نقل الوقود الأحفوري

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام لم يتبق سوى القليل من الوقت لتقليل كمية استهلاك الوقود الأحفوري بشكل كبير وتجنب الآثار الأكثر تدميراً لتغير المناخ، ومع ذلك قد تستمر صناعة النفط والغاز في بناء بنية تحتية جديدة للنفط والغاز بقوة في شكل خطوط أنابيب ومنشآت بتروكيماوية ومحطات لتصدير النفط الخام والغاز الطبيعي، ومع ذلك يوجد هناك العديد من البرامج التي تكافح هذا التراكم من خلال مكافحة استخراج النفط والغاز والتنمية واستثمارات البنية التحتية الجديدة، حيث تتخذ برنامج الوقود الأحفوري الخاصة نهجاً يركز على المجتمع، حيث يتعاون مع المجتمعات والمجموعات الإقليمية والمنظمات الوطنية لوقف هذه التهديدات للصحة والبيئة.

ما هو الوقود الأحفوري؟

بكلمات بسيطة إن الوقود الأحفوري عبارة عن بقايا مواد نباتية وحيوانية تشكلت منذ ملايين السنين، والتي كانت موجودة فعلاً داخل القشرة الأرضية، وقد يشمل الوقود الأحفوري الغاز الطبيعي والفحم والنفط، والوقود الأحفوري أيضاً هو من مصادر الطاقة التي تستخدمها مختلف القطاعات الاجتماعية مثل شركات الكهرباء لتوليد الكهرباء والصناعة والتصنيع لإنتاج السلع والمنتجات، وعلى الرغم من أن عملية حرق الوقود الأحفوري يدعم الكثير من مجتمعنا إلا أن حرق الوقود الأحفوري يطلق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤثر على صحتنا وبيئتنا.

كيفية نقل الوقود الأحفوري:

الفحم:

عادةً تشمل بعض العوامل اللازمة لتحديد الموقع المثالي لمحطة الطاقة التي تعمل بالفحم والبنية التحتية، والتي تسمى (مرافق البناء الأساسية والتركيبات): خطوط السكك الحديدية أو الطرق السريعة لنقل الفحم، كما يمكن الاستفادة من طاقة الفحم داخل الموقع نفسه من خلال محطة توليد الكهرباء والمياه والتخزين من النفايات الصلبة التي تنتجها المحطة والشبكة الكهربائية لتوزيع الطاقة.

وفي معظم الحالات يتم نقل الفحم من المناجم إلى محطات الطاقة مباشرة، فعلى سبيل المثال في عام 2014 تمت عملية نقل 68 في المائة من الفحم المستخدم للطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة عن طريق السكك الحديدية و13 في المائة تم نقلها على بارجة نهرية و11 في المائة بواسطة الشاحنات.

ولكن فإن عربات القطار والبوارج والشاحنات هذه تعمل جميعها بوقود الديزل، وهو يعد مصدر رئيسي لثاني أكسيد النيتروجين، والذي بدوره يحمل مخاطر كبيرة على صحة الإنسان، وقد يمكن أن ينتج عن نقل الفحم أيضاً غبار الفحم، والذي قد يمثل مخاطر خطيرة على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي للمجتمعات القريبة من طرق النقل.

الغاز الطبيعي:

عادةً تشمل بعض العوامل اللازمة لتحديد الموقع المثالي لمحطة توليد الطاقة بالغاز الطبيعي والبنية التحتية (مرافق المباني الأساسية والتركيبات):خطوط الأنابيب لنقل الغاز الطبيعي ومحطة لتوليد الكهرباء والمياه لمحطة توليد الكهرباء وأيضاً الشبكة الكهربائية لتوزيع الطاقة.

ويتم نقل الغاز الطبيعي عبر مسافات طويلة بواسطة خطوط أنابيب النقل، بينما تقوم خطوط أنابيب التوزيع بتوصيل الغاز محلياً إلى المنازل والشركات، ولكن الغاز الطبيعي سريع الاشتعال، مما يجعل عملية نقله من فوهة البئر إلى المنازل والشركات أمراً خطيرًا، فعلى سبيل المثال بين عامي 2008 و2015 كان هناك (5.065) حادثة أمان كبيرة تتعلق بنقل وتوزيع أنابيب الغاز الطبيعي، مما أدى إلى مقتل 108 وإصابة 531 شخص.

وبالإضافة إلى مخاوف السلامة يعتبر تسرب الغاز الطبيعي من خطوط أنابيب النقل والتوزيع مصدراً مهماً لانبعاثات غاز الميثان، حيث قد وجدت العديد من الدراسات أن حوالي (3.356) تسرباً منفصلاً تحت شوارع المدينة ناتج عن تسرب الغاز من خلال خطوط أنابيب النقل،  كما أن هناك العديد من المدن التي لديها بنى تحتية متقادمة لتوزيع الغاز الطبيعي، ومن المحتمل أن تكون تسربات الميثان المماثلة لهذه المدن منتشرة على نطاق واسع.

النفط:

عادةً قد تشمل العوامل اللازمة لتحديد الموقع المثالي لمحطة توليد الطاقة البترولية (النفط الخام) والبنية التحتية (مرافق البناء الأساسية والتركيبات): خطوط الأنابيب أو السفن لنقل النفط ومصفاة لمعالجة النفط الخام إلى وقود ومصنع لتوليد الكهرباء والمياه لمحطة توليد الكهرباء والشبكة الكهربائية لتوزيع الطاقة.

ويُنقل النفط عبر المحيط في ناقلات عملاقة، ويتم نقله براً عن طريق خطوط الأنابيب والسكك الحديدية والشاحنات، وفي كل الحالات فإن خطر الانسكاب النفطي يشكل تهديداً بيئياً خطيراً، فعلى سبيل المثال أطلق التسرب النفطي الشهير من إكسون فالديز عام 1989 (262) ألف برميل من النفط في ألاسكا، مما قد أدى الى التأثير على الحياة البحرية هناك، فظلاً عن المشاكل الصحية التي سببتها للعمال أيضاً.

كما أن الانسكابات والتسريبات من خطوط أنابيب النفط البرية لا تزال تشكل مخاطر كبيرة، ومن الأمثلة على التسربات الأخيرة في خطوط الأنابيب في الولايات المتحدة تسرب إنبريدج عام 2010 الذي أطلق ما يقرب من (20.100) برميل في نهر كالامازو في ميشيغان (ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية).

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: