عادات وتقاليد شهر رمضان في أفغانستان

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد شهر رمضان في أفغانستان:

رغم معدل المعيشة المتدني في دولة أفغانستان مقارنة مع الدول المجاورة الأخرى، فإن ذلك لا يشكل عائقاً أمام الشعب الأفغانستاني من التجهيز الكامل لشهر رمضان المبارك، إذ أنهم يتميزون في عادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان الفضيل تبدأ قبل بداية الشهر.

تستعد جميع العائلات في دولة أفغانستان، بكل انتماءاتها العرقية والطائفية لاستقبال شهر رمضان الكريم، حيث تقوم جميع الأمهات بتغيير الأثاث الداخلي للبيت من السجاد الأفغاني الشهير وغيره من المقتنيات الجانبية، بالطبع هذا إذا كانت العائلات من ميسوري الحال، أما الفقراء منهم فيقومون بتنظيف المنزل وغسل الفرش وتغيير ستائر البيت القديمة بأخرى جديدة؛ حتى يظهر المنزل بحلة جديدة، وذلك ضمن العادات القديمة التي تتناقلها الأجيال فيما بينهم.

ينتظر المسلمون من أبناء الشعب الأفغاني شهر رمضان الكريم بكامل البهجة والمحبة، ويتهيئون لقدومه بشكل مميز، ويسمونه “شهر الضيافة عند الرحمن“، كما يتشاركون في تجهيز حلقات الفطور الجماعي في المساجد وبيوت الأعمال الخيرية، حيث توجد برامج عامة في المساجد للإفطار الجماعي، ويحضر كل واحد معه ما تيسر من الطعام ولا ينسون الأطفال الذين يرافقون آباءهم أو أشقاءهم الكبار الصائمين إلى موائد الإفطار الجماعي في القرى والأرياف.

كما يقوم بعض التجار بتجهيز حلقات الفطور الجماعي في بعض المساجد الشهيرة، التي يأتي إليها العلماء المشهورون لإلقاء الدروس وذلك قبيل صلاة التراويح.


ومن العادات الرمضانية أيضاً أن تقوم الحكومة في دولة أفغانستان، باعتبار أول يوم رمضان عطلة عامة؛ يكون ذلك تقديراً وإجلالاً لدخول الشهر الفضيل، فيما ينتشر الناس في الأسواق لشراء المواد المتنوعة الخاصة بهذا الشهر، كل حسب إمكاناته.

كما تختلف الموائد في أفغانستان فيما يتعلق بوجبة الإفطار، حيث يكتفي بعض الصائمين بإفطار خفيف في المنزل، وبعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، يغادر الرجال والشباب للمسجد لصلاة المغرب، فيما تنشغل النساء بإعداد السفرة لحين عودة الرجال والشباب من المسجد، كما أن هناك من يفطر ويتناول العشاء معاً.

كما يقبل جميع الناس على أداء صلاة التراويح في المساجد إقبال كبير، صغارهم قبل كبارهم، حيث تمتلئ المساجد، والأفغان يتمسكون بالمذهب الحنفي بطريقة خاصة بهم، ولذلك يلتزمون بأداء عشرين ركعة في صلاة التراويح.
وبعد الانتهاء من تأدية صلاة التراويح، يرجع أبناء الشعب الأفغانستاني إلى بيوتهم، وفي بعض الأحيان لا تظهر مظاهر السهرات الموجودة في العديد من الدول العربية الأخرى، وقد يعود السبب إلى تردي الوضع الأمني وعدم استقرار الأمور، رغم مضي أكثر من خمسة عشر عاماً على مرحلة الانتقال السياسي والأمني، الذي تمر به البلاد.

شكل السفرة الرمضانية لدى الشعب الأفغانستاني:

من العادات المميزة لدى الشعب الأفغانستاني عدم التبذير في الأطعمة الرمضانية، ولهذا تجد هذه الدولة تتصف بالبساطة الكبيرة، وغير مكلفة كما هو الحال في الدول الأخرى، وتتكون مائدة الإفطار عادة من الأطعمة الأفغانية المتواجدة بأسعار مقبولة، حيث تكون في متناول أيدي الجميع.
الإفطار على التمور أو العصائر وأشهرها “عصير ماء الورد” ويسمى “روح أفزا“، ومن بعد ذلك الذهاب لصلاة التراويح، كما يعشق الأفغان الكثير من الأكلات أشهرها تسمى “البولاني“، التي يتم تجهيزها بعدة أشكال سواء بالقلي أو الخبز بالفرن أو في التنور أو سلقها، وتتنوع محتوياتها من بطاطا مهروسة وكوسا وكراث مسلوق وبيض مسلوق ولحم مفروم وخضار، وتقدم مع اللبن بالخيار كوجبة تقليدية في بداية الإفطار قبل العشاء، مع عصائر متنوعة.


بغض النظر عن المستوى الاقتصادي للأسر، فإن طبق “البولاني” يعتبر صنفاً من الأصناف الشعبية الأكثر انتشاراً بين الأغنياء والفقراء، وهي زهيدة التكلفة نسبياً.

هناك أيضاً طبق “البکوره” وهي خليط من مجموعة من النشويات خاصة دقيق الذرة البطاطا مع بعض البروتينات مثل الدجاج،إ ذ تُعد البهارات وخاصة الفلفل الحار أحد المكونات الرئيسية للمائدة، كما يُعد الأرز سيد الأكلات وخاصة الأرز الأوزبكي ويسمى “بلاو أوزبكي“، وكذلك طبق “امنتو” وهو عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم وعدس وزبادي مع الثوم وقطع البصل.

وأيضاً أكلة “آش” وهي طبق مكون من المعكرونة باللحم والخضراوات وزبادي ونعناع مطحون وفلفل أحمر، ويُعد الشاي الأخضر أحد المشروبات الرئيسية، وهناك من يشرب الشاي بالحليب والقرفة على الطريقة الأوزباكستانية ويسمى “دوود بتی“.

تنتشر روح التعاون والتسامح ومساعدة المحتاجين بشكل كبير في رمضان، ورغم ضيق المعيشة والأوضاع الصعبة فإن الصائمين يحرصون على المحافظة على التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق الكريمة التي توارثوها.

المصدر: آثار البلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني، 2015تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيموجز تاريخ العالم،هربورت جورج ويلز، 2006دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابري


شارك المقالة: