قلعة باجل في اليمن

اقرأ في هذا المقال


تضم مدينة باجل قلعتين دفاعيتين متهدمتين الأولى كانت تسمى دار الحكومة وتقع في حي المّحانية وإحداثياتها تقع بين دائرتي عرض (N115.05347) شمالاً وخطي طول (E43.28543) شرقاً وترتفع عن مستوى سطح البحر ب (194 قدم) وعلى بعد (950م) تقريباً من القلعة الأولى في الجهة الجنوبية الغربية تقع القلعة الثانية التي تربض فوق جبل يطلق عليه الساكنة بجبل الشريف، وإحداثياتها تقع بين دائرتي عرض (N15.047347) شمالاً وخطي طول (E43.278841) شرقاً.

خصائص قلعة باجل في اليمن

إن موقع قلعة دار الحكومة في وسط مدينة باجل في الوقت الراهن لا يعني أنها كانت كذلك وقت إنشائها؛ لأن أغلب القلاع التي كانت تمثل مراكز حكومية في تهامة أنشئت في أطراف مدنها، لكي تحقق الجانب الأمني، إن هذا الأمر يعد أحد أهم الشروط الواجب مراعاتها عند بناء قلعة دفاعية ما، كما تمت الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للجبل المطل على مدينة باجل لبناء قلعة أخرى تؤدي دور الحماية والدفاع عن المدينة وملاذاً حصيناً لحاكم باجل حينما يشتد عليه الخناق من قبل الجيش المهاجم.

ترابط فوق جبل باجل في الوقت الراهن حامية عسكرية، مما شكل عائقاً كبيراً لنا أثناء القيام بالدراسة الميدانية للقلعة إذ لم يسمح لنا بإجراء أية أعمال فيها، ورغم ذلك حاولنا الاستفادة من الصورة الجوية للقلعة وبعض الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها لواجهاتها الخارجية وذلك من أجل إبراز المعالم المعمارية العامة لها.

كان لطبوغرافية سطح جبل باجل الذي يتميز بكثرة تعرجاته وعدم استوائه دوراً رئيسياً في عدم انتظام المخطط الأفقي للقلعة، حيث اتخذ تصميمها شكلاً مستطيلاً متعدد الأضلاع، ويبلغ أقصى طول لها حوالي (90م) وأقصى عرض حوالي (37م)، وتضم القلعة سوراً دفاعياً أنشئ بالحجارة السوداء (البازلت) المتوافرة في الجبل نفسه، وقد سقط منه جزء كبير.

وما تزال بعض الأبراج الدفاعية التي تتخلل السور باقية إلى الوقت الراهن، وهي ذات شكل اسطواني ومسقطها الأفقي يتخذ الشكل الدائري وجدار كل واحد منها متسع من الأسفل، ثم يميل نحو الداخل كلما ارتفع البناء، وتضم القلعة عدداً من الوحدات المعمارية يلاحظ على البعض منها وجود جدران حديثة البناء أنشئت فوق أساسات سابقة، وتقع أكبر هذه الوحدات في الجهة الشمالية حيث تتألف من طابقين وتطل بجدارها الشمالي إلى خارج القلعة بواسطة فتحات ضيقة في الجزء السفلي ونوافذ كبيرة في الجزء العلوي.

المخطط المعماري العام للقلعة

تعرضت أغلب الوحدات المعمارية لقلعة دار الحكومة بمدينة باجل للتهدم، حيث لم يتبق منها سوى بعض الجدران في الجهتين الغربية والجنوبية، ولذا فمخططها الهندسي الراهن في الوقت الراهن لم يعد مكتملاً، ومن خلال الصورة الجوية التي تم التقاطها للقلعة قبل تهدم بقية وحداتها بشكل نهائي تمت معرفة الشكل الأفقي لها.

وبالاعتماد عليها وعلى الدراسة الميدانية لبقايا القلعة، فإن المسقط الأفقي للقلعة كان يتخذ الشكل المستطيل الذي يتوسطه فناء مكشوف تحيط به من الاتجاهات الأربعة حجرات يتكون أغلبها من طابق أرضي، وللقلعة برج ذو شكل دائري يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية منها، ويتم الدخول إليها عبر مدخلين أحدهما في الجهة الجنوبية والآخر في الجهة الغربية، ويبدو أن المناخ الحار والجاف في مدينة باجل إضافة إلى استواء الموقع قد لعب دوراً رئيسياً في التصميم المعماري العام للقلعة الذي يضم فناءً أوسطاً مكشوفاً تحيط به من الجهات الأربع وحدات القلعة.

واجهات قلعة باجل في اليمن

ما تزال أجزاء كبيرة من الواجهتين الغربية والجنوبية ماثلة حتى وقت إعداد هذه الدراسة فالأولى الغربية تبقى من امتدادها نحو (30م) وارتفاعها حوالي (7م) أما الواجهة الثانية الجنوبية فتبقى من امتدادها (36م)، وقد كسي جدارا هاتين الواجهتين بطبقة من الملاط (النورة الكدري)، وهما خاليتان من الفتحات في الأسفل عدا وجود فتحتين لمدخلين أحدهما يقع في الواجهة الغربية والثاني في الواجهة الجنوبية.

وتعتبر قلة وجود الفتحات أو عدمها في الطوابق السفلى من المباني سمة معمارية عامة في اليمن لاسيما في أغلب المباني الدفاعية والمدنية المتمثلة بالمنازل البرجية، أما الجزء العلوي من الواجهة الغربية فتتخلله فتحات ضيقة للرماية بالبنادق (مزاغل)، ويزينه شريط زخرفي يتألف من قطع لآجر يمتد بامتداد الواجهة، وهو عبارة عن خطين يسيران بشكل متواز يحصران بداخلهما صفاً من أشكال المعينات التي تحدد نهاية الطابق الأرضي.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: