خواطر تعبديه في صفات الله في القرآن

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِی حَاۤجَّ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ فِی رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ رَبِّیَ ٱلَّذِی یُحۡیِۦ وَیُمِیتُ.. ) صدق الله العظيم.

وقال تعالى: (قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ) صدق الله العظيم.

لاحظ معي بين ثنايا الآيات التي تعلوها الجمال والبهاء، عندما أثنى الله تعالى بصفتين من صفاته التي لا يتصف بها غيره، وهما الإحياء والإماته، قال تعالى:(قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ رَبِّیَ ٱلَّذِی یُحۡیِۦ وَیُمِیتُ) صدق الله العظيم، وفي الآية الثانية أثنى الرجل الصالح عزير، على الله تعالى بصفة من صفاته، التي لا يتصف بها غيره، وهي أنّه تعالى على كل شيء قدير، قال تعالى: (قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ) صدق الله العظيم.


فعندما تنتهي بصفة من صفات الله العلي أو اسم من أسمائه الحسنى، وهذه أمثلة فقط، وإلّا فآيات الأسماء والصفات كثيرة جداً، منها ما قال تعالى: ﴿فَإِنۡ ءَامَنُوا۟ بِمِثۡلِ مَاۤ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا هُمۡ فِی شِقَاقࣲۖ فَسَیَكۡفِیكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ صدق الله العظيم، وغيرها من الآيات، ومن باب الاقتداء بالخليل عليه الصلاة والسلام، وبالرجل الصالح عزير، توقف قليلاً وأشهد بذلك فهو زيادة في إيمانك، وشرفٌ لك، أن تشهد بما شهد العزيزُ به لنفسه الكريمة، وأعلم أنّ الله ليس بحاجة لأن تشهد له، لعله يرضى عنّا ويجزينا أجر ذلك.

فالله قال عن نفسه: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِینَ یُلۡحِدُونَ فِیۤ أَسۡمَـٰۤىِٕهِۦۚ سَیُجۡزَوۡنَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ صدق الله العظيم [الأعراف ١٨٠]، فهو سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العليا تقدست أسماؤك وصفاتك لا إله إلا أنت.

في مثل هذه الآيات تعبير تنبض به ذرات الكون الكبير، وتنفض روح حيةٌ تسبح الله تعالى، فإذا كان الكون كله بسماواته وأراضيه وجباله وأشجاره ونجومه وكواكبه، كله حركة وحياة، تسبح الله الواحد الكبير المتعال.

وحين يتصور القلب كل ذلك.. يتصور كل حصاة، وكل حبة، وكل ورقة، وكل زهرة، فقد قال عن نفسه سبحانه: (تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا (٤٤)) صدق الله العظيم.

وجاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

اللهم نسألك الثبات على الحق مع أهل الصدق.

المصدر: تفسير القرآن العظيم — ابن كثيرروح المعاني — الآلوسيفتح البيان — صديق حسن خانجامع البيان — ابن جرير الطبري


شارك المقالة: