ملاحظات عن التغير في النظرية الصراعية

اقرأ في هذا المقال


ملاحظات عن التغير في النظرية الصراعية:

  • أولاً: إن صياغة نموذج التوازن التفاضلي، يوضح قدرة احتواء النظرية البنائية الوظيفية لنظرية الصراع الاجتماعي، أو أن هناك قدرة للتجسير بينهما، ومثل هذا الإجراء يساعد في تفسير نظرية الصراع عن طريق وصف الظروف الفعلية التي أدت إليه.
  • ثانياً: يتحقق التوازن التفاضلي عندما تتأسس علاقة القوة القائمة مصلحياً على المعايير الاجتماعية، بحيث تكرس عملية المؤسسة خدمة مصالح الطرف الأقوى في العلاقة، وتعمل على تغليف الإجحاف والخضوع والحرمان الذي يتكون عن هذه العلاقة.
    ومن هنا، فإن التوازن التفاضلي، يدوم ويتواصل بفعل المعايير الاجتماعية الممارسة والعناصر الثقافية المؤدلجة عموماً، إن استدماج الفاعلين للعناصر الثقافية المؤدلجة يجعل الفعل الاجتماعي ينتقل بموجب قصور نفسيه ومعياريه، يمنح القوة القائمة شرعية زائفة.
  • ثالثاً: لقد تضمن التوازن التفاضلي مظاهر أساسية للتمايز تنعكس في المستويات التحليلية المتنوعة، المستوى الأول وهي الطوعية المقيدة، وجاءت مظاهرها الرئيسية على الصورة التالية: الفاعل وتفاضلات الحرية والقيد، والتمكين المتمايز، وتغاير أنظمة الغايات، وتصدع البنية الداخلية للمعايير الاجتماعية.
    والمستوى الثاني، وهي أنساق التفاضل، حيث تعتبر حلقة مفرغة لمأزق الفعل الاجتماعي، تضمنت ثلاثة أنساق تحليلية هي، ازدواجية النسق الاجتماعي وتكامله، وأدلجة وتمويه النسق الثقافي، ونسق الشخصية أداة السيطرة ووعاء الأدلجة والتمويه.
    والمستوى الثالث، وهي الأنساق المجتمعية للتوازن التفاضلي، فقد اشتمل سيطرة النسق السياسي على ثلاثة أنساق رئيسية هي، النسق الاقتصادي، ونسق الروابط المجتمعية، والنسق الائتماني، وقد نتج عن هذه السيطرة ثلاثة أنساق رئيسية هي، نسق الاستحواذ، ونسق الواجهة التعددية، ونسق التواء الشرعية، كما انبثقت أنساق فرعية أخرى من أنساق التوازن التفاضلي مثل، نسق الانتماء الزائف، ونسق سوق استهلاك والعمل المضطرب، ونسق اختلال المعيار التوزيعي.
  • رابعاً: هناك ثلاثة أشكال متوقعة من التغير الاجتماعي، الذي يعمل على كسر الحلقة المفرغة لمأزق الفعل الاجتماعي في التوازن التفاضلي وهي، التغير الراديكالي من القاعدة إلى القمة، وهذا الشكل يمثل نقطة الالتقاء مع نظرية الصراع، والتغير الاسترضائي التكيفي من القمة إلى القاعدة، والتغير بفعل قوة خارجية، كما بالنسبة للتغير الراديكالي فهو يبدأ عندما يعي الخاضعون حقوقهم المستلبة، ويأخذ هذا الوعي بعداً تنظيمياً يؤدي إلى مقاومة منظمة.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: