مستلزمات الوظيفية في نظرية الفعل الاجتماعي عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


مستلزمات الوظيفية في نظرية الفعل الاجتماعي عند بارسونز:

  • التكيف: وتشمل مركب من وحدات السلوك، التي تعمل على إقامة علاقات بين النسق وبيئته الخارجية التي تحتوي الفاعلين والعناصر المادية، ويكون التكيف من خلال حشد وأخذ المصادر التي يحتاجها النسق من أنساق البيئة، ومن ثم إعداد ونقل هذه المصادر لخدمة حاجات النسق.
    وتستلزم هذه الوظيفة من النسق التكيف مع بيئته بحدودها وضوابطها، وقدرته على تكييف البيئة ﻹشباع حاجاته وأن يعدل عليها ويتحكم فيها ويستغلها، وهذه الوظيفة تتصل بالنسق العضوي في حال وحدة الفعل الصغرى، بينما تتصل بالنسق الاقتصادي في حال التحليل النسقي للمجتمع.
  • تحقيق الهدف: وتشمل الأفعال التي تعمل على تعيين أهداف النسق وتتحكم في الموارد واستثمارها من أجل تحقيق أهداف النسق، وهذه القدرة على تعيين الأهداف، والسعي نحوها بأسلوب منهجي، هي التي تميز أنساق الفعل عن غيرها من الأنساق المادية، وتتصل هذه الوظيفة بنسق الشخصية في وحدة الفعل الصغرى، بينما تتصل بالنسق السياسي في التحليل النسقي للمجتمع.
  • التكامل: وتتمثل جملة الأفعال التي تحمي التنسيق بين الأجزاء المختلفة للنسق، وكف الميول المنحرفة، وحماية النسق من التغييرات الفجائية والاضطرابات الخطيرة، ويحافظ على قدر من التماسك والتضامن المهم لديمومة النسق، وهذه الوظيفة تتصل بالنسق الاجتماعي في وحدة الفعل الصغرى، بينما تتصل بنسق الروابط الاجتماعية في التحليل النسقي للمجتمع.
  • المحافظة على النسق وإدارة التواترات: وهي تشمل الحفاظ على درجة ملائمة من الحافز متفقة مع القيم الثقافية، ومكافأة الامتثال، وضبط السلوك المنحرف وإدارة التوترات، وتعد وظيفة المحافظة على النمط نقطة التقاء بين أنساق الفعل والعالم الرمزي والثقافي، وهو العالم الذي يزود أنساق الفعل بالرموز، الأفكار، أشكال التعبير، والأحكام اللازمة لخلق الدافعية وتوجيهها لدينامية الفعل، وتتصل هذه الوظيفة بالنسق الثقافي في وحدة الفعل الصغرى، بينما تتصل بالنسق الائتماني أو الثقوي وهو يعتمد على افتراض قاعدة ثقافية عامة ومشتركة تضمن تقبل الجمهور وامتثالهم مما يولد توقعات تبادلية مشتركة، في التحليل النسقي للمجتمع.

لقد تصرف بارسونز مع المستلزمات الوضيفية ﻷنساق الفعل، باعتبارها تحقق في تبادلها وتقاطعها التكامل والتوازن، ولكن يمكن النظر للعملية التفاعلية بين الأنساق في ضوء مستلزماتها كعملية تولد التفاضل في القوة، وتحقق السيطرة أحياناً، ومثال ذلك، أن النسق السياسي، مالكي القوة والهيمنة فيه، الذي يتولى مهمة تحقيق الهدف ويتحكم بتوزيع الموارد، يمتلك قوة أكبر من اﻷنساق اﻷخرى، ويستطيع أن يوجهها لخدمة مصالحه.
وبالإضافة إلى ذالك فعند اﻷخذ بعين الاعتبار أنساق مجتمعية متباينة يمكن، أن تظهر القدرة على التكيف (الاقتصاد والموارد) بحد ذاتها كأساس لنشأة القوة وتفاضلها بين الأنساق المجتمعية، وهنا يمكن أن تنشأ علاقة القوة من تبادل الخضوع والتبعية بالإمداد بالمصادر اللازمة.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: