إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


من هو الحجاج بن يوسف الثقفي؟

أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عقيل الثقفي (40 – 95 هـ = 660 – 714 م)، وُلد في الطائف وكان ابن لعائلة فقيرة ولكنها مثقفة، وهو من أبرز الولاة الأمويين، وكان يتميز بالدهاء والذكاء، وكان صارمًا وقاسيًا، وكان قبيح الوجه، حفظ القرآن والحديث، وعمل مع أبوه في تحفيظ القرآن للأطفال إلاّ أنه كان ذا طموح سياسي وترك عمله وانتقل إلى الشام، وكان له دور كبير ومميز في الدولة الأموية إداريًا وماليًا واجتماعيًا.

إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي في الدولة الأموية:

خدم الحجاج بن يوسف الثقفي مع الأمويين تحت حكم الخليفة عبد الملك (حكم من 685 إلى 705)، قام الخليفة بتعيينه أكثر من مرة كرئيس لولاة الخليفة (قوات الأمن)، والي الحجاز (غرب شبه الجزيرة العربية) في (692-694)، وكان محافظ  في العراق والمناطق الشرقية من الدولة الأموية عام (694)، بقي الحجاج محافظًا في عهد الخليفة الوليد الأول (حكم من 705 إلى 715).

عندما كان محافظ للعراق والمناطق الشرقية في الدولة الأموية، قام بالكثير من الإصلاحات الرئيسية، ومن الأعمال التي قام بها صك الدرهم الفضي بصيغ دينية إسلامية وكان قد استبدلها عن العملات المعدنية الساسانية قبل الإسلام، ويُذكر أنّه قام بتعريب لغة الديوان (البيروقراطية) من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، وإدخال نسخة موحدة من القرآن.

أمّا الإصلاحات في مجال الزراعة ومن أجل إنعاش الإنتاج الزراعي وزيادة الإيرادات الضريبية للدولة الأموية، أمر الحجاج بإرجاع المسلمين غير العرب من الحامية في الكوفة والبصرة إلى قراهم الريفية وأخذ منهم الجزية (ضريبة الرأس)، و أمر بحفر القنوات.

في عام (701)، استطاع الحجاج بدعم من القوات السورية، سحق تمردًا كبيرًا بقيادة النبيل العربي الكوفاني ابن الأشعث الذي كان من بين صفوفه قوات عربية  المسلمين غير العرب والطوائف الدينية في العراق، ومن أجل ذلك قرر الحجاج فرض سيطرته على المحافظة، وقام بتأسيس مدينة واسط من أجل بقاء القوات السورية الموالية له فيها، والتي كان يعتمد عليها كمصدر دعم لفرض سيطرته في المنطقة.

عُرف عنه القوة حيث استطاع قمع الثورات في العراق والعديد من المناطق، حتى شعر الناس بالاستقرار والأمن الداخلي، وتذكر المصادر أن الحجاج توفي في مدينة واسط في مايو أو يونيو 714 وكان عمره (53 أو 54) عامًا بعد معاناة مع المرض في معدته.

المصدر: الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985، صفحة 121 موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان (الطبعة الثانية سنة 1985). يوسف العش. دار الفكرالتاريخ الأندلسي ، من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة 92-897 هـ (711-1492م) ، للأستاذ عبد الرحمن علي الحاجي ، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة بغداد ، نشر في دار القلم ، دمشق وبيروت. "الطبعة الثانية".


شارك المقالة: