الفراغ الثقافي يعطل الذات ويدمرها

اقرأ في هذا المقال


الفراغ الثقافي يعطل الذات ويدمرها:

الفراغ الثقافي يمكن وصفه بأنه أمراً منسياً يكون ذلك دون أن يكون لدينا تفسير واف عنه أو الوقوف على مسبباته، فالفراغ الثقافي الذي نشكو منه ويتشكل ظاهرياً هو مجرد وقت ضائع، أي أنه عبارة عن ساعات تمر بطيئة وثقيلة ومشوشة.

وعندما يعجز الفرد عن أمر الإلمام على نحو إيجابي فإن احتمالات النزوع الثقافي ممكنة جداً، فهذا التفكير قد يتحول إلى حالة سلبية، فبهذه الحالة يمكن أن نقول أن الفراغ الثقافي هو عبارة عن جزء مهم من تعطيل الذات وتدميرها، وكذلك يعتبر هذ الأمر الأهم والمساعد في انتشار الجهل وعدم الضبط الاجتماعي وشيوع الجريمة والمحرمات المتعددة التي تكسر روح المجتمع في أي مكان.

يمكن للفرد اعتبار أمر الفراغ الثقافي أمر اعتيادي، كذلك يُعد فارغاً من المحتوى والمضمون، سواء من الشكل المطاطي الذي اعتدنا عليه بوجود فراغات ثقافية لا تستطيع أن تضمن صيرورة الحياة من جانبها المعرفي، ما دام الفرد المعطل ملماً في زاوية سلبية من الحياة وغير مؤهل فكرياً ومعرفياً، والفرد هو جزء من التشكيل المجتمعي العام الذي تسري فيه الروح ذاتها، وبالتالي فإن الفراغ الثقافي عندما يكون مهيمناً اجتماعياً تكون هناك مشكلات نفسية عامة تخلق الكثير من فرص التمرد وخرق النظام العام وهيكليته الشخصية.

كذلك يجب على الفرد المعرفة التامة بأن الفراغ الثقافي الذي لم حدثاً مهما لذاكرته بمزايا معرفية صحيحة، أو عملية الترك الثقافي لأسباب مجهولة، وكذلك أمر طغيان سلطة جاهلة وفاسدة؛ لأنه سيقود إلى الانفصال التدريجي من نسيج المجتمع ويؤدي إلى مخاطر جمّة وانفصالات مؤكدة، فالثقافة هي الحضارة الشخصية للمجتمعات على أي حال.

الفلاسفة والفراغ الثقافي:

لا بد من المعرفة التامة بما قام به ناقش الفلاسفة بعملية الإلمام بأمر الفراغ الثقافي من الجوانب كلها، وأمر الفراغ الثقافي الهائل الذي يحيط بنا يحتاج إلى عقول كبيرة تستفيد من هذه الكتل الشاسعة في الكون وتملأه بالطاقات الخلاقة والتوصيفات الجمالية التي تستفيد منها الإنسانية، لكننا معنيون بالمعنى الثقافي على قدر مباشر؛ وهذا يحيلنا إلى أكثر من معنى وتأويل في ما نحن بصدده من معاينة مباشرة لمشكلات الفراغ الثقافي الذي نعاني منه كمجموعات اجتماعية لنا إرث وحضارة وثقافة ومعارف وعلوم كثيرة.

المصدر: آثار البلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني، 2016تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيموجز تاريخ العالم، هربورت ججورج ويلز، 2005تاريخ العالم خقائق وأرقام، القزويني


شارك المقالة: