخية قديمة تعود لحوالي إلى 300 ق.م، حيث تم العثور على طرف ساق صناعية تمت صناعته من الخشب، وقد تم العثور عليه في إيطاليا أشهر دليل روماني قديم في تاريخ الأطراف الصناعية هو الجنرال ماركوس سرجيوس، الذي يُعتبر أول من ارتدى طرفًا اصطناعيًا مُوثقًا في الحرب البونيقية الثانية.

فقد سرجيوس يده اليمنى وتمت صناعة طرفًا اصطناعيًا تمت صناعته من الحديد، ممّا مكنه من حمل درعه ومواصلة القتال، قدّم زميله المُسمّى (Lorrain)، أيضًا مساهمة مهمة في مجال الأطراف الصناعية وقام بصناعتها باستخدام الجلد والورق والغراء بدلاً من الحديد الثقيل، لطالما ارتبط تاريخ الأطراف الصناعية بتاريخ الحروب والجنود الذين يقاتلون. وجدت أدلة تعود لفترة العصور الوسطى على استعمال الأطراف الصناعية وهي الأيدي الحديدية المصممة للفرسان.

لكن صناعتها لم تكن بشكل مُتقن، في القرن (16) م، قام رجل يُسمّى (Ambroise Paré) وهو طبيب بإضافة تطورات كبيرة في تطوير الأطراف الصناعية وجراحة البتر، كان أول من أدخل يدًا صناعية مفصلية وساقًا بمفصل ركبة مقفل بالإضافة إلى تقنياته المبتكرة في ربط الأطراف، لا تزال شائعة إلى حد ما في صناعة وإنشاء الأطراف الصناعية الحديثة، في عام 1696م، طور بيتر فيردوين طرف اصطناعي خاص بالمفاصل وأصبح لاحقًا مخططًا لصناعة أجهزة المفاصل الصناعية.

أهم الأحداث في تاريخ ابتكار الأطراف الصناعية:

في حين كان هناك تقدم ضئيل في صناعة الأطراف بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، فإنّ التطورات في جراحة البتر وصناعة الأطراف الصناعية تطورت في منتصف القرن التاسع عشر، سمحت للأطباء والمخترعين بتشكيل الأطراف بشكل أكثر كفاءة وكانت سهلة الاستخدام لمن يستعملها. خلال فترة الحرب الأهلية كان هناك أعداد كبيرة من الجنود مبتوري الأطراف، وكان هناك حاجة إلى مزيد من صناعة الأطراف الصناعية، أصيب جيمس هانجر، الجندي الكونفدرالي ببتر قدميه، وقام باختراع ساق صناعية مصنوعة من عصي أسطوانية ومعدنية.

وقام بتأسيس شركته الخاصة به لإنشاء الأطراف، ولا تزال الشركة التي أسسها رائدة في صناعة الأطراف الصناعية، في عام 1863م، اخترع دوبوا بارملي طرفًا اصطناعيًا بشكل متقن للغاية، وفي عام 1868م اقترح جوستاف هيرمان استخدام الألمنيوم بدلاً من الفولاذ لجعل الأطراف الصناعية أخف وزناً. ومع ذلك، لم يصبح هذا حقيقة حتى عام 1912م عندما فقد مارسيل ديساوتير الطيار الإنجليزي الشهير، ساقه في حادث طائرة. ومن ثم تمت صناعة أول طرف اصطناعي من الألومنيوم بمساعدة المهندس تشارلز وهو شقيق الطيار مارسيل.

عام 1946م، قام أشخاص في جامعة كاليفورنيا في بيركلي بتطوير أطراف اصطناعية متقدمة من نوعها لا تزال تستخدم حتى اليوم، في سبعينيات القرن الماضي، كان للمخترع يسيدرو مارتينيز تأثير كبير على تاريخ الأطراف الصناعية عندما طور طرفًا صناعيًا سفليًا ركز على تحسين المشي لدى الأشخاص الذين فقدوا أقدامهم، وبذلك حسّن مارتينيز حياة العديد من المرضى في المستقبل، تم استعمال المواد الحديثة مثل ألياف الكربون لجعل الأطراف الاصطناعية أخف وزنًا وأقوى.

مع تقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد، فإنّ بإمكان أي شخص اليوم بأن يقوم بتصميم طرف اصطناعي بسهولة وذلك من خلال آلية المسح ثلاثي الأبعاد الجديدة التي تقوم بإجراء مسح ضوئي ثلاثي الأبعاد للأطراف ووضع أطراف اصطناعية بطرق عصرية، يتم بناء الأطراف الصناعية الجديدة الحديثة التي تأخذ بيانات حول كيفية سير مرتديها تهدف هذه التطورات إلى مساعدة الأشخاص على التحرك بشكل طبيعي.

ولمزيد من الدعم والتشجيع لكل من العلماء والمخترعين وحتى والطلاب الذين يقومون بتقديم طرق جديدة لابتكار الأطراف الاصطناعي قام معهد الصحي الوطني في أمريكا بإنشاء برامج التبادل الثلاثي الأبعاد بحيث يقوم بتزويد الأشخاص بكل ما يحتاجونه من معدات والبرمجيات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية من خلال آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد.


شارك المقالة: