الدولة المملوكية في عهد السلطان عز الدين أيبك

اقرأ في هذا المقال


انتقال الخلافة من شجرة الدر لعز الدين أيبك

عندما توفي السلطان الصالح نجم الدين أيوب في الحملة الصليبية على مصر، وتم اغتيال ابنه توران شاه، تربعت شجرة الدر على عرش مصر وذلك لأنها أرملة السلطان الصالح أيوب، وبذلك انتهى عهد الحكم الأيوبي في مصر، لم يتقبل الأيوبيون والخلافة العباسية في بغداد تولي أمارة عرش مصر.

بدأ المماليك يفكرون في حيلة لبقاء شجرة الدر، فقاموا بتزويجها لعز الدين أيبك والذي كان يعمل في بلاط السلطان وأصبح اميرًا فيما بعد، وبذلك انتقل الحكم تلقائيًا لزوج شجرة الدر عز الدين أيبك، ومن أجل إرضاء الأيوبيين قاموا بإحضار طفل من السلالة الأيوبية وهو الملك الأشرف مظفر الدين موسى، وإشراكه بالحكم اسميًا ولكن الحكم الفعلي كان للمماليك.

الصعوبات التي واجهت عز الدين أيبك

جمع عز الدين أيبك حوله المماليك السوريين الذين فروا عام (1251)، والأكراد الذين فروا، والمماليك الجدد الذين اشتراهم أثناء فترة حكمه، كان فارس الدين أقطاي ملك المماليك البحريين قد عين بلاطه الخاص وتأكد من طاعتهم له وكان قد بدا مستعدًا لإعلان نفسه سلطانًا للمماليك.

في يناير من عام (1254)، بعد أن شعر أيبك بالقوة الكافية لمواجهة المماليك البحريين، قام باغتيال ملكهم فارس الدين أقطاي، حيث دعا أقطاي الذي كان واثقا بأيبك إلى القاهرة إلى قصره، لكن حاصره جنود أيبك غدرا وقتلوه.

اجتمع سبعمائة من جنود أقطاي عند بوابات القلعة عند معرفتهم بما حدث للمطالبة بتسليم السلطان مقابل السماح لأيبك بالإفراج عنه، وردًا على ذلك ألقي رأس رئيسهم عليهم، ومع مقتل أقطاي فر معظم المماليك البحريين من مصر وذهبوا لخدمة أمراء الفصائل الأخرى، وخاصة الأيوبيين الذين كانوا بحالة فوضى في سوريا بسبب التنافس على الحكم.

ثم أطاح أيبك بالسلطان الأشرف موسى الذي اعتاد خصومه على التصرف على أهوائهم بسبب ضعفه وقلة حيلته، قام أيبك بإرسال الصبي إلى المنفى، إلى بلاط الإمبراطور البيزنطي لنيقية، ثيودور الثاني لاسكاريس، منح أيبك لنفسه لقب السلطان وبدأ في صك العملات المعدنية باسم السلطان الراحل الصالح، الذي أعلن نفسه خادما ووليا له له.

لم تكن سلطة أيبك في خطر فقط بسبب صعوبة ضبط العبد وقوة الأيوبيين، ولكن أيضًا بسبب وضعج شرة الدر، حيث كانت قد أخفت كنز الصالح الذي كان أيبك يتوق لامتلاكه، عندما سمعت شائعات بأن أيبك كان يتعامل مع سيد الموصل ليتزوج إحدى بناته التي كانت ستأخذ مكانها بالحكم.

قامت شجرة الدر برشوة بعض العبيد لاغتياله، في أبريل من عام (1257)، قتل أيبك أثناء استحمامه وذلك من قبل الخدم الذين قامت شجرة الدر برشوتهم، وعندما علمت شجرة الدر بأن أمرها قد كشف حاولت الحصول على دعم السلالة  المملوكية البحرية الذين بقوا في مصر، ولكن لم تستطع وتم اغتيالها من قبل أنصار السلطان عز الدين أيبك، وقاموا بتتويج ابن أيبك من قبل زوجته الأولى علي كسلطان جديد، وكان يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، وصعد إلى العرش.

كان قد تم تسميته عند صعوده للسلطنة باسم المنصور، وذلك في (20) مارس (1257) لكنه كان بدون سلطة حقيقية، كان مجرد دمية في أيدي الأمراء والفصائل المتنازعة، لكنه استمر في السلطة وبقي على العرش حتى نوفمبر من عام (1259).

المصدر: شجر الدر (أو عصمة الدين أم خليل) مصر الخالدة نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين. بعض المؤرخين يعتبرون شجر الدر أولى سلاطين المماليك. في تلك الحالة يكون عز الدين أيبك ثاني سلاطين المماليك وليس أولهم (قاسم, 22)- (الشيال, 2/108) المحرر: Emmanuel K. Akyeampong و هنري لويس غيتس — العنوان : Dictionary of African Biography — الناشر: دار نشر جامعة أكسفورد — ISBN 978-0-19-538207-5 — العمل الكامل مُتوفِّر في: http://www.oxfordreference.com/view/10.1093/acref/9780195382075.001.0001/acref-9780195382075 الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد، سير أعلام النبلاء - الجزء الثالث والعشرون، ktab INC.، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2020.


شارك المقالة: