الوالي الوليد بن عتبة

اقرأ في هذا المقال


قال ابن عباس: “ورد علينا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان المدينة والياً، وكأن وجهه ورقة من ورق المصحف، والله ما ترك فينا فقيراً إلا أغناه ولا مديوناً إلا أدى عنه دينه، كان ينظر إلينا بعين أرق من الماء ويكلمنا بكلام أحلى من الجني ولقد شهدت منه مشهداً لو كان من معاوية لذكرته”.

الوالي الوليد بن عتبة:

هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، قام معاوية بن أبي سفيان عم الوليد بن عتبة باستعماله والياً على المدينة المنورة، كان حليم وسؤدد، عندما سمع بخبر وفاة معاوية ومبابعة يزيد بن معاوية  لم يقم بالتشديد على الحسين وابن الزبير فأفلتا منه، فقام مروان بن الحكم بلومه.

قال يعقوب الفسوي: “أراد أهل الشام الوليد بن عتبة على الخلافة فطعن، فمات بعد موت معاوية بن يزيد، فقد قدم للصلاة على معاوية بن يزيد، فأخذه الطاعون في الصلاة، فلم يرفع إلا وهو ميت”.

عندما أُزيل يزيد عمرو بن سعيد عن ولاية المدينة المنورة، استلم ولايتها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان‏، كان سبب ذلك أنّ عبد الله بن الزبير بيّن خلافه على يزيد وتمّت مبايعته بمكة بعد وفاة الحسين، فلمّا وصله مقتل الحسين قام في الناس وعاب أهل الكوفة والعراق، وروى أنّ أهل العراق غدارون وأهل الكوفة شرار أهل العراق وأنهم دعوا الحسين لينصروه.

كان والي العراق عبيد الله بن زياد ووالي البصرة هشام بن هبيرة، كذلك والي الكوفة كان شريح ووالي خراسان سلم بن زياد، بدأت سنة 62 هجري عندما تولى الوليد الحجاز وأقام يريد غرة ابن الزبير فلم يجده إلا محترز ممتنع وثار نجدة بن عامر حين قتل الحسين وثار ابن الزبير بالحجاز.

كان الوليد معه جميع الناس وابن الزبير يقف مع أصحابه ونجدة يقف مع أصحابه، كان نجدة يلقى ابن الزبير فيكثر حتى اعتقد أغلب الناس أنه سيقوم بمبابعته، ثمّ مكَر ابن الزبير بالوليد وأرسل رسالة يزيد‏ فقال: “إنك بعثت إلينا رجلاً أخرق لا يتجه لرشد ولا يرعوي لعظة الحكيم، فلو بعثت رجلاً سهل الخلق رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها وأن يجتمع ما تفرق‏”.‏

فقام يزيد بن معاوية بإزالة الوليد بن عتبة ووضع مكانه عثمان بن محمد بن أبي سفيان، فأرسل إلى يزيد وفد من أهل المدينة ومعهم عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي وعبد الله بن حنظلة  والمنذر بن الزبير والكثير من الرجال من أشراف المدينة، فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم.‏

المصدر: صدر الإسلام والدولة الأموية، محمد عبد الحي ملوك العرب، أمين ريحاني أدب صدر الإسلام، واضح الصمد الدولة العربية في صدر الإسلام، عبد الحكيم الكعبي


شارك المقالة: