علاقة المجتمع وعناصره بقضيتي الصحة والمرض في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


علاقة المجتمع وعناصره بقضيتي الصحة والمرض في علم الاجتماع الطبي:

لا ننكر العلاقة الوطيدة بين العوامل والظروف الاجتماعية، مثل الطبقة الاجتماعية والإرث الثقافي المجتمع وثقافة الأشخاص المكونين للمجتمع، وأصول ومنابت المكونين للمجتمع وبين المؤسسات والتنظيمات والهيئات والنسق الطبي والصحي؛ لأن هذه العوامل لا يمكن أن نفصلها عن المجتمع سواءً بتأثيرها وتأثرها بالقطاع الصحي، وتحديد ملامحة وخططه المستقبلية إلى جانب تحديد ملامح هذا المجتمع من حيث سمات وصفات المجتمع.

فمدى استفادة أو تطبيق الفرد في المجتمع لبرامج الصحة العامة يعطينا دليل واضح على الارتباط والتأثر والعلاقة الوطيدة بين المجتمع ومكوناته وعناصره وبين القطاع الصحي والطبي.

عناصر المجتمع التي تؤثر سلبا أو إيجابا على برامج الخدمة الصحية:

1- العوامل الاجتماعية:

مثل المستوى التعليمي وثقافة المجتمع والمهنة والمستوى الاقتصادي والفكري والعقائدي وحجم ونوع الأسرة والجنس والعمر، وتكون هذه العوامل إما سلبية في تطبيق البرامج الصحية أو إيجابية في تطبيقها أي تزيد من الأعباء والمشكلات الصحية أو تقلل، وتحل المشاكل التي تواجه برامج الصحة وتمنع استمرار المشاكل التي تعيق تطبيق هذه البرامج، ومن الأمثلة على هذه العوامل والظروف الاجتماعية:

أ- الحالة الاقتصادية السيئة وما ينتج عنها أحياناً من فقر إلى جانب المستوى التعليمي المتدني ينتج عنه من الجهل في تفسير وفهم المعتقدات الدينية، مثل القضاء والقدر أو ثقافة المجتمع والمعتقدات الاجتماعية عن طريق العادات والتقاليد والأعراف.

ب- البيئة السكنية للأفراد وتوافر الحد الأدنى من مقومات السكن الجيد من توافر مياه صالحة وتهوية مناسبة وصرف صحي.

ج- العادات غير السليمة مثل عدم توفر النظافة وعدم الاختصاص في استعمال الأدوات الشخصية كالمناشف وأدوات المنامة إلى جانب عادات الأكل غير الصحيحة إلى جانب الأدوات والمواد المستعملة وعدم نظافتها وعدم صلاحيتها للاستعمال.

2- العلاقة ما بين الأمراض السائدة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والطبيعية والمهنية:

بعض الأمراض تنتج نتيجة خلل في إحدى العوامل السابقة أعلاه، مما يعد هذا جزءاً من تعطيل أو عدم نجاح خطط برامج الصحة العامة أي تأثير العوامل السابقة بعد جزءاً من المشكلات التي تواجه قطاع الصحة في المجتمعات، ومن الأمثلة على ذلك:

أ- الأمراض الاجتماعية الأخلاقية مثل الإصابة بالأمراض الجنسية، كالإيدز عن طريق ممارسة خاطئة للجنس أو اتباع أسلوب الخطأ الديني والأخلاقي كتعاطي الخمور والمخدرات، أو اتباع ثقافة مجتمعية خاطئة كإباحة أمر لشخص وعدم اباحته لآخر لاعتبارات تتعلق بثقافة المجتمع من عادات وتقاليد وقيم وأعراف.

ب- المهنة قد تكون سبباً في المرض وتسمى الأمراض المهنية هذا مما يجعل البيئة الطبيعية مصدراً من مصادر المرض، إلى جانب مخلفات الصناعة والعمليات الكيماوية الناتجة من البيئة الصناعية قد تكون سبباً من أسباب المرض.

ج- توزيع الخدمات الصحية وخاصة الإنشائية منها وعدم توفرها بأجهزتها وموادها وإدارتها وكادرها المهني قد تكون سبباً في تأخر وتقدم الخدمات الصحية وبالتالي إعاقة برامج الصحة العامة.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: