نشأة رسم الخرائط

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المسح:

ه الذي وصل إليه كل عام؛ وذلك لدرء مخاطر الفيضانات التي قد تحدث في الأراضي المجاورة، فقاموا بوضع وضع شبكات الري والصرف.

برع قدماء المصريين في علوم المسح وعلم الفلك، حيث تمكنوا من التخطيط الدقيق لموقع الهرم الأكبر في عهد الملك خوفو 4700 قبل الميلاد، بحيث كانت أضلاعه تواجه الجوانب الأربعة للهرم الأكبر، ومع معدل خطأ لا يزيد عن 12 درجة تمكنوا أيضًا من تصميم قاعة قدس الأقداس في معبد أبو سمبل، جنوب أسوان، لتضيء بضوء الشمس مرتين سنويا.

جاءت الإشارة الأولى لاستخدام مساحة الأرض حوالي 1500 قبل الميلاد في مصر في عهد الملك سيزوستريس، الذي أمر بتقسيم الأرض إلى قطع أرض لتقييم الضرائب عليها، كما كان الفينيقيون، المشهورون بالتجارة والإبحار، مهتمين أيضًا برسم خرائط للأماكن التي جاؤوا وذهبوا إليها، أما الرومان فقد كانوا مهتمين برسم الخرائط بسبب إمبراطورتيهم الشاسعة وحدودهم الطويلة.

ما هي الدلائل التي تدل على اهتمام القدماء برسم الخرائط وأخذ القياسات؟

1- عثر المنقبون على لوحة فخارية يعود تاريخها إلى 2500 قبل الميلاد وحجمها بحجم كف اليد، وهي عبارة عن خريطة لمنطقة شمال مدينة بابل مكونة من سلسلتان من الجبال يعبران نهر ويتدفقان في البحر، لأنهما بهما منازل سكنية.

2- خريطة بابل: هذا رسم يوضح الأرض والمحيط، وتعتبر بابل مركز العالم.

3- اتفق المنقبون بالإجماع على أن هناك خرائط رسمها المصريون على ورق البردى، ولكن تم حرقها أو إتلافها ، وعلى بعض الجدران كانت هناك كتابات وعلاقات رياضية وطرق قياس محيط الأرض (مثل التصميمات على جدران منجم الذهب في مدينة النوبة في مصر).

4- تعتبر الأهرامات والمعابد شهادة حية على المستوى العالي لدراسات المسح.

5- شبكات ونظم ري معقدة لتلافي مخاطر فيضان نهري دجلة والفرات.

6- خريطة المرسى التي وضعها الفينيقيون توضح خطوط الطول والعرض ومبدأ الإحداثيات.

بعد ذلك مرت العلوم بفترة ركود بسبب انهيار إمبراطوريات شاسعة، ثم عادت إلى الازدهار خاصة في عهد المأمون، فنشر الخوارزمي صورة للأرض، وبعد قرن ظهر الأطلس، ثم جاء الإدريسي الذي نقش خريطة لباقي الدول على لوحة فضية توضح الاتجاهات وكتب عليها بالعربية.

المصدر: كتاب مبادئ الخرائط: تأليف: محمد الهيلوشمبادئ علم الخرائط Cartography: د. عبدالرحمن مصطفى الدبس


شارك المقالة: