بعد أن تنحَّى الملك “فرناندو السابع” عن حكم إسبانيا طلب من جميع المؤسسات الإسبانية التعاون مع السلطات الفرنسية، ففي عام 1808 ميلادي، تم تتويج أخ القائد العسكري الفرنسي “نابليون” الملك “جوزيف الأول” ملكاً على إسبانيا.
حكم الملك جوزيف الأول لإسبانيا:
قام مجلس قشتالة في إسبانيا بعقد جلسة من أجل نقل التاج الملكي إلى جوزيف الأول، وقد قاموا بتغير صياغة الدستور الذي صاغه نابليون؛ حتى لا يتم إثارة الشعب بذلك القرار ولم يميز المجتمعين في ذلك الاجتماع بين التعاون مع الملك الجديد والوطنية، بالإضافة إلى أنه لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها تولي أحد من خارج السلالة الإسبانية الحكم على التاج الإسباني.
وقد حاول نابليون بمحاولة التقليل من مستوى المعارضة في الشارع الإسباني على حكم جوزيف الأول لإسبانيا، كما قام بتتويج أحد أبناء أسرته حاكماً في هولندا؛ ممّا أدى ذلك إلى خلق كوارث سياسية وعسكرية، وفي عام 1808 ميلادي، وقام جوزيف الأول بإصدار نص دستوري يدعو إلى السلام والإصلاح في إسبانيا؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف ومن أجل التكيف مع الثقافة الإسبانية وكسب ثقة النظام الإسباني القديم، بالإضافة إلى اعتماد الديانة الكاثوليكية ديانة رسمية في إسبانيا وعدم اعتماد أية ديانة أخرى فيها.
وقد أكد جوزيف الأول في المرسوم الدستوري على المساواة في الضرائب استقلال القضاء في إسبانيا والفصل بين السلطات، حيث تكون السلطة التنفيذية بيد الملك والوزراء، أما برلمان المملكة الإسبانية يتكون من طبقات رجال الدين والنبلاء والمواطنين كما كان في السابق ولهم حرية الإدارة باستثناء الخوض ميزانية الدولة التي يسمح فقد للملك بإدارتها، كما نص المرسوم الدستوري على إجبار الملك مقابلة أعضاء البرلمان كل ثلاثة سنوات، إلا أن ذلك المرسوم لم يعطي قانوناً بالمساواة بين المواطنين، كما تم إلغاء حقوق المساواة بين المواطنين الإسبان والأمريكيين.
كما نص المرسوم الدستوري للملك جوزيف الأول على حرية التجارة والصناعة وعَمل على إلغاء الامتيازات التجارية، وبالرغم من ذلك المرسوم الدستوري الذي أصدره جوزيف الأول، إلا أن كل ذلك لم يمنع الشعب الإسباني من الانتفاضة، فقد ثار الشعب الإسباني بعد ذلك وتم هزيمة جيوش جوزيف الأول، وقام بعد ذلك بالهرب من إسبانيا وتخلى عن الكثير من الأراضي الإسبانية.