الخط العربي في الزخرفة الدمشقية

اقرأ في هذا المقال


خصائص الخط العربي في الزخرفة الدمشقية:

لم يتوقف عطاء الفنان العربي المبدع في مجال الزخرفة عند تطوير الأشكال النباتية والهندسة فحسب، بل تعداه إلى إرساء قواعد جديدة للخطوط العربية وتوظيفها كعناصر زخرفية تكمل الثلاثي الرئيسي: النبات والهندسة والخط الكتابي.
وكان لنقش الخط في العمارة الإسلامية هدفان: أولهما الكتابات القرآنية والأحاديث والحكم والشعر وإسم الحاكم أو المشرف أو المنفق عليه وتأريخ المبنى وكذلك المراسيم والأوامر السلطانية والوقفيات وما شابه، ثانيهما زخرفة البوابات والجدران والواجهات والأبواب والنوافذ والسواكف لكسر رتابة الزخارف الأخرى المتكررة التوريقية منها والهندسية.
وهكذا انتشرت الكتابات على جدران المساجد ودور الحديث والقرآن والزوايا والمدراس والبيمارستانات والخوانق والمنابر والمآذن والأبواب والنوافذ والسبلان والأعمدة والحمامات والأضرحة والترب والتوابيت والشواهد والقبور.

تطور الخط العربي في العمارة الإسلامية بدمشق:

وفي العهد الأموي كان للخط الكوفي ذو البناء الهندسي المترابط الأسبق في نقوش العمارة الإسلامية، فهو أقدم الخطوط وأجملها من حيث السبك والتكوين، وقد استعمله الأمويون في زخرفة مشيداتهم، ونشاهد نموذجاً له في خان قريب قرب قصر الحير الغربي يؤرخ بناؤه من قبل هشام بن عبد الملك، أما في مشيدات دمشق فلم يصلنا أية نقش من نقوش هذا الخط، فقد درسه العباسيون عند احتلالهم للمدينة سنة 132 هجري.
أما في العهد السلجوقي فقد استمر النقش في الخط الكوفي، وتم استعمال خط الثلث إلى جانب الخط الكوفي لأول مره في هذا العهد، حيث احتوى المتحف الوطني في دمشق على رخامتين من الجامع الأموي منقوشتان بالخط الكوفي، تؤرخان أعمال ترميم وترخيم في قبة النسر سنة 475 هجري في عهد الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله والوزير نظام الملك والسلطان ملك شاه وأخيه حاكم دمشق، وفي هذا الجامع أيضاً بالخط الكوفي الزخرفي المشجر في الرواق الشمالي للصحن إلى يمين من باب الكلاسة، يؤرخ تجديد الحائط الشمالي للجامع في عهد تاج الدولة تتش سنة 482 هجري.
ومثله فوق هذا الباب نصف كوفي يؤرخ استكمال تجديد الحائط المذكور سنة 503 هجري أيام السلطان محمد بن ملك شاه، وعبثاً تم المحاولة إلى التوصل أثناء البحث الميداني إلى رؤية نقوش مؤرخة بخط الثلث من ذلك العهد لكن دون جدوى.

المصدر: زخارف العمارة الإسلامية في دمشق/ تأليف قتيبة الشهابي/ طبعة 1996فنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانيةالعمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010


شارك المقالة: