حرب البندقية العثمانية الثالثة (1537-1540)

اقرأ في هذا المقال


التحالف الفرنسي العثماني:

كانت حرب البندقيّة العثمانيّة الثالثة (1537-1540) واحدة من حروب البندقيّة العثمانيّة التي وقعت خلال القرن السادس عشر، نشأت الحرب من التحالف الفرنسي العثماني بين فرانسيس الأول من فرنسا وسليمان القانوني من الإمبراطوريّة العثمانيّة ضد الإمبراطور الروماني المقدس تشارلز الخامس.


كانت الخطّة الأولية بين الاثنين هي غزو إيطاليا، فرانسيس عبر لومباردي في الشمال والسلطان سليمان من خلال بوليا إلى الجنوب، ومع ذلك، فشل الغزو المقترح في الحدوث، في ما أصبح يُعرف باسم الحرب الإيطاليّة (1536-1538).
تمّ إيقاف غزو فرانسيس لبييمونتي، بعد أنّ حقق مكاسب إقليميّة مُتواضعة، من قبل جنوة، حليف تشارلز الخامس، علاوة على ذلك، لم يكُن قادرًا على وضع كل موارده ضد المدينة على أنّها كان عليه أيضًا صد غزو تشارلز الخامس لبروفانس، في الوقت نفسه، لم يكن سليمان مُستعدًا بعد للانخراط في غزو واسع النطاق لمملكة نابولي وبالتالي لم يعط ِفرانسيس أي راحة.


هبطت القوات العثمانيّة في أوترانتو من معسكرهم في فالونا في (23) يوليو (1537) ولكن تمّ سحبها في غضون شهر عندما أصبح من الواضح أنّ فرانسيس لن يغزو لومباردي، ومع ذلك، فإنّ هبوط وإغارة الجنود العثمانيّين في بوليا ووجود الأسطول العثماني الكبير في مضيق أوترانتو ولّد مخاوف كبيرة في روما من غزو واسع النطاق.


في الوقت نفسه، كانت الأزمة في العلاقات البندقيّة العثمانيّة تتطور خلال حصار كليس – آخر معقل هابسبورغ في دالماتيا، الذي سقط في مارس (1537)، خشت الحكومة الفينيسيّة من أنّ القوات التركيّة ستُهاجم المدن الدلماسيّة وتلجأ إلى الجهود الدبلوماسيّة لتجنب الحرب.


تمّ تعزيز هذه المخاوف بشكل أكبر عند اتباع مناوشة مع أندريا دوريا، حاصر العثمانيّون فجأة جزيرة البندقيّة كورفو في البحر الأدرياتيكي (حصار كورفو 1537)، وبالتالي تمّ كسر مُعاهدة السلام الموقعة مع البندقيّة في(1502).


في كورفو، واجه العثمانيّون مقاومة ودفاعات هائلة مُصممة خصيصًا لمواجهة المدفعيّة العثمانيّة، استمر الحصار أقل من أسبوعين، وبعد ذلك سحب السلطان سليمان قواته وعاد شرقًا لقضاء فصل الشتاء في أدرنة.

تشكيل العصبة المُقدسة:


استدعت هذه الأحداث البابا بولس الثالث إلى تشكيل عصبة مُقدسة (1538)، كانت العصبة المُقدسة تتكون من (جمهوريّة البندقيّة، فرسان مالطا، جمهوريّة جنوة، إسبانيا، الدولة البابويّة) بالإضافة للدول التابعة لها (مملكة نابولي، مملكة صقليا).
كان الهدف من تكوينها القتال وردع الاعتداءات العثمانيّة المُتوقعة في العام المقبل، من خلال الدبلوماسيّة المُكثفة أوقف البابا الحرب بين شارل الخامس وفرانسيس الأول بهدنة نيس وحصل على دعم تشارلز، انضمّت البندقيّة إلى العصبة المُقدسة، بعد الكثير من الخلافات.


المصدر: شو ، ستانفورد J. (1976) تاريخ الإمبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة - المجلد 1: إمبراطورية الجاز ، كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج ، ردمك 0-521-29163-1 ص. 68.الشعب الأرمني من العصور القديمة إلى العصر الحديث. بالجريف ماكميلان. 1997. ص. 301.، تاريخ الإمبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة ، 2 ، OCLC 78646544 (المنظور التركي)


شارك المقالة: