من هو سيف الدين قطز؟

اقرأ في هذا المقال


سلطان وقائد إسلامي عظيم دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعدما استطاع الانتصار على المغول في معركة عين جالوت، وسُمي بقاهر المغول الذين أدخلوا الرعب في قلوب القريب والبعيد عنهم، على الرغم من أن فترة حكمه لم تتعدى السنة إلا أنه أبلى فيها بلاءً حسنًا، وسُطرت شجاعته في كتب التاريخ، من هو هذا القائد؟

من هو سيف الدين قطز

سيف الدين قطز بن خوارزمشاه، سلطان مصر وهو السلطان الثالث الذي حكم الدولة المملوكية، من أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام، اسمه الأصلي “محمود بن ممدود” ولًقب بالملك المظفر سيف الدين، وينتمي إلى عائلة ملكية حقيقية، سيف الدين قطز هو ابن أخت جلال الدين خوارزم شاه، الملك الخوارزمي الشهير، وأبوه هو الأمير ممدود وابن عم الملك جلال الدبن الخوارزمي.

اعتقل التتار عائلته وقتلوا معظمهم واستعبدوا بعضهم، محمود بن ممودود كان أحد أولئك الذين استعبدهم التتار وأطلقوا عليه اسم قطز المنغولي (أي الكلب الشرس)،  تولى قطز الحكم (1259)، استطاع السلطان قطز مقاومة التتار وانتصر عليهم مرتين، ويعتبر قطز  بطل معركة عين جالوت التي وقعت عام(1260).

حياة سيف الدين قطز

ظهرت عليه علامات القوة والحكمة منذ طفولته المبكرة، تم بيعه في سوق تجارة الرقيق بدمشق إلى أحد الأيوبيين الذي أحضره إلى مصر، واستمر في الانتقال من سيد إلى آخر حتى وصل أخيرًا إلى الملك المعز عز الدين أيبك ليصبح أعظم قائد له.

يلاحظ بوضوح في قصة قطز عناية الله العجيبة بعبده، فقد تآمر التتار على المسلمين، واستعبدوا أحد أبنائهم، وباعوه بأنفسهم في دمشق ليبيعهم بعضهم لبعض حتى وصل إلى بلد لم يسبق له أن رآه، وربما سمع عنه في طفولته المبكرة، وأصبح في النهاية ملكًا على هذا البلد، وكان على يديه نهاية التتار الذين نقلوه من أقصى المناطق الإسلامية إلى مصر.

تعالى الله الذي يتصرف في الأمور ببراعة، ويخطط بحكمة، ولا يخفى عنه شيء في السماء ولا في الأرض، كما في الآية (50) من سورة النمل {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

تلقى قطز رحمه الله كغيره من المماليك تعليماً دينياً مستقيماً، ونشأ على أسس إسلامية قوية، وتدرب منذ طفولته المبكرة على مهارات الفروسية، وآداب القتال، وأنواعها، وهكذا نشأ شابًا قويًا مثابرًا أحب الدين وكرَّم مقدساته، كان صبورًا وقويًا وجريئًا، بالإضافة إلى ذلك، ولد في عائلة ملكية، مما يعني أن طفولته كانت طفولة الأمراء، هذا بالطبع جعله واثقًا من نفسه، كان ملمًا بالقيادة والإدارة والحكم.

علاوة على ذلك، فإن تدمير عائلته على أيدي التتار جعله، بلا شك، يعرف جيدًا مأساة التتار، من المؤكد أن انطباع الشخص الذي يرى حدثًا بعينه يكون دائمًا أقوى من انطباعه الذي يسمع عنه فقط، اجتمعت كل هذه العوامل لتكوين شخصية فريدة من نوعها لقطز الذي اعتاد أن ينظر باستخفاف إلى الشدائد، ولا يخاف أبدًا من أعدائه بغض النظر عن كونهم أكبر عددًا ومتفوقًا في القوة، وكان لتربيته على الشريعة الإسلامية وحب الله دور كبير في تعزيز ثقته بنفسه.

الأحداث التاريخية في هذا المقال:

الحدث التاريخيالتاريخ
تولى قطز الحكمعام (1259)
معركة عين جالوتعام (1260)

المصدر: قصة التتار من البداية حتى عين جالوت، راغب السرجاني.قطز، منذر القباني، الدار العربية للعلوم ناشرون (2014).سيف الدين قطز قاهر المغول، نور الدين خليل، مكتبة بستان المعرفة (2010).المظفر قطز ومعركة عين جالوت، بسام العسلي، دار النفائس (1986).سيف الدين قطز قائد عين جالوت وهازم التتار، محمد القاضي، دار التوزيع والنشر الإسلامية (2010).


شارك المقالة: