تحويل الظواهر الاجتماعية إلى بيانات من خلال أدوات قياس للعلوم الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يستخدم علماء الاجتماع عدة أدوات لقياس الظواهر الاجتماعية لتحويلها إلى بيانات، وهذا يتطلب أن تكون هذه الأدوات ذات جودة عالية من أجل موثوقية البيانات ورؤية المستقبل بصورة واضحة، ومن أنواع هذه الأدوات الاستطلاعات الاجتماعية والمقارنة والمسوحات.

تحويل الظواهر الاجتماعية إلى بيانات من خلال أدوات قياس للعلوم الاجتماعية

أدوات القياس في العلوم الاجتماعية هي أدوات جديدة متعددة التخصصات ذات وصول مفتوح توثق أدوات القياس عالية الجودة المستخدمة في تحويل الظواهر الاجتماعية إلى بيانات في علم الاجتماع وعلم النفس والتعليم والعلوم السياسية والاقتصاد والعلوم الاجتماعية الأخرى.

ولقد قام مجموعة من الباحثين والناشطين من مختلف المجالات في العلوم الإنسانية والاجتماعية بدراسات متعددة لتحويل الظواهر الاجتماعية إلى بيانات ولتقديم المزيد عن العلوم الاجتماعية التجريبية والاستطلاعات الاجتماعية ورؤيتهم لمستقبل هذه الأدوات الجديدة.

ما المقصود بأدوات القياس في العلوم الاجتماعية

العلوم الاجتماعية التجريبية مبنية على البيانات، على سبيل المثال التقارير الذاتية، ويتم تقييم هذا النوع من البيانات من خلال أدوات القياس التي تهدف إلى عكس الواقع أو ما يسمى الدرجة الحقيقية، وكلما كانت الأداة أفضل كان تمثيل الواقع أفضل، ومن أجل الحصول على بيانات ونتائج موثوقة في العلوم الاجتماعية التجريبية يحتاج علماء الاجتماع إلى الاعتماد على مقاييس عالية الجودة.

وهناك العديد من المقاييس العالية الجودة كالمسوحات والاستطلاعات المقارنة الوطنية والدولية وكلها تهدف إلى تمثيل الظواهر الاجتماعية للسكان المستهدفين على أفضل وجه، وتركز بعض هذه المقاييس على مجموعات مستهدفة محددة، على سبيل المثال المهاجرين والموظفين وما إلى ذلك وبعضها عبارة عن استبيانات اجتماعية لعامة السكان.

كما هناك مقاييس للاستطلاعات النموذجية المدروسة جيدًا وهي استطلاعات رأي سياسية تُستخدم للتنبؤ بنتيجة الظواهر الاجتماعية على الانتخابات، كما تستخدم هذه الاستطلاعات لتقييم الطلاب الدوليين، لمسح مهارات هاؤلاء الطلاب الذي أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويتضح من هذين المثالين أن نتائج هذه المقاييس والاستطلاعات لا يستخدمها الباحثون الاجتماعيون فحسب بل يستخدمها أيضًا أصحاب المصلحة السياسيون، على سبيل المثال لتحسين النظام التعليمي في بلد ما.

ما هي تحديات القياس في الظواهر الاجتماعية

الظواهر الاجتماعية مثل الآراء السياسية أو المهارات المعرفية، وما يسمى بالبنى يصعب فهمها ووصفها بشكل مناسب، ويجب أن تكون أدوات القياس والتقييم للعلوم الاجتماعية ذات جودة نفسية عالية من أجل استخلاص استنتاجات صحيحة من البيانات.

والمشاركة في الاستطلاعات ليست إلزامية في معظم الحالات، هذا يعني أن الاستبيان يجب ألا يكون طويلاً أو مرهقًا أو معقدًا بالنسبة للأشخاص، ولتقليل التأثير على الاستجابة أو معدل المشاركة في الاستبيان سيكون معظم الأشخاص أكثر استعدادًا للمشاركة في مقابلة مدتها 20 دقيقة مقارنة ب60 دقيقة، بالإضافة إلى ذلك تعتبر المقاييس للعلوم الاجتماعية التي تمثل عموم السكان باهظة الثمن، فكل دقيقة نضيفها إلى المقابلة تنتج قدرًا كبيرًا من التكاليف الإضافية، هذا هو السبب في أن أدوات القياس بحاجة إلى أن تكون فعالة.

إلى ماذا تهدف أدوات القياس في العلوم الاجتماعية

تهدف أدوات القياس في العلوم الاجتماعية إلى عدة أمور وهي كالتالي:

1- تم إنشاء أدوات القياس للعلوم الاجتماعية لتحسين جودة المقاييس المستخدمة في تحويل الظواهر الاجتماعية إلى بيانات.

2- توفر أدوات القياس للعلوم الاجتماعية منصة للتحسينات المنهجية عندما يتعلق الأمر باختبار جودة أدوات القياس.

3- تهدف أدوات القياس للعلوم الاجتماعية إلى زيادة إمكانية مقارنة البيانات عبر الدراسات وإعادة استخدام المقاييس عالية الجودة التي تم التحقق من صحتها.

4- من خلال إنشاء أدوات القياس للعلوم الاجتماعية يهدف علماء الاجتماع إلى زيادة وضوح أدوات القياس الموثوقة في العلوم الاجتماعية والتركيز على التحقق من صحتها وائتمانها.

ما هي الظواهر الاجتماعية التي يصعب فهمها ووصفها كميا

لا يمكن أن يكون هناك إجابة عامة على هذا السؤال، وقد يقول الباحثون المهتمون بالاختلافات الفردية أن الوصول إلى جوهر الشخصيات الفردية أو كيف تختلف يمثل تحديًا حقيقيًا، وقد يقول باحثون آخرون يعملون في مجموعات اجتماعية أن الدرجات الإجمالية لا تقدم بشكل كاف واقع الديناميكيات في مجموعات.

وقد يتحسر الباحثون الذين يتعاملون مع الظواهر الاجتماعية السياقية على المستويات المحلية أو الإقليمية أو العالمية على حقيقة أن الوصول إلى بيانات عالية الجودة صعب وأن المستوى الصحيح لجمع البيانات لوصف الظواهر موضع الاهتمام لا يمكن فصله، وإن فهم كيفية تحديد الخصائص من خلال الاستبيانات المستخدمة في الثقافات واللغات المختلفة أمر مثير للاهتمام بشكل لا يصدق؛ لأنه هنا يمكن إعاقة إمكانية مقارنة النتائج بشكل خطير.

حيث أن طرح الأسئلة والحصول على إجابات يمكن اعتبارها صالحة لوصف حالة أو مجموعة سكانية بشكل عام أكثر من مجرد مجموعة من الأشخاص الذين تمت ملاحظتهم في دراسة عملية واحدة في موقع بحث معين أو في مدينة أو بلد معين، وفي الوقت نفسه تكون المجموعات السكانية غير متجانسة وتلعب الاختلافات داخل المجموعات دورًا مهمًا عند تحليل البيانات أو رسم الاستنتاجات، ولا يتم أخذ هذا في الاعتبار دائمًا لأنه هناك ميل أحيانًا إلى الإفراط في تعميم النتائج المحلية.

ويعتقد علماء الاجتماع أن هذا وقت مثير حيث يمكن أن يتم البدأ أخيرًا في وصف السكان والمجموعات والسلوكيات والظواهر الاجتماعية بشكل أكثر ملاءمة وبكل التعقيدات التي يجب أخذها في الاعتبار، ولقد أصبح من الممكن تكملة التدابير التي يستخدموها والتحقق من صحتها ببيانات سلوكية حقيقية من المشاركين، لأن الحصول على البيانات في الحياة اليومية يصبح ممكنًا تقنيًا وفي كل مكان تقريبًا.

ويعتبر معهد لايبنيز للعلوم الاجتماعية هو أكبر معهد للبنية التحتية لتحويل الظواهر الاجتماعية إلى بيانات، وبخبرته وخدماته على استعداد لتقديم المشورة للباحثين على جميع مستويات مشاريعهم، ومن خلال هذا الدعم يمكن الإجابة على الأسئلة ذات الصلة اجتماعيًا على أساس أحدث الأساليب العلمية والبيانات عالية الجودة والمعلومات البحثية، ويستهدف نشاط العلماء الذين يعملون بأساليب البحث الاجتماعي التجريبي، خاصة في الجامعات والمؤسسات البحثية غير الجامعية في جميع أنحاء العالم.

ويُجري المعهد بحثًا متعدد التخصصات في مجالات العلوم الاجتماعية لمنهجية المسح للظواهر الاجتماعية، وإدارة بيانات البحث والقضايا المجتمعية المعاصرة وعلوم الكمبيوتر التطبيقية وفي واجهاتهم، وهو ملتزم بمبدأ العلم المفتوح، ويحافظ على التعاون مع العديد من الجامعات ويشارك في مشاريع دولية مهمة، مثل:

1- المسح الاجتماعي للظواهر الاجتماعية العالمية.

2- أرشيف الظواهر الاجتماعية القديمة.

3- برنامج للتقييم الدولي لكفاءات الدول في مواجهة الظواهر الاجتماعية التي تعتبر خطيرة على المجتمع.

4- المسح الاجتماعي لبرامج الدعم الاجتماعية التي تحافظ على الاتصالات المؤسسية والقائمة على المشاريع مع المجتمع.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000 علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998 الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: