تاريخ الأمراء العصفوريين في مملكة البحرين

اقرأ في هذا المقال


نسب الأمراء العصفوربین:

يرجع نسب الأمراء العصفوريين في دولة البحرين إلى زعيمهم الشيخ عصفور بن راشد بن عميرة بن سنان بن عقيلة بن شبانة بن قيمة بن عامر. بحيث تنتسب بنو عامر إلى بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بنو صعصعة، ويرجع نسب ابن عامر بن صعصعة إلى هوازن من قيس عيلان من العدنانية.

إنّ بنو عقيل تحتوي على الكثير من القبائل بجانب قبيلة بني عامر، فمن قبائلها المشهورة بنو عبادة بضم العين، فرع من عقيل من بني عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو عبادة بن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة، وبناءً على قول ابن سعيد فإنّ منازلهم تقع بالجزيرة الفراتية أي في الجهة التي تلي العراق، وذكر عنه بأنهم ذات أعداد كبيرة، فقد رحل بعضهم على الموصل وحلب في أواسط المائة الخامسة من هجرة قريش بن بدران بن مقلد.

فقد تولى مُلكها بدران بن مقلد وابنه مسلم بن قريش من بعده، بحيث كانت منازلهم ممتدة من بغداد إلى الموصل، وبنو المنتفق وبنو خفاجة بن عامر بن صعصعة من العدنانية، ومساكنهم من الأنبار إلى الحلة إلى بئر ملاحاة إلى الكوفة والثرثارة، وذلك بدايتهم إلى نهاية حدودهم، وفي تلك الفترة كانت معظم تلك القبائل تحت زعامة بني عامر بن عقيل في فترة انتعاش الإمارة العصفورية في دولة البحرين.

وكانت بني عقيل تتكون من مجموعة من العشائر كان من أبرزها: القديمات والنعائم وقباث وقيس ولنفل وحرثان وبنو مطرق، وكانت مساكن تلك العشائر واقعة في الأحساء والقطيف وملج وأنطاع والقرعاء واللهابه ومتالع.

بداية ظهور الإمارة العصفورية في دولة البحرين:

لقد كانت البداية الأولى لظهور الإمارة العصفورية في دولة البحرية تتجسد من خلال سيطرتهم على القطيف، وفي تلك الفترة عانت الدولة العيونية من مرحلة ضعف، ممّا جعلها غير قادرة على حماية أراضيها من أي اعتداء تتلقاه، وفي التدريج بدأت الدولة العيونية تفقد صلاحياتها في البلاد، بحيث أصبح لهؤلاء البدو الكلمة الكبرى في بلاد البحرين، وأصبحوا يسيطرون على معظم أملاك البلاد، وكان ذلك الأمر السبب في جعلهم سادة بلاد البحرين بلا منازع، ممّا سهّل مهمتهم في تقليل نفوذ العيونيين في المنطقة، فقد عملوا على السيطرة على مدن بلاد البحرين واحدة تلوى الأخرى.

لقد كانت القطيف أول المناطق التي دانت لبني عقيل في بلاد البحرين، حيث استطاع الشيخ أبو عاصم بن سرحان بن محمد بن عمرو بن سنان، السيطرة على الحكم في عام 1232 ميلادي، بطريقة سلمية ودون الحاجة للدخول في قتال، حيث انتقال الحكم من أخر الولاة العيونيين إلى الشيخ أبي عاصم بن سرحان، ويعتقد أنّ الأمير محمد بن محمد قام بترك مدينة القطيف في ذلك الوقت.

وفي تلك الفترة كان الأمير محمد بن محمد يحاول مد نفوذه إلى جزيرة أوال، حيث أراد القيام بذلك بسبب ما كانت تتمتع به الجزيرة من مكانة اقتصادية كبيرة، فقد كانت تلك الجزيرة معرضة للأخطار الخارجية وخاصة من خلال مملكة هرمز.

خروج الأحساء من نفوذ السلطة العصفورية وعودتها للعيونيين مرة أخرى:

لقد استطاع الأمير العيوني الفضل بن محمد بن مسعود في ذلك الوقت من استغلال الفرصة، التي جرت بسبب انشغال  العصفوريين في مقاومة القوات السلغربية في القطيف، فقد عمل جاهداً على محاولة إعادة السلطة العيونية إلى الأحساء مرة أخرى، فقد قام الأمير الفضل بالاستعانة بأحد أمراء منطقة عسير، ليتمكن من مساعدته في إعادة نفوذه على الأحساء مرّة أخرى، وكان ذلك في عام 1247 ميلادي.

وننشير في هذا الشأن إنّ آل عصفور زعماء بني عامر بن عقيل، تمكنوا من سيطروا على جميع بلاد البحرين (أوال والأحساء والقطيف) بالإضافة إلى المناطق المجاورة لها في الجهة الشمالية والجنوبية والغربية، ففي الشمال سيطروا العصفوريين على العديد من المناطق الصحراوية من أراضي العراق بالإضافة إلى البصرة في تلك الفترة، وفي الجنوب سيطروا العصفوريين على مدار عمان الساحل.

بالإضافة إلى تمكن العصفوريين من السيطرة على بعض المناطق في إقليم اليمامة (نجد) وبعض أراضي الحجاز، كما تشير الدلائل التاريخية على إنّ آل عصفور تمكنوا من مد نفوذهم إلى معظم تلك المناطق؛ نتيجة القوة التي تمتع بها الأمراء العصفوريون سواء العسكرية أو الاقتصادية في تلك الفترة.

المصدر: البحرين من إمارات الخليج تأليف خضير نعمان العبيدي الطبعة الأولىعرب البحرين الروايات المحلية لبني عقيل في الخليج وشرق الجزيرة العربية تأليف محمد محمود خليل الطبعة الأولىالبحرين في صدر الإسلام تأليف الدكتور عبدالرحمن عبدالكريم الهاني الطبعة الأولىالبحرين واهميتها بين الإمارات العربية تأليف إبراهيم عبدالكريم محمد الطبعة الأولى


شارك المقالة: